الجزائر
تردد حمروش وبلخادم.. ومناورات رافضي الانتخابات

هل تنجح أحزاب “البديل الديمقراطي” في خداع المقاطعين؟

محمد مسلم
  • 5806
  • 13
ح.م

اشتعل السباق من أجل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في الثاني عشر من ديسمبر المقبل بتوسع دائرة المهتمين به، ويبدو أن الرهان لم يعد يعني فقط المؤمنين بإجراء الانتخابات في موعدها، بل تعداه حتى إلى أولئك الذين كانوا إلى وقت قريب يعارضون إجراء الانتخابات بحجة عدم توفر شروط نجاحها.

ورغم تجاوز عدد الراغبين في الترشح الـ120، إلا أن السباق لا يزال مرشحا لاستقبال أسماء أخرى، قد يكون وزنها أكثر أو يساوي ثقل من ترشح لحد الآن، باحتمال عدول مواقف من تأسست لأجلهم لجان مساندة.

ما يعزز هذا الاعتقاد هو تزايد حجم “التجييش”، سواء ذلك المتعلق بحث الناخبين على غزو صناديق الاقتراع في موعد ديسمبر المقبل، أو بدعوة المترددين من الشخصيات البارزة إلى سحب الاستمارات ومن ثم دخول المعترك الانتخابي.

وجاء الإعلان عن ميلاد “رابطة المبادرة الوطنية الشعبية من أجل الأخوة والسلم”، المتكونة من مختلف حساسيات المجتمع، ليضيف عامل حشد آخر من أجل إنجاح الرئاسيات، التي بدأت تقتحم اهتمام فئات واسعة من المترددين والمتحفظين وحتى الرافضين لها.

يتزامن هذا وبروز ظاهرة “الحج” إلى بيوت بعض الشخصيات من أجل حثها على الترشح، وقد بدأت هذه الظاهرة بتوجه عدد من أنصار رئيس حكومة الإصلاحات، مولود حمروش، إلى بيته، وهي الحادثة التي تكررت أيضا مع عبد العزيز بلخادم، رئيس الحكومة والمستشار السابق للرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة.

ويبدو أن القائمة سوف لن تقتصر على حمروش وبلخادم، إذ يتوقع أن تتوسع لتشمل أسماء أخرى، من بينها وزير الشؤون الخارجية الأسبق، احمد طالب الإبراهيمي، الذي سبق له أن أكد عدم اهتمامه بالاستحقاق الرئاسي المقبل.

يبدو أن الأطراف التي لطالما راهنت على تكرار سيناريو استحقاق الرابع من جويلية المنصرم، في الثاني عشر من ديسمبر المقبل، قد اقتنعت بأن رهانها بات خاسرا، ولذلك بدأت التسريبات تتحدث عن تفكير قادة هذا المعسكر في البحث عن حلول حتى لا تبقى على هامش الأحداث، فيفوتها موعد قد تندم عليه كثيرا.

وفي هذا الصدد، تتحدث بعض المعلومات عن شروع ما يسمى “أحزاب البديل الديمقراطي” في حشد أنصارها في سرية تامة، من أجل المشاركة في الاستحقاق المقبل، بعد أن أيقنت بأن سياسة الكرسي الشاغر لن تفيدها في معركة التموقع تحسبا للمرحلة المقبلة، التي يتوقع أن تكون مغايرة تماما للمرحلة السابقة، والتي استفادت خلالها، هذه الأحزاب (البديل الديمقراطي) من تموقع “العصابة” في رأس هرم صناعة القرار، فنالت الحقائب الوزارية والمقاعد النيابية، بالنسبة لتلك التي أعلنت دعمها لنظام بوتفليقة، والامتيازات غير الظاهرة، بالنسبة للأحزاب التي كانت تعارض في النهار وتبيت في أحضان السلطة في الليل، كما هو الحال بالنسبة لحزب العمال، الذي تقبع زعيمته لويزة حنون، خلف القضبان.

لكن وقبل ذلك، يتعين على أحزاب “البديل الديمقراطي” إيجاد شخصية قادرة على مقارعة المتنافسين، وهو أمر يبدو من الصعوبة بمكان، بالنظر لمحدودية تمثيل هذه الأحزاب، ولذلك هم يراهنون على عامل المناورة، حيث يتظاهرون بالمقاطعة، ثم يقررون المشاركة في آخر المطاف، بعدما يكونوا قد أوهموا الفئات الأخرى من المقاطعين بأنهم لا يزالون على خيارهم الأول، وهي الحيلة التي من شأنها أن تحدث الفارق إذا تجسدت.

مقالات ذات صلة