الشروق العربي
حين تتبدل الأوليات في حياتها

هل يمكن للزوجة أن تتخلى عن صداقتها القديمة بعد الزواج؟

صالح عزوز
  • 3790
  • 9
ح,م

لا يختلف اثنان في أن لكل شخص، رجل أو امرأة، علاقات صداقة طويلة الأمد، تكون بمثابة علاقة أخوة، ولا يمكن التخلي عنها ولو لفترات قصيرة، تكون في مراحل معينة من الحياة، أي مرحلة الشباب خاصة، لكن حين ننتقل إلى حياة أخرى وهي الحياة الزوجية، ودخول معطيات جديدة وأولويات، هل يمكن للمرأة أن تتخلى عن هذه الصداقات.. وهو موضوع حديثنا، أم إنها سوف تحافظ على علاقات الصداقة التي تربت وعاشت معها منذ زمن بعيد؟

قبل الحديث عن تخلي الزوجة عن صديقات قبل الزواج من عدمه، وجب الحديث عن خصائص المرحلتين في حياة الزوجة، فالأولى تكون في حالة حرية تامة، ولديها كل الوقت من أجل الخروج والاستمتاع رفقة صديقاتها، فليست لها ارتباطات أسرية كثيرة، أما بعد الزواج فتنتقل الزوجة إلى مرحلة مهمة في حياتها، حين تتبدل الأوليات في حياتها، وتصبح لها ارتباطات أسرية، ويجب عليها أن تكون حاضرة في كل مرة من أجل تبادل الرأي مع زوجها أو العمل على تطوير هذه العلاقة.. لذا، لا يصبح لها الوقت الكافي، من أجل الخروج والتمتع كما كانت سابقا، أي تفقد نوعا ما تلك من الحرية في الخروج والدخول وقت ما شاءت، وهذا ما تعتبره الكثير من النساء تخليا عن الصداقة القديمة، وهو في الواقع تحصيل حاصل، وليس اختيارا من طرف الزوجة، حتى ولو كان الأمر من أجل الجلوس لفترة معينة في البيت أو خارج البيت رفقتهن. وربما كذلك تصبح للزوجة علاقات اجتماعية أخرى خارج إطار الصداقات القديمة، قد تشغل حيز فراغها، مثل زيارة أهل الزوج مثلا، وهي من ضروريات المحافظة على العلاقة الزوجية.

وربما يسأل سائل: هل يمكن للزوج أن يتدخل في علاقة زوجته بصديقاتها أم لا؟ وهنا الأمر يختلف، لأن إكرام هذه الصداقات من طرف الزوج هو إكرام زوجته، لكن في الكثير من الأحيان يمكن له أن يتدخل في فض بعض العلاقات التي قد تكون لها أضرار سلبية على علاقتهما، حتى إن بعض الزوجات الفطنات قد يتخلين بمحض إرادتهن عن بعض الصداقات القديمة، وهذا لعدة اعتبارات، ففي بعض الأحيان يرجع هذا التراجع عن الصداقة القديمة من طرف الزوجة، إلى كونها تكتشف عن قرب أنها أساءت اختيار بعض الصديقات. لذا، تتخلى عنهن آليا دون تفكير، من بينهن الغيورة، التي تتدخل في شؤون زواجها، وهذا ما تعتبره المرأة تهديدا مباشرا لعلاقتها، لذا تختار البعد هي قبل فوات الأوان.

غير أن ما يمكن إضافته في هذا الموضوع، أن إلغاء الصداقة القديمة من طرف الزوجة هو أمر نسبي، لا يمكن تعميم نتائجه على العلاقة الزوجية، سواء بالإيجاب أم السلب، لأن مثل هذه العلاقات قد تساعد على التوازن الأسري، كما يرى علماء النفس، وليس بالضرورة أن تواصل صداقة الزوجة مع صديقاتها فيه تأثير سلبي على علاقتها بزوجها، فقط يتطلب بعض التعديلات في الاهتمامات، وليس كما كانت في السابق، من أجل إيجاد الوقت الكافي لهذه الصداقة فقط، والعمل على تحقيق التوازن بين الأسرة وبين هذه العلاقات القديمة.. لذا، يرى البعض

أنه لا يمكن الجزم بأن كل النساء يتخلين عن هذه الارتباطات القديمة بعد الزواج، لكن على حسب الظروف والمعطيات، وكيفية التجاوب معها.

مقالات ذات صلة