رياضة

هوشة الفيزا والكاسكروط!

جمال لعلامي
  • 889
  • 4

حكاية “الفيزا” و”الكاسكروط” بين الشاب زطشي والشيخ سعدان، تلخص واقع منظومة رياضية مريضة، وإلا لما تم اختزال هذه المعركة بين أقطاب “الفاف” في كلمات مخلة من شاكلة “الكاذب” و”المخادع” للرد على كلمات تدلّ على المستوى الهابط في صراعات كهذه من عيار “الفيزا” و”الكاسكروط”!
المصيبة أن أطراف النزاع، هنا وهناك، لم يعودوا يعيرون للرأي العام والمحيط الدائر بهم، أيّ اهتمام وحساب، فبعيدا عن حقيقة ما حدث ويحدث وخلفيات “الهوشة المرعوشة” بين سعدان وزطشي، إلاّ أن تسويق القضية على أساس أنها مرتبطة بسفرية ومأدبة غداء أو عشاء، يضرب هؤلاء وأولئك في الصميم!
من حقّ سعدان أن “يأكل” في أرقى المطاعم الفاخرة، لكن أليس من الإساءة إليه وإلى جيله، أن يوجّه إلى خيار “الصاندويتش”؟.. لكن بالمقابل، أليس من الخطإ المنهجي أن يسوّق “شيخ الشيوخ” لمشكلته مع “الفاف” على أساس أنها قضية “فيزا” و”كاسكروط” فقط؟
إن لغة الحرب، تكشف طبيعة هذه الحرب ومشروعيتها وأحقية المتحاربين فيها وأهدافهم، وكان من المفروض ألا ينشر الطرفان في مثل هذه الحكاية، الغسيل على المتفرّجين، بعدما كانوا يقتسمون إلى وقت قريب وطوال عدّة أشهر “الملح” و”السكّر” و”الفاكهة” دون أن يجهروا بذلك!
عندما تنقلب الطاولة وتسقط الصحون التي فوقها، تنتهي المأدبة، وتعمّ الفوضى، ويصبح كلّ مدعو يبحث عن “مسح الموس” في الآخرين، حتى يحافظ على كرامته ويعزّ نفسه، ولم لا يخرج بعدها بتعويضات، تـُترجم لاحقا وواقعيا في دعوة جديدة ومأدبة أخرى حتى وإن كانت مأدبة لئام! يجب أن يتغيّر الخطاب الذي يدافع به البعض على أنفسهم، ويتغيّر الخطاب الذي يُهاجم به البعض الآخر، وتتوقف عمليات الفلكلور واستعراض العضلات، والرقص فوق رؤوس الثعابين، والقفز من أعلى الربوات، خاصة عندما يتعلق الأمر بنتائج مخيّبة والانخراط في تيئيس المجموعة المحافظة على الحدّ الأدنى للتفاؤل وبصيص الأمل!
يستحيل أن تستوي حال الكرة والرياضة عندنا، باستمرار هذه العقليات، وتعميم عدوى “الفيزا” و”الكاسكروط”، ومعاقبة “المغضوب عليهم” بالإساءة والإهانة و”البهدلة”، دون الأخذ بعين الاعتبار ماضي هذا الرجل أو ذاك، سواء كان سعدان أم “خسران” أم فلان أم علان!
من الضروري لملمة “الفضيحة” قبل أن تصبح بـ “جلاجل”، لأن خيار التصعيد والتهجّم والتوريط، يضرّ ولا ينفع، وستصبح المشكلة كبيرة شكلا ومضمونا، لو سحب كلّ طرف “كاسكروط” الآخر لإخفاء “كاسكروطه” وتضليل المناصرين ممّن يتدافعون عند أبوب الملاعب دون أن يحصلوا على فتات من هذه “الكاسكروطات” التي تـُأكل تحت الطاولة وفي الظلام!

مقالات ذات صلة