هل يجوز الكذب الأبيض بين الزوجين؟

يتخذ بعض الأزواج ما يسمى بالكذب الأبيض في الكثير من المواقف، فقد علموا أنه لا ضرر في ذلك مادام من أجل الحفاظ على استقرار الأسرة والحفاظ على المودة بين الطرفين، كما يستعمله الكثير من الناس للإصلاح بين المتخاصمين وفي الكثير من المواقف الأخرى، التي من شأنها إتمام الصلح ونشر المودة بين الناس.. وللتطرق إلى هذا الموضوع، وجب استقراء بعض الآراء من أجل الوقوف على حقيقة الكذب الأبيض وماهيته بين الناس، وفيم يستعمله الأزواج خاصة، مادام يقوم على مبدإ الحفاظ على المودة والمحبة بين الأسر.

يختلف الناس في هذا الموضوع، بين من يرى بأن الكذب مهما كان نوعه فهو محرم شرعا، سواء ما كان بين الزوجين أم في كل التعاملات بين الأشخاص، وحتى وإن كان من أجل الصلح.. ولا يهتمون بهذا الأمر، حيث تعتقد نادية أن من يعتمد على الكذب، سيتحول عنده، مع مرور الوقت، إلى عادة يصعب التخلص منها. وهذا، ما وقع فيه الكثير من الناس، حينما استسهلوا هذا الأمر، بدعوى الكذب من أجل الحفاظ على الاستقرار والمودة بين الأزواج، وإذا كان حقيقة هو كذب أبيض، فلم لا يتصارح الزوجان في ما بينهما، ويتجنبا الكذب، مهما كان نوعه؟ تختم نادية حديثها في هذا الموضوع .

غير أن محمد يذهب عكس ما ذهبت إليه نادية، ويقر أنه في بعض الأحيان يجب استعمال الكذب الأبيض من أجل الحفاظ على استقرار الأسرة، لكن ليس في كل الأحوال، فقط حينما يرى أحد الطرفين بأنه من الواجب اتخاذ هذه الطريقة لتجنب المشاكل داخل الأسرة. ففي بعض الأحيان مثلا، ينفي الزوج بعض الأمور التي يراها قد تكون السبب المباشر في وقوع مشاكل أو أمور قد تهز استقرار العائلة، أو يقر بعض الأشياء قد تكون دافعا إلى خلق الألفة أو المودة والحب بين الزوجين، أي ما دامت هناك نية صادقة في الخير، فلا حرج في هذا الكذب، الذي يبقى أبيض لا يشوه العلاقة، على حد قوله.

يختلف الناس في الحكم على هذا الموضوع، لأن أحد طرفيه الكذب، والكذب عند الكثير من الناس منبوذ مهما كان الهدف منه، حتى ولو كانت هناك الكثير من الوضعيات والمواقف التي تتطلب هذا الكذب، لكن، حينما يصل الأمر إلى العلاقة الزوجية، يصعب الحكم.