الشروق العربي
ممارسة المرأة للرياضة في الغابات:

هل وصلنا إلى هذه الثقافة دون أن يتحرش بها أو يعتدى عليها؟

صالح عزوز
  • 1880
  • 5
ح.م

تتوزع الكثير من الأماكن المخصصة للرياضة الجماعية عبر العديد من المناطق، التي أصبحت تضم في الآونة الأخيرة، كلا الجنسين، وليس كما كانت في السابق حكرا على الرجال فقط، لذا أصبح الجنس اللطيف يقاسم هذه المساحات في الهواء الطلق مع جنس الذكر أو الرجال، لكن تشتكي الكثير منهن سوء المعاملة أو التحرش، لهذا لا تستطيع ممارسة رياضتها المفضلة في ظروف حسنة، وتصل في الكثير من الأحيان إلى تصادمات بين الرجال أو بعض الشباب الذين يختارون هذه الأمكنة للمعاكسات.

يطرح الكثير ممن يزورون هذه الأماكن المختلطة لممارسة الرياضة لكلا الجنسين، سؤالا واحدا وهو، هل وصلنا حقيقة في الجزائر، إلى ثقافة ممارسة المرأة للرياضة رفقة الرجل في الغابات والأماكن المفتوحة، دون خلفية ودون حسابات؟ وهو السؤال الذي أردنا معرفة الإجابة عنه، من بعض الذين يمارسون الرياضة في الغابات وفي الهواء الطلق، سواء الرجال أم النساء.

 زرنا الغابة المخصصة للرياضة وألعاب الأطفال بالباخرة المحطمة، التي أصبحت تستهوي الكثير من الناس في ظل الحجر الصحي، وتحولت إلى مهرب إن صح القول، من ضغط البيت والأولاد في عطلة تجاوزت سبعة أشهر. يقول “عبد الحليم”، إننا مازلنا بعيدين جدا عن الوصول إلى ثقافة تواجد المرأة رفقة الرجل في هذه المساحات وغيرها، لأن العديد منا لا يزال ينظر إلى المرأة على أنها عورة، حتى ولو كانت تمارس الرياضة بحجابها، كما أن العديد من الرجال لا يتقبلون فكرة تواجد الأنثى أصلا في هذه الأماكن ولو كانت لهم السلطة الفعلية عليها، لأجبروها على هجر هذه الأماكن، لذا لا تستغرب حينما تجد الكثير من المناوشات في هذه الأماكن تصل في بعض الأحيان إلى التصادم الجسدي بين الأفراد، والسبب تواجد المرأة في هذه المساحة.

أكدت “لندة” فكرة عبد الحليم، وهي شابة في عقدها الثاني تحضر للمنافسة في رياضة الجيدو: “مثل هذه الأماكن تساعد الناس على التنفس وممارسة الرياضة بكل أنواعها، لكن للأسف كما ترى من حولك، النساء هنا قليل جدا، لأسباب عديدة، منها أن المرأة تتجنب ممارسة الرياضة في الأماكن التي تكون معروفة فيها، أو كما يقال تكون بنت الحي، وتختار أماكن أخرى، وهذا يرجع إلى أن الرجل لا يتقبل أن تمارس المرأة الرياضة أصلا، وليس في هذه الأماكن فقط.. ثانيا، أغلب الشباب الذين تراهم مجتمعين هنا، وحتى ولو كانوا يرتدون اللباس الرياضي همهم معاكسة البنات فقط، وهذا يحدث معي تقريبا يوميا كلما أقف هنا، وهي من الأمور التي أصبحت معروفة في هذه الأماكن، ونراها يوميا، وفي بعض الأحيان نحضر حتى بعض المناوشات، بسبب هذه المعاكسات”.

 اجتمع الكثير ممن التقينا بهم في هذه المساحة لممارسة الرياضة، على أنه من الصعب على المرأة ممارسة الرياضة في هذه الأماكن، وهذا لأن العديد من الرجال قرروا مطاردتها في كل مكان، لذا مازلنا بعيدين جدا عن ثقافة ممارسة المرأة للرياضة في الغابات والأماكن المفتوحة دون أن تتعرض للمعاكسات والاعتداءات في بعض الأحيان.

مقالات ذات صلة