اقتصاد
بعد تجاوز النفط 86 دولارا للبرميل لأول مرة منذ 2014

هل ستعود احتياطات الصرف الجزائرية للارتفاع مجددا؟

حسان حويشة
  • 9372
  • 16
ح.م

عرفت أسعار النفط في السوق الدولية انتعاشا غير مسبوق مباشرة عقب اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك والمنتجين من خارجها في الجزائر يوم 23 سبتمبر المقبل، ودعمتها المخاوف بشأن نقص الإمدادات بسبب العقوبات الأمريكية على إيران، ما دفع أسعار الخام إلى أعلى مستوى لها منذ خريف 2014، حيث تخطت أسعار خام برنت بحر الشمال 86 دولارا للبرميل.

وسيكون هذا الارتفاع في صالح الحكومة الجزائرية التي ستجني المزيد من بملايير الدولارات خصوصا إذا استمرت أسعار الخام في هذا المنحى إلى نهاية العام الجاري، حيث تشير التوقعات إلى أن عائدات الجزائر من المحروقات (نفط وغاز) ستتجاوز 40 مليار دولار نهاية 2018.

وإجمالا يمكن أن تتراوح المداخيل ما بين 42 و45 مليار دولار باحتساب صادرات خارج المحروقات التي يمكن أن تصل 3 ملايير دولا نهاية السنة (2 مليار دولار نهاية أوت الماضي).

ومع ارتفاع أسعار النفط وعائدات البلاد يعود الحديث مجددا حول احتياطات الصرف الجزائرية وهل ستعرف منحى تصاعديا من جديد أم أنها ستواصل التآكل بالنظر إلى وتيرة الواردات التي لم تعرف تراجعا لافتا رغم الإجراءات العديدة والمتعددة للحكومة.

وعرفت احتياطات الصرف تآكلا بشكل رهيب منذ بداية الأزمة النفطية منتصف 2014، حين وصلت آنذاك إلى 194 مليار دولار ونزلت شهر ماي الماضي إلى 90 مليار دولار، أي أن الاحتياطات فقدت 94 مليار دولار في 4 سنوات بمعدل 23.5 مليار دولار كل عام.

وفي السياق، يرى وزير المالية الأسبق والخبير الاقتصادي عبد الرحمن بن خالفة أن احتياطات الصرف الحالية ما زالت في مستوى مقبول ما بين 85-90 مليار دولار وهي تغطي واردات سنتين، عكس بلدان أخرى التي لها 5 و4 أشهر وبعضها شهرين من التغطية فقط.

واعتبر بن خالفة أن مستوى أسعار النفط الحالية وما يترتب عنه من واردات يجعل مداخيل البلاد تعادل تقريبا ما يخرج منها، ولذلك فإن الوضع الحالي للسوق النفطية يسمح بالحفاظ على المستويات الحالية من احتياطات الصرف الجزائرية على الأقل.

وقال “لم نصل بعد لمستوى تجديد الاحتياطات لكن الوضع الحالي يسمح بالحفاظ على الحالية… لهذا نحن في أريحية ظرفية”.

وشدد بن خالفة على أن دولا نفطية مثل الجزائر ورغم ارتفاع سعر النفط على ما يفوق 85 دولار، إلا أنها ما زالت تتعامل مع الوضع وكأن البترول بـ40 دولار فقط، وهو ما يستلزم على الحكومة يقظة ويجب أن تستمر الحكومة في عملية تنويع الاقتصاد.

وعلق قائلا “لا يجب أن نغفل ويجب الخروج من ليلة الشك المتعلقة بسعر برميل النفط”، مضيفا أنه يجب العمل على تعبئة موارد غير بترولية وتنويع الاقتصاد ودعم فتح المجال أكثر للقطاع الخاص وغيرها”.

مقالات ذات صلة