الرأي

وإن “طائفتان”..

عمار يزلي
  • 3728
  • 4

أمام سكون الموتى في العالم العربي والإسلامي إزاء مجازر تمارس علنا ضد شعب أعزل لا يتجاوز 1.8 مليون نسمة، يقاوم نيابة عن مليار مسلم، أكبر همجية دولية صهيونية أمريكية، ويمحو العار والذل والخزي والمهانة التي لحقت بأنظمتنا العربية والإسلامية المتواطئة سكونا واستكانة وعمليا، وجدت نفسي أنا هو من يترأس الجامعة العربية “حاشاكم”، وأطالب باجتماع “عاجل” و”فوري” لرؤساء وملوك و”قواد” الأمة العربية بمصر لتقديم مساعدات للشعب الفلسطيني لتجاوز “مصاعب الحياة”!

حضر ممثلو رؤساء وملوك الدولة العربية كلهم (لم يحضر منهم لا رئيس ولا ملك!، حتى السيسي، لم يحضر سوى نائب وزير خارجيته!)، وخرجنا بتوصيات مهمة، من شأنها أن تزلزل العالم! موقف عربي موحد: قلنا لأمريكا ولإسرائيل: لا! سنقدم مساعدات للفلسطينيين! لن نسكت! سنضرب الطاولة لكي تقبل إسرائيل بإدخال المساعدات. لا نريد أن نجبر مصر ولا أن نحرجها! إنما إسرائيل، عليها أن تفتح المعابر لإدخال المساعدات العربية بعد انتهاء الحرب بين “الأشقاء”! فقبل المصالحة بين طائفة إسرائيل وطائفة حماس، المعتدية، والتي قصفت طائفة اليهود، علينا أن نتدخل إنسانيا في غزة لمساعدة شعب فلسطين على الموت بسهولة!.

هكذا، قدمت العربية السعودية مساعدات عاجلة متمثلة في بعثة من 10 أئمة لدفن الموتى والإشراف على مراسم “الوأد على الطريقة الإسلامية”. مصر، قدمت من جهة 10 كيلومترات من قماش الأكفان، والتي كانت قد صادرتها من غزة بعد هدم الأنفاق على رؤوس “المهربين” المجرمين. المغرب، أرسل 20 من “الطلبة” لقراءة القرآن على الموتى، مجانا! تونس، اقترحت التبرع لصالح 20 طفلا بيوم سياحة مدفوعة الأجر في صفاقس. الإمارات، “كرات” 100  “ڤيطون” من أجل تنظيم الجنائز، تستعاد بعد الأربعين! البحرين وعمان، أرسلتا 100 مصحف لسكان غزة لقراءة القرآن على الموتى. اليمن تبرعت بـ”كاميو” مليء بأحجار التيمم في غياب الماء، وحجر الصوان لإشعال النار في غياب الكهرباء!. الكويت أرسلت شاحنة من الألعاب الإلكترونية (والكهرباء مقطوعة) للأطفال المتبقين. الجزائر، قررت إرسال “الكسكسي” نتاع الجنائز مع 30 من العجائز المتمرسات في إعداد “الكسكسو” للمعزين. كما قبلت دول الجوار (مصر والأردن) بإرسال راقصات و”فنانات” لإقامة سهرات غنائية لفائدة الشعب الفلسطيني “الصامد”!. وقرر جيش مصر العظيم تزويد غزة بـ10 حاويات للزبالة، “معمرة” بـ”كعك” خاسر بتاع  العيد! وزراء الثقافة والإعلام من جهتهم، قرروا تنظيم حفل ساهر لكبار مطربي الكباريهات، تضامنا مع غزة، توجه مداخيله لإسرائيل!.. حتى تخلق التوازن بين “الطائفتين من المؤمنين في تل أبيب وغزة”

لم أفق هذه المرة.. مت بسكتة “كلبية”! 

مقالات ذات صلة