رياضة
قاد الخضر في سن الـ34 وتأهل معه للمونديال ثلاث مرات

هل نال رابح سعدان فرصته أكثر من كل مدربي الجزائر؟

الشروق الرياضي
  • 1902
  • 11
أرشيف
رابح سعدان

انقسم الشارع الجزائري في قضية المدرب الشيخ رابح سعدان، بين من اعتبر انسحابه من المديرية الفنية للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، إهانة لرجل خدم الخضر كثيرا، وبين من اعتبر تواجد رابح سعدان في خريف عمره، قتل للمواهب الشابة واحتكار للمسؤولية، خاصة أن الرجل قارب سنه الثالثة والسبعين من العمر.

الحقيقة أن لا أحد من مدربي الجزائر وحتى الأجانب، نال فرصته في قيادة الخضر طوال عقود مثل الفرص التي نالها رابح سعدان، مع عدد من أجيال الكرة الجزائرية من زمن مصطفى دحلب وبلومي إلى زمن مراد مغني وكريم زياني، والحقيقة أيضا أن لا أحد من المدربين الجزائريين والأجانب حقق ما حققه رابح سعدان الذي كان ضمن ثلاثي التدريب الذي مكّن الجزائر من التأهل إلى كأس العالم لأول مرة في إسبانيا من سنة 1982، ثم قاد لوحده المنتخب المتأهل لمونديال المكسيك سنة 1986، وأعاد الكرّة بقيادة الخضر إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010.

لم يكن رابح سعدان لاعبا متميزا في شبابه، فقد انتقل من ناديه الأول مولودية باتنة، لتقمص ألوان أعرق الفرق بشرق البلاد مولودية قسنطينة في أواخر ستينات القرن الماضي، قبل أن يذوب بين أندية عاصمية مغمورة، إلى أن اختار التعلم من أجل دخول عالم التدريب.

الغريب أن رابح سعدان لم يقد أي فريق في الجزائر، إلى أن تسلم زمام المنتخب الوطني للأواسط، وفي سنة 1981، شارك رفقة اليوغوسلافي رايكوف والجزائري معوش في تكوين منتخب وطني تنافسي لعب تصفيات كأس العالم، فأطاح بسيراليون، ثم أقصى السودان والنيجر ليصطدم بالنسور الخضر ففاز أمامهم ذهابا في نيجيريا وعودة في قسنطينة، ولكن المسئولين على الاتحادية أقالوا هذا الثلاثي ومنحوا قيادة المنتخب الجزائري للمدرب محي الدين خالف، وكان حينها رابح سعدان في الخامسة والثلاثين ربيعا.

في سن الـ39 حقق رابح سعدان حلم حياته بقيادته المنفردة لمنتخب قوي، كان يضم خيرة ما أنجبت الكرة الجزائرية، وبعد تأهل على حساب أنغولا، ثم زامبيا التقى في اللقاء التأهيلي الأخير لمونديال المكسيك بالمنتخب التونسي، فلعب مقابلة تكتيكية قوية في تونس، وفاز برباعية مقابل واحد، وأكملها بفوز آخر في ملعب 5 جويلية بثلاثية نظيفة، ولكن رحلته مع كأس العالم باءت بالفشل في المكسيك، خاصة بعد الخسارة القاسية أمام إسبانيا بثلاثية نظيفة، فخرج من الباب الضيق وتعرض للتهديد فغادر الجزائر إلى المغرب، فجرب حظه مع الرجاء البيضاوي فنال لقب رابطة أبطال إفريقيا، والمفارقة العجيبة أن اللقب تحقق على حساب فريق مولودية وهران الذي كان يضم في صفوفه لخضر بلومي، وهذا في نهائي مثير في خريف 1989، ورفض العمل في الجزائر، ثم انتقل في تجارب تدريب في المملكة العربية السعودية وتونس والإمارات العربية المتحدة، وفي سنة 1999 عاد للخضر ولكن لبضعة أسابيع، ثم قاد اتحاد العاصمة، كما درب شباب قسنطينة ووفاق سطيف ومنتخب اليمن، ونجح مرة أخرى في عهد روراوة بقيادة الخضر إلى ربع نهائي كأس أمم إفريقيا التي جرت في شتاء 2004 في تونس، وقيادة المنتخب الوطني للمشاركة لثالث مرة في مونديال 2010 في جنوب إفريقيا، وتحول إلى بطل قومي بعد تمكنه من تحقيق تأهل انتزعه من أنياب المنتخب المصري القوي وما تبع المواجهة من تشنج وأحداث خاصة في أم درمان خلال المباراة الفاصلة بين المنتخبين.

هناك مدربين لم تمنح لهم الفرصة كما حصل عليها رابح سعدان الذي وصل للخضر سنة 1981 وقاد الخضر في سنة 2010 وهي مدة لم يتمتع بها أي مدرب من أمثال كمال لموي ومحي الدين خالف وعبد الحميد زوبا والراحل عبد الحميد كرمالي، ولكن الحقيقة التي لا يتنكر لها إلا جاحد، هو أن رابح سعدان كان ضمن مؤهلي الخضر في ثلاث مناسبات من بين الأربعة التي أوصلت المنتخب الجزائري إلى جنة كأس العالم.

ب. ع

مقالات ذات صلة