الجزائر
السفير الصيني بالجزائر يتهم واشنطن بتدبير مؤامرة ضد بلاده ويعلن:

“واثق من تفهم الجزائر لإجراءات مكافحة التطرف والإرهاب التي اتخذناها”

عبد السلام سكية
  • 5864
  • 26
الشروق أونلاين

قال السفير الصيني بالجزائر، لي لين خه، إن الإدارة الأمريكية بالتواطؤ مع دول أوروبية كفرنسا وبريطانيا، يعملون على تشويه صورة بلاده تحت ذريعة “اضطهاد المسلمين الايغور”، بوضعهم في محتشدات، وهي الاتهامات التي نفاها الدبلوماسي الصيني، وأكد أنه واثق من تفهم الجزائر لإجراءات مكافحة “التطرف والإرهاب التي اتخذتها الحكومة الصينية”.

وأفاد السفير الصيني، في لقاء مع الصحافة الوطنية، حضرته الشروق، مساء الخميس، بمقر البعثة الدبلوماسية بالعاصمة، بأن بكين سجلت “انتشار أفكار الإرهاب والتطرف -الإقليم يقطنه المسلمون الايغور-، وقامت الحكومة على إثر ذلك بتعزيز جهودها لمكافحة تلك الظواهر، مستفيدة في ذلك من التجربة المفيدة للمجتمع الدولي وضمنها التجربة الجزائرية”.

وتجنب السفير لين خه، في كلمته المطولة خلال اللقاء /35 دقيقة/، الربط بين الإسلام والتطرف والإرهاب، وذكر أن عمليات القتل التي نفذها المتطرفون قد استهدفت عددا من المسلمين خاصة من المشايخ والأئمة في مقاطعة شينجيانغ.

ومعلوم أن الكثير من المنظمات الحقوقية قد أثارت في الفترة الأخيرة ما سمته اضطهادا تمارسه الحكومة الصينية ضد المسلمين الايغور”، ووصفت منظمة العفو الدولية ما تقوم به بكين بأنه قمع غير مبرر وانتهاك صارخ لواقع حقوق الإنسان، إضافة إلى وضع أزيد من مليون مسلم إيغوري وكازاخي في محتاشت، تحت مسمى “إعادة التأهيل”.

وبخصوص هذا المسار الذي تقوم به السلطات الصينية، قال السفير “يعد إنشاء مراكز تعليم وتدريب المهارات المهنية، تدبيرا مهما، يهدف بالأساس إلى مكافحة والوقاية من الإرهاب والتطرف بشكل جذري، إنه لا يتفق مع القانون الصيني فقط، بل هو مفهوم مشترك ينادي به المجتمع الدولي أيضا، وتابع في هذا الخصوص “هذه المراكز ليست كما وصفتها وسائل الإعلام الغربية باسم معسكر اعتقال الويغور، بل مدارس تكوين مهني، يمكن للطلاب تعلم اللغة والمعلومات القانونية والتجارة الإلكترونية وإصلاح السيارات… وخلال الدراسة يفهم الطلاب الإسلام الحقيقي، والمتخرجون من المعاهد يعملون في المجتمع بشكل عادي ومستقر، ويعيشون حياة أفضل مما يتصورنه”، وخلص إلى أن الإقليم لم يشهد أي حادثة “إرهابية” على حد قوله في السنوات الثلاث الماضية، أي منذ إنشاء هذه المعاهد، التي أثارت حفيظة الكثير من الدول.

ونفى الدبلوماسي الصيني، حدوث تضييق على المسلمين بإجبارهم على ترك دينهم أو تناولهم لحم الخنزير، وذكر “تلقى حقوق حرية الاعتقاد وتنظيم الأنشطة الدينية وحماية وتقاليد الثقافات القويمة، لأبناء الشعب من جميع القوميات وبما فيها الويغور، حماية فعالة، ففي شينجيانغ، يوجد أكثر من 10 ملايين مسلم و24.4 ألف مسجد، ما يعني مسجدا لكل 530 مسلم، وهذا يدل على أن حرية المعتقد للمسلمين مكفولة”.

وبدا السفير ومن ورائه الحكومة الصينية، منتشيين، بوقوف دول إسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى جانب الإجراءات المتخذة في إقليم شينجيانغ تحت مسمى محاربة التطرف، ونبه المتحدث “في مارس 2019، اعتمد مجلس وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي قرارا يقدر جهود الصين في رعاية المسلمين”، ويضيف “خلال اجتماع اللجنة الثالثة للجمعية العامة 74 للأمم المتحدة، وهذه المرة أكثر من 60 دولة عبرت عن تقديرها للإنجازات الهائلة التي حققتها الصين في مجال حماية حقوق الإنسان، ومن هذه الدول الجزائر، والسعودية والإمارات ومصر وباكستان والكويت والبحرين”، وأشار إلى زيارة قادت السفير الجزائري في بكين إلى المقاطعة وقدم بمعية سفراء آخرين تقييما إيجابيا للإجراءات الصينية، على حد قول السفير لي لين خه.

وعن الجزائر، قال السفير كذلك “واثق بأن الجزائر سيبدون الفهم والتأييد لإجراءات مكافحة الإرهاب والتطرف التي اتخذتها الحكومة الصينية”، مشيرا إلى أن “الجزائر اكتسبت الخبرات الوافرة في مكافحة الإرهاب والتطرف أثناء العشرية السوداء”، ونبه “الجانب الصيني يحرص على تعزيز التواصل والاستفادة المتبادلة مع الجانب الجزائري لمواجهة الإرهاب والتطرف وغيرها من الأعداء المشتركة للمجتمع الإنساني”.

ووجه السفير سيلا من الاتهامات للإدارة الأمريكية، التي تقف حسبه على تحريض المجتمع الدولي ضد بلاده، وقال إنها “الدولة الوحيدة التي حظرت دخول المسلمين إليها، وأدى قصف طائراتها في عدد من الدول إلى مقتل آلاف المسلمين، ونزوح الملايين”، ويذكر هنا “أينما يوجد التدخل العسكري الأمريكي هنالك حوادث قتل ومآس واضطرابات”.

مقالات ذات صلة