الرأي

هل فقدنا انتماءنا؟

محمد سليم قلالة
  • 2588
  • 22

المشهد الأول: فلسطينتُحاصر غزة، تُقذَف بالقنابل فنثور ونتحرك ونسعى لجمع الأموال والمساعدات ونبدو وكأننا أعلنَّا النفير. يتوقف القتال، تتوقف وسائل الإعلام عن بث صور الدمار والخراب.. ننسى غزة بأنها اليوم تموت أكثر مما كانت تحت القصف وتحت النيران.. وكأنها تحرّرت أو انتصرت أو ضمّدت جراحها.. وننسى أن فلسطين كل فلسطين مازالت تئنّ تحت وطأة الاحتلال الغاصب، ننسى آلاف المعتقلين، وآلاف الأرامل والأيتام والمشردين والمضطهدين في أكثر من مكان…

المشهد الثاني: مصر

ينتخب الشعب المصري على 5 مراحل من يحكمه، رئيسا شرعيا اسمه محمد مرسي.. نسعد لأن أرض الكنانة أكدت مرة أخرى أنها أرض الحضارة، ونغبط المصريين على وعيهم الكبير، وعلى سِلمِيَتهم في التغيير.. وتنقلب الأمور فجأة، يحدث انقلاب في 3 جويلية 2013، ويعود العسكر إلى الحكم، وننسى أن اليوم بمصر معتقلات وسجوناً، واستنطاقا وتعذيبا، وإرهابا يقتل أبرياء، وأنه علينا كما سعدنا بالتغيير السلمي أن ندين القهر والتسلط وأن نعمل للعودة إلى الشرعية وإلى تقديم النموذج الذي نحتاجه اليوم من مصر، المثل والقدوة لكافة العرب والمسلمين.


المشهد الثالث: ليبيا

تُهاجم ليبيا الجارة من قوى التحالف بحجة حماية الشعب من دكتاتورية القذافي، تُطيح به، تقتله وتُشهِّر بجثته.. نثور بداخلنا على هذا التخطيط الخارجي للسيطرة على ثروات شعب شقيق، نتأسف أياما وشهورا، ثم ننسى أن ليبيا اليوم تواجه مشاريع التقسيم، تواجه ظلم ميليشيات إرهابية، وتحتاج إلى كل شيء: من الأمن إلى التنمية، وكأننا تركناها لحالها، تتحمل مصيرها بنفسها، لا نستطيع أن نفعل لها شيئا


المشهد الرابع: سورية

تُهدَّد سورية بكل الوسائل، تُصنَع بها ميليشياتٌ مسلحة صُنعا، تُدعَّم بالمال والسلاح من أجل الإطاحة بنظام الحكم  القائم، يُشرَّد الملايين من أشقائنا، ويَتيهون في كافة أصقاع الأرض بحثا عن الأمن والأماننَحزن لذلك ونَثور ويَتشكَّل لدينا موقفٌ شعبي واع ومساند للشعب السوري، لأيام وأسابيع وشهورثم ننسى أن سورية مازالت إلى اليوم تَعرف مآس، ومازالت أراضيها محتلة، وشمالها مُهدّد بـداعش، وقوى التحالف تسعى لتقسيم أراضيها


ومشاهد أخرى

 

من العراق، ولبنان، واليمن، والصحراء الغربية، والسودان، والبحرين وحيثما كان حراك أو محاولة تغيير…  دوما نثور، نصيح، نسعى إلى التضامن، إلى دعم الحقثم بسرعة نستسلم للأمر الواقع، وأحيانا ننسى ما يحدث بعد حالة الغضب الأولى: هل انتزع منا الموقف الثابت؟ هل نحن عاطفة بلا عقل؟ هل كلنا عشوائية وغوغائية؟ أم فقدنا كلية الانتماء؟

مقالات ذات صلة