هل نفرح بسقوط البترول؟
كان سعر سلة البترول، (الخفيف، صحاري بلند ـ الجزائري ـ برنت بأنواعه المختلفة… الخ) في أول أوت الماضي 102.89 دولار للبرميل، فانخفض يوم 09 أكتوبر الجاري إلى 84.10 دولارا للبرميل (بورصة نيويورك)، ويتوقع أن يستمر في الانخفاض في الأشهر القادمة ربما إلى أدنى من ذلك، وتبعا لذلك ينخفض سعر البترول الجزائري في الأسواق الدولية ونخسر الملايين كل اليوم.
نخسر نحو 1.48 مليون دولار يوميا إذا انخفض بدولار واحد (بحسب سنة 2013 كان إنتاجنا 1.48 مليون برميل يوميا)، وترتفع خسارتنا إلى 14.8 مليون دولار في اليوم إذا انخفض بعشر دولارات، أي إلى 444 مليون دولار في الشهر، وهي مبالغ ضخمة لا شك في ذلك.
وإذا علمنا أن الإنتاج الجزائري بدأ يتراجع منذ سنة 2008، وأن الاكتشافات الجديدة في الشمال التي تزيد عن 32 حقلا لا ترقى أبدا لمستوى حاسي مسعود أو حاسي الرمل، وإذا تأكدنا بأن هذين الحقلين الكبيرين بدءا في التآكل في العشر سنوات الأخيرة، بعد أن اُستنزفا استنزافا من خلال الاستغلال المفرط الذي بلغ حد التحطيم، وانطلاقا من المؤشر القائل إن عائدات البترول انخفضت بـ 12 بالمائة في الثلاثي الأخير من سنة 2014، أليس من حقنا أن نطرح السؤال التالي: هل نفرح بهذا أم نحزن؟
هل نحزن لبدء نضوب هذا الكنز البترولي ولسقوط أسعاره؟ أم نفرح لأن الذين يعيشون على ريعه لن يجدوا ما ينهبوه بعد الآن، ونتحول بعدهم، ومن دونهم، من شعب منهوب يعيش عالة على ثروات بلاده، إلى شعب يخلق ثروته بنفسه؟
هل نحزن لأن عشرات المشاريع التي بنينا عليها أحلامنا ستتوقف، أم نفرح لأننا سنعود للتفكير العقلاني عند بناء المشاريع ونتوقف عن الكذب على أنفسنا ونضع حدا لذلك السراب الذي أضعنا العمر في البحث عنه دون جدوى؟
هل نحزن لأن مواردنا المالية ستنخفض أكثر، أم سنفرح لأن هذه الموارد كانت ستُنهب وتُبدد عبر الفساد والتبذير والرشوة وما شابه من أساليب إهدار المال العام؟
ما الذي سنشعر به حقا؟ هل بالحزن على حاسي مسعود الذي أُنهك وشاخ، أم بالفرح لأنه سيُترك وشأنه ويتركوننا معه نبحث عن حلول بديلة لعلها تعيد الحياة لصحراء كان بها ذات يوم ولم ينفعها في شيء؟
ما الإحساس الذي سنشعر به وقد لاحت في الأفق إشارات لا ندري أَأَرادت بنا خيرا أم شرا؟ هل الحزن الكئيب أم الأمل الفسيح؟ السؤال لكم…