هل حقا تزداد حالات الطلاق في رمضان.. وما السبب؟
في كل مرة يزورنا الشهر الفضيل تدق المحاكم ناقوس الخطر بشأن ارتفاع حالات الطلاق التي تحدث لعدة أسباب حصرها الأخصائيون في المزاج السيء لبعض الأزواج المدخنين، وكذا من نقول عنهم بالعامية “يغلبهم رمضان” والذين يقيمون الدنيا ولا يقعدونها ويقفون عند كل شاردة وواردة حتى يفقدوا زوجاتهم صوابهن فتحدث الكارثة!
تقول السيدة نعيمة أن زوجها المدمن على تعاطي السجائر يحيل حياتها إلى جحيم في كل رمضان وقد نفذ صبرها العام الماضي وأصيبت بداء السكري من فرط الضغط الذي يسببه لها ولم تجد من خيار أمامها سوى هجرانه وطلب الطلاق، وفعلا تركته وارتاحت ولم ترغب في العودة إليه رغم سعيه الحثيث لإرجاعها، أما مريم فتقول أن زوجها المزاجي يخرجها من عصمته في كل رمضان ويطردها ويتلفظ بعبارات الطلاق ثم يندم بعد الإفطار، لكن الإمام حذره مرارا من التسرع ولم يبال حتى وقع الطلاق فعلا.
من جهتها تقول السيدة نورة أن جارتها طلبت الطلاق رمضان الفائت رغم كونها عروسا جديدة لم يمض على قدومها سوى شهرين، والسبب أن زوجها لم يراع حرمة رمضان وكاد يفطرها وحين رفضت أشبعها ضربا، لتغادر بعدها حياته للأبد غير آسفة عليه، ومثلها أم هاجر التي سئمت من تعليقات زوجها بخصوص نقص الملح وإزعاج الأطفال وطول وقت الصيام الذي تقضيه في الخصام فناشدت راحة بالها ولم تجد سوى الخلع حلا لوضعها المتأزم في كل موسم صوم.
وبحثا عن مزيد من التفاصيل سألنا الأخصائية الاجتماعية فاطمة الزهراء والي عن سبب تزايد حالات الطلاق في رمضان فكان جوابها أن القليل من الأزواج من يراعون خصوصية الشهر الكريم ويعرفون معناه ومغزاه، أما أصحاب المزاج المعكر والمدخنون ومن تسيرهم بطونهم فيتسببون في مآسي لا حصر لها، على رأسها الاعتداء والطلاق وحتى الضرب المبرح والتسبب في جروح وكسور!
هذا وتقول المحامية بن عيساوي نجاة أن الجزائري ذو طبيعة عاطفية ومعروف بالنرفزة وعدم التحكم في الأعصاب على مدار العام، لذلك فإن حصول الطلاق في رمضان حسبها يعود لتراكمات سابقة، وجدت فقط ما يفجرها في الشهر الفضيل، كالشعور بالجوع ونقص النيكوتين في الجسم.
وتركز بن عيساوي على أن معظم حالات الطلاق التي تحدث في رمضان تبدو أسبابها مضحكة ومنها ما يتم التراجع عنه في آخر لحظة، لكن يبقى الأكيد أن الصوم لا يعدو أن يكون سوى النقطة التي تفيض الكأس.