جواهر
وجهات نظر

وإذا الأنوثة وئدت

ح.م

مجتمعنا يحارب الأنوثة، يئدها في الفتاة منذ طفولتها، يعتبر لينها ضعفا، وحياءها حاجزا، وبكاءها هزيمة، يقول لها كوني قوية فأنت والرجل سواء، اخرجي زاحميه ونافسيه وإذا تحرش بك فقاتليه، كوني شرسة، كوني رجلة، كوني “محكوكة بالزمن”، وهكذا تنطحن الأنوثة وتتحول المرأة إلى “موسطاشة” بتعبير الشارع، “رجلة” بتعبير الشرع، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الرجلة من النساء.

حين يفقد المجتمع الأنوثة يفقد الاستقرار الأسري، فلا يمكن للرجل أن يعيش مع رجل تحت سقف واحد، فإذا فقد الرجل الأنثى فقد السكن فضيع المسكن ولم يعد في حاجة إليه.

الأنوثة ثروة قومية يجب المحافظة عليها، فهي مصدر الحنان الذي ينتج الجيل السوي، وكل أنثى تحمل في أنوثتها كمية من الحنان فإذا فقدته ضيعت المجتمع في تلك الكمية من الحنان وهكذا إلى أن يتحول المجتمع إلى مجتمع حاف وإلى مكائن بشرية للإنتاج في خدمة المستورد والمصدّر، واستوى الذكر والأنثى خلف الماكينة، وتحول المجتمع إلى جيش يخرج في الصباح لينتج المادة ويعلبها ويصدرها ثم يأوي إلى أوكار ضيقة جافة ليس فيها حنان ولا أطفال، ويصير مجتمع باردا جافا لا ينتج الإنسان.

تماما كما حصل لاوروبا التي أصبحت تستورد البشر ولا تنتج ما يكفيها من الإنسان. ففي كل عام تغلق عشرات المدارس في فرنسا لعدم وجود أطفال.

سرّ تعاسة المجتمع في فقده الأنوثة وسر تعاسته في كلمتين “عمل المرأة” وحل ذلك في كلمتين {وقرن في بيوتكن}.

مقالات ذات صلة