رياضة
عن مواجهة "الخضر" و"العنّابي"

هل ردّ بلماضي الجميل للقطريين أم هي احتفالات رأس السنة بِالدوحة؟

علي بهلولي
  • 4923
  • 9
أرشيف
الناخب الوطني جمال بلماضي

من الصّعب أن يُقنع الناخب الوطني جمال بلماضي والفاف الجمهورَ الجزائريَّ، بِجدوى المباراة الودّية لـ “الخضر” أمام المضيف القطري.

ويُجرى هذا اللقاء بِالعاصمة القطرية الدوحة، مساء الخميس المقبل.

أوّلا، لِأن بلماضي سيعتمد على العناصر المحلية في مواجهة قطر، وهو الذي كان صريحا منذ قدومه في الصيف الماضي، لمّا أكد وأظهر اعتماده الكلّي على اللاعبين المغتربين. ما يعني أن مُبرّر تجريب كرويي البطولة الوطنية، ومعرفة مدى أهليتهم من عدمها لِخوض كأس أمم إفريقيا في الصيف المقبل، لا معنى له.

وثانيا، فإن مواجهة منتخب “العنّابي” ستُجرى بِمدرجات شاغرة، وبعيدا عن أعين رجال الصحافة، وكأنها حصّة تدريبية أو مران خفيف لِإزالة أعراض الإرهاق والإسترخاء. وبِالتالي غير مدرجة ضمن أجندة الفيفا، ولا تُحتسب في التصنيف الشهري للإتحاد الدولي لكرة القدم.

ويكون جمال بلماضي (42 سنة) قد ردّ الجميل للقطريين، الذين منحوه فرصة “التكوين” و”التوظيف”، مباشرة بعد اعتزاله لعبة كرة القدم. خاصة وأنهم عيّنوه في منصب كبير مُرادف لِمدرب منتخب أكابر هذا البلد الخليجي، وهو مكافأة ثمينة وهدّية غالية لِتقني “غرّ” حديث العهد بِمهنة التدريب، كأن يُجنّد متربّص في الجيش، وتُمنح له في رمش العين رتبة “عقيد/ كولونيل”!؟

ويستعدّ منتخب قطر للمشاركة في نهائيات كأس أمم آسيا، المُبرمجة بِالإمارات العربية المتحدة انطلاقا من الـ 5 من جانفي المقبل. وهذا “كرم” آخر من بلماضي للقطريين، حيث يستعدّ زملاء المهاجم حسن الهيدوس للبطولة الكروية القارية.

كما أن بلماضي الذي وُلد بِفرنسا عام 1976 (من أبوَين جزائريَين)، وتعوّد على أجواء هذا البلد الغربي، يكون قد انتهز فرصة نهاية السنة الميلادية، لِقبول تنظيم هذه المباراة، حتى يحتفل – على طريقته الخاصة – في الدوحة. مثلما فعل الناخب الوطني الأسبق ناصر سنجاق، الذي نظّم لـ “الخضر” مباراة ودّية في البرازيل نهاية ديسمبر 1999، وقد تبيّن فيما بعد أن هذا التقني المُغترب كان مهووسا بِاحتفال رأس السنة الميلادية في ريو دي جانيرو، على الأنغام العذبة والرّاقصة لِموسيقى “لا لمبادا”. ولا علاقة للأمر بِتحضيرات زملاء عبد الحفيظ تاسفاوت لـ “كان” 2000.

إن جمال بلماضي الذي عُرف بِانضباطه وصرامته، يجب أن يبقى وفيا لِهاتين الخصلتَين المطلوبتَين. ذلك أن سفرية قطر، تُشبه أيضا إلى حدّ ما، ما اقترفته الفاف مُؤخّرا في حق التقني المُخضرم رابح سعدان، لمّا دفعت هيئة الرئيس خير الدين زطشي – بِالتنسيق مع بلماضي – بِمدرب حرّاس مرمى “الخضر” (عزيز بوراس)، للسفر إلى مملكة الضباب (بريطانيا، وانجلترا تحديدا)، من أجل حضور مؤتمر الفيفا، بدلا من “جنرال أم درمان”، الذي كان مُؤهّلا للمشاركة هناك، استنادا إلى شروط مُنظّمي هذا النوع من الندوات، والمُرادف لِحيازة سعدان منصب مدير فني. بِمعنى آخر عيب وعار كبير (نحن على أبواب 2019) أن يُخطّط بعضهم لِسفرية سرّية، بِحرمان الآخر، وكأنهم يُقيمون في برّية متوحّشة، لا يسود فيها سوى التربّص بِالفرائس (“التقرعيج” وشمّ الإمتيازات عن بعد للإستفادة من الغنائم دون علم آخر) والنهب والسلب والإفتراس، ولله في خلقه براري كينيا وتنزانيا والغابات المطيرة في أندونيسيا والأمازون شؤون!

مقالات ذات صلة