جواهر
فضفضة

هل يحــن الرجل إلى حبــه القـديـم؟

عطاء الله أمينة
  • 22838
  • 9
أرشيف

نعيش أنا وزوجي حياة هادئة يسودها الحب، والتفاهم، ويظللها الأمان، لكنني أتكدر كثيرًا حين أفكر بابنة عمه، وخطيبته السابقة التي كان يحبها كثيرًا، واضطر إلى تركها مرغمًا بسبب المشاكل بين عائلتيهما.

ورغم أن الحكاية قد أصبحت قديمة بعد أن تزوجت هي، وتزوج هو، وأنجبا الأولاد، وانشغلا بحياتيهما، إلا أنني أشعر بأن الحب مازال راقدا، وكامنا في قلبه، خاصة وأنه يرفض أن يتحدث معي بالأمر، ويتضايق إذا ذكرت اسمها أمامه، ويغضب إذا سألته عن مشاعره تجاهها.

قبل أيام التقينا بابنة عمه، وزوجها في مناسبة عائلية كبيرة جمعت الأهل والأقارب، وكانت الغيرة تنهش قلبي وأنا أفسر كل نظرة، أو حركة، أو كلمة بينهما على أنها رسائل حب، أو عتاب متبادل، أو حنين إلى الماضي.

عندما عدنا إلى بيتنا، بدأ الشجار والصراخ بعد أن رفض أن يعلق على ملاحظاتي بأية كلمة، وتركني وذهب ليجلس، ويدخن وحيدا.

أنا في حيرة من أمري، ولا أعرف كيف أفتح معه الموضوع بهدوء، ودون عصبية كي أصل إلى الجواب الذي يطمئنني، ويريح قلبي.

أصبح الأمر بمثابة هاجس ينغص حياتي وخائفة أن أخرب زواجا دام 3 سنوات لم أستطع فيها أن أتخلص من قلقي.

سليمة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرد:

شكرا سليمة على ثقتك بنا ومشاركتنا تخوفك وقلقك.

الحقيقة أن مشكلتك موجودة كثيرا عند النساء، ولكنها للأسف قد تكون هادمة لبيت الزوجية إن زادت عن حدها.

عليك أولا إدراك أن الرجال عامة لا يتحدثون كثيرا عن مشاعرهم ولا يفتحون قلوبهم بسهولة، وللأسف هذه الصفة تجعل الكثير من النساء تطلق العنان لخيالات سلبية نتيجة صمت الزوج.

السؤال الأصح هنا أختي سليمة لماذا تريدين التحدث عن تفاصيل حب قديم بدل عيش الحاضر ومحاولة فهم مشاعر زوجك الحالية فهذا ما سيقربك منه فأنت تمثلين له الحاضر والمستقبل.

الرجل شخص عملي، وإن وجد الاحتواء والاهتمام لن يهمه الماضي وقصص الإخفاق والفشل في الحب بل هو بطبعه يحب أن يركز على الآن فعيشي معه في الحاضر كون التركيز على الماضي لن يكون في صالحك.

انتهاء العلاقة القديمة بالنسبة للرجل يعني أنه لا يوجد ما قد يناقشه عنها و لهذا هو يتجنب الكلام في أمر متأكد أنه سينتهي بمشكلة وغيرة من طرفك دون سبب.

انتبهي عزيزتي سليمة أنت بطريقة لا شعورية تدخلين في منافسة مع وهم الحبيبة القديمة و صراع مع امرأة ليس لها وجود فعلي في حاضر زوجك.

هذه المنافسة تجعلك غاضبة دون سبب ومهملة لحياتك الحالية والأجدر بك الاهتمام بزوجك وأولادك وراحتك النفسية للعيش بهدوء بدل التنكيد على زوجك ونفسك.

أختي سليمة حتى لو رضخ زوجك لنقاش الأمر، للأسف لن ترتاحي فمهما قال لك سيبقى الشك يتلاعب بك وتحللين كلامه بأنه ربما قاله فقط لتجنب مشاكل وإراحتك.

المشكلة ليست في كونه لا يناقش الأمر بل المشكلة باهتمامك الكبير بالماضي البعيد له، ونسيان أنه لما أتيحت له فرصة للاختيار اختار تكوين أسرة معك حتى لو لم تكون حبه الأول.

أصبحت الآن زوجته وشريكة حياته وأم أولاده التي يريد العيش بهدوء معها، والرجل طفل صغير يهيم بلعبته ويتشبث بها خاصة إن قوبل بالرفض لكن تقديم خيارات له يتيح له فرصة نسيان لعبته القديمة.

حاولي ملء وقتك بالاهتمام بما يطورك ونقاش زوجك في الأمور التي تربط بينكما بدل مناقشة الماضي.

إن كان خوفك مستمرا اكسريه بتقديم الحب الكبير له والاهتمام به، كوني مميزة لأجلك وليس لمنافسة حبه القديم فقط هكذا ستجدين موقعك داخل قلبه و حياته.

المختصة النفسية:

الدكتورة عطاء الله أمينة

مقالات ذات صلة