جواهر

هي لا تعترف بقوامتك!

نادية شريف
  • 4483
  • 41
ح.م

هي لا تعترف بقوامتك إذا هي غير صالحة للزواج.. هذا ما يقوله بعض الرجال المتزمتين الذين يتكلمون وكأنهم لا يعيشون الواقع ولا يرون بأم أعينهم المرأة وقد استلمت مهمة الربان كي تقود سفينة أسرتها إلى بر الأمان.. هم يحكمون عليها ويدينونها وكأنهم لا يعلمون بأنها أصبحت قوّامة بأتم معنى الكلمة.

هؤلاء الذين يزعجهم تفوق المرأة وبروز قدرتها على تحمل المسؤولية هم أنفسهم الذين يلقون بأحمالهم عليها ويستغلون طاقاتها البارزة والكامنة.. هم أنفسهم الذين يستبيحون عرقها وجهدها ثم يقولون بأنها غير صالحة لفعل شيء.. إنهم يأخذون من مالها ووقتها وصحتها ثم يغضبون إن نسبت القوامة إليها!!!

إن القوامة بمفهومها الإسلامي الشامل حق للمرأة وليست تفضيلا للرجل كما يحلو للبعض أن يفسروا، فمن واجب الزوج أن ينفق على زوجته وعلى أسرته ولو كانت غنية وذات دخل، فإن صارت تنفق على نفسها وعلى أهل بيتها فالقوامة لها على ما أعتقد!

وإن جئنا لنناقش هذا الطرح وجدنا أن الرجل قوام على امرأته بما ينفقه عليها وعلى أسرته، فكيف لا تنتفي قوامته وقد ترك لها مهمة ذلك؟.. كيف لا تنتفي قوامته إن كان ينام حتى الظهر في حين تخرج هي مع أول خيوط الفجر كي توفر لأولادها ما يحتاجونه؟.. كيف يغضب إن قالوا بقوامتها وهو الذي تنازل لها عنها؟

ربما آن للكثيرين أن يتخلصوا من عقدة القوامة وأن يرضوا بما أرادوه لأنفسهم، وإن آلمهم القول بوصاية نسائهم عليهم فليشحذوا الهمم كي يتولوا مهمة القيادة، وليحذروا أن يغرقوا السفينة لأن الحياة المعاصرة ما عادت تقف على المفاهيم السطحية للأمور وإنما هي تدعو للمشاركة والتعاون والتكامل ولكن أكثر الرجال لا يفقهون.

مقالات ذات صلة