-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

.. وإن عدتم .. عدنا..

عمار يزلي
  • 1258
  • 0
.. وإن عدتم .. عدنا..

كما كان متوقعا، يُقدِم العدو الصهيوني على تدنيس المسجد القبلي بالقدس ويعتدي على المعتكفين من دون استثناء لا النساء ولا الشيوخ، ولولا رباط المقدسيين وردّ المقاومة السريع والآني، وقبلها تهديد المقاومة في حالة إقدام الكيان بالسماح لليهود بالاعتداء واقتحام وتدنيس المسجد الأقصى وذبح القرابين. وكان الرد في الزمان والمكان من الداخل الفلسطيني ومن قطاع غزة ومن جنوب لبنان، وبالضبط من مدينة صور والمخيمات الفلسطينية.

لأول مرة يكتشف العدوُّ الرد متعدد الأطراف: رد يمكن تصعيده إذا ما أقدم العدو الصهيوني على التمادي في مد يده واستهدف مواقع ومنشآت ذات قيمة كبيرة وخرق قواعد الاشتباك المحددة سلفا.

العدوان إلى غاية فجر الجمعة، سواء ضد قطاع غزة أو ضد جنوب لبنان، كان استعراضيا للاستهلاك الداخلي المأزوم، ولم يتم تصعيده إلى أعلى درجة كما جرت العادة، والسبب هو أن رئيس حكومة الكيان يعرف في المحصلة النتيجة، فقد سبق وأن جرّب وسقطت حكومته بعد ذلك لما جسدته مغامرته في غزة من خسران لسمعة الكيان الخاسرة بالأصل: نحو أسبوع من التدمير المنهجي للبنية المدنية في غزة من دون التمكن من النيل من سلاح المقاومة التي أمطرت الكيان بمئات الرشقات وصلت إلى عاصمة الكيان.

هذه المرة، وفي ظل الأزمة الداخلية للكيان، وعلى الرغم من أنه يعرف أن الدم الفلسطيني يوحِّد الصهاينة ظرفيا، إنما بمجرد انتهاء العدوان، تُفتح السجلات والسجالات والدفاتر والفواتير ويبدأ التطاحن بين مكونات الكيان، إلى أن تسقط الحكومة القائمة ويبدأ التفكر وتبدأ المشاورات من جديد في تنظيم انتخابات الألف بعد المائة.. وهكذا دواليك.

هذه المرة، يعرف رئيس حكومة الكيان المشكَّلة من شظايا اليمين واليمين المتطرف الديني العنصري، أن حكومته “أوهن من بيت العنكبوت”، ولا تكاد تجتمع على قرار، حتى أن اجتماع المجلس الوزاري المصغر، الذي يجتمع لأول مرة ليلة الخميس، لم يخرج ببيان واضح من غير عبارات فضفاضة تدّعي المضي في تأديب المقاومة. هذا التأديب لم يجرؤ إلى غاية فجر الجمعة على ضرب أهداف كبرى سواء في لبنان أو في غزة، لأنه يعرف الرد عبر الوسطاء: وإن عدتم.. عدنا.

لوحظ ليلة الأربعاء إلى فجر الجمعة، أن القصف الصهيوني لغزة كما في جنوب لبنان، اقتصر على الفضاءات المفتوحة وأطراف المدن من دون ضحايا، الأمر ذاته حدث في غزة، كون قواعد الاشتباك مازالت فلسطينية في حدود الرد على عدوان الكيان ضد الانتهاكات ضد الأقصى والمعتكفين، تمثلت في قصف حزام غزة برشقات صاروخية فاقت 34 صاروخا لا يتعدى مداها 8 كلم، بما يعني أن كل قصف قوي على البنية التحتية والقيادات يقابله قصفٌ بصواريخ بعيدة المدة، قد تصل إلى عاصمة الكيان. فعل الرد ورد الفعل، هو فعل والردع الذي تطوره المقاومة ببسالة: ردعٌ منسق شمالا وجنوبا لم يشمل إلى حد الآن، ردَّ حزب الله، ولا أي فصيل غير فلسطيني، وهو ما يجعل الكيان يحتاط لأي تصعيد، ويقابل الرد بالرد كما تقابل المقاومة الرد بالرد الفوري مؤكدة قوة معادلة العدوان بالردع: التصعيد، في غير صالح الكيان الذي يبحث عن “حفظ لماء الوجه”، إن وُجد، فيما الظروف الموضوعية والذاتية كلها اليوم تصبُّ في غير صالح نتنياهو في الإقدام على مغامرة أخرى قد تطيح به هذه المرة وللأبد، كما قد تطيح بالكيان ككل، وهو ما تخشاه القوى العظمى الراعية له، والتي تسعى لاحتواء الوضع.. كالعادة عندما تجري الرياح بما لا تشتهيه سفن العدو.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!