العالم
بعد سنوات طويلة من "التحريم"

هيئة كبار العلماء تبارك للسعوديات قيادة السيارة!

الشروق
  • 3042
  • 29
أرشيف

مع الدقائق الأولى، من الأحد، بدأ سريان الأمر الملكي الذي يقضي بالسماح للمرأة في السعودية بالقيادة. وبثت قناتا “الإخبارية” الرسمية و”العربية” السعوديتان مقاطع مصورة لنساء بدأن في قيادة سياراتهن رفقة ذويهن، لأول مرة في شوارع المملكة. ويتزامن سريان القرار مع عودة السعوديين والسعوديات من إجازة عيد الفطر، الأمر الذي يعني أنه سيصبح بإمكان الحاصلات على رخص قيادة التوجه لأعمالهن بسياراتهن مع حلول مواعيد عملهن في الصباح.
وفي 26 سبتمبر 2017، أصدر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، أمرا يقضي بالسماح للمرأة باستصدار رخصة قيادة سيارة “وفق الضوابط الشرعية”، للمرة الأولى في تاريخ المملكة، وبهذا القرار، خرجت السعودية من وضعية “الدولة الوحيدة في العالم” التي تحظر قيادة المرأة للسيارة.
ورحَّبت هيئة كبار العلماء السعودية، أعلى هيئة دينية في المملكة ببدء تطبيق الأمر الملكي بالسماح للسعوديات بقيادة المركبات، معتبرة إياه ينطوي على “مصلحة راجحة للمجتمع”. وأكدت هيئة كبار العلماء السعودية، في بيان صحفي، أن “وُلاة الأمر اتخذوا قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة داخل المملكة؛ بعد أن أخذوا برأي أغلبية أعضاء هيئة كبار العلماء الذين أفادوا بأن الأصل هو الإباحة”. وأضافت أن الدولة “سنَّت من الأنظمة ما يكفل المحافظة على القيم الإسلامية التي تميز بها الشعب السعودي الوفي لدينه وقيادته ووطنه”. وأوصت الهيئة عموم السائقين والسائقات بالالتزام الكامل بالأنظمة والتعليمات، حرصًا على سلامة الجميع وحفظا لقيم المجتمع وثوابته. وكانت هيئة العلماء بالسعودية قد اشتهرت لعقود طويلة بفتاواها التي تحرّم فيها قيادة المرأة للسيارة و”تجتهد” في سوق الذرائع والحجج التي تدعم “تحريمها” لقيادة النساء للسيارات.
بدوره، أشاد الداعية السعودي عائض القرني ببدء تنفيذ القرار، وقال لـ”الإخبارية”: “نعيش في كوكب أرضي، كل النساء مارسن حقهن في القيادة، والمرأة السعودية بدأت تمارس حقها الطبيعي بسيارتها بحشمتها وحجابها ووقارها”. وبيَّن أنه “ليس معنى السماح للمرأة بقيادة السيارة أن تتخلى عن مبادئها”، مشيرا إلى أنه سافر إلى عدة دول، وكانت المرأة المسلمة تسوق بحشمتها وبحجابها. وأردف: “وهذا الأمر فيه حلولٌ لمشكلات كانت تعاني منها المرأة، مثل الخلوة (مع السائق الأجنبي)، إضافة إلى أنه توفير اقتصادي للدولة والأفراد والأسرة”. وأشاد القرني بسن قوانين وأنظمة تردع المخطئ والمتهور الذي يفكر في التحرش أو إساءة الأدب، مذكرا الرجال بأن من تقود السيارة هي إما أخته أو أمه أو ابنته.
وعلى نفس القناعة جاء موقف إمام الحرم المكي السابق، عادل الكلباني، الذي كتب في صحيفة “الرياض” المحلية “قبل سنوات كنت أراهن على أن المرأة ستقود السيارة، طال الزمن أم قصُر، وليس رهاني إلا ليقيني أن المنع دون قيام الموانع هو أوسع طرق الترغيب في الممنوع، فكيف إذا كان الممنوع مرغوبًا أصلاً، وكان من حولي يرددون: «فال الله ولا فالك»! أو يقولون: «نموت وما نشوف هذا اليوم”.
وعلى الصعيد الاقتصادي، يتوقع أن ترتفع مبيعات السيارات خلال العام الجاري بنسبة 10 بالمئة، مقارنة بالعام الماضي مع بدء قيادة المرأة للسيارة، الجاري، حسب تقديرات خبراء.

مقالات ذات صلة