والي غرداية يؤجل “عيد الزيارة” ببلدية القرارة بحجة “دواع أمنية”!

أصدر والي ولاية غرداية عز الدين مشري، الخميس، قرارا بتأجيل “عيد الزيارة” الذي كان مزمعا عقده أمس الجمعة ببلدية القرارة، وهذا بحجة دواع أمنية، نظرا لتزامنه مع ذكرى الربيع الأمازيغي.
علمت “الشروق” من مصادر عليمة بأن اللجنة الأمنية الولائية برئاسة والي الولاية أصدرت قرارا بتأجيل مناسبة “عيد الزيارة” إلى الجمعة المقبلة، وهذا بعد أن تم الترخيص بإقامتها، إلا أن السلطات المحلية سرعان ما تراجعت، بدعوى هواجس أمنية.
وقد تفاجأ سكان قصر القرارة بهذا القرار، الذي لم يكن في الحسبان، خاصة وأن الشارع المحلي استاء كثيرا لصدور قرار التأجيل ليلة قبل إحياء “عيد الزيارة”، أمام وصول العشرات من مدن بعيدة، حيث قطعوا مسافات طويلة من أجل حضور المناسبة، كما أربك براعم الكشافة الإسلامية الجزائرية، الذين كانوا يضعون آخر اللمسات لإطلاق استعراضاتهم، بعد أن عكفوا على التحضير لأسابيع.
والملفت للنظر، أن مكان انعقاد “عيد الزيارة” بعيد عن أيّ احتكاك، وفي مناطق آمنة جدا، حتى في أسوأ فترات الأحداث السابقة، حسب ما أشار إليه بعض الفاعلين في المجتمع المدني، مبرزين أن ذات المناسبة نظمت السنة الماضية بصفة عادية، دون تسجيل تجاوزات تذكر، رغم تزامنها مع الانتخابات التشريعية.
ويعتبر “عيد الزيارة” احتفال سنوي، دأب سكان المدينة على تنظيمه في النصف الأخير من شهر أفريل، تزامنا مع نهاية الموسم الفلاحي الشتوي، وبداية الموسم الصيفي، حيث يودع أهل المدينة الموسم السابق بشكر الله على نعمه، ويستقبلون الجديد بالدعاء بوفرة المحصول الزراعي.
ويرتبط مصطلح “عيد الزيارة” بجولة تعريفية لأهم المعالم التاريخية للمدينة وواحتها، تكون بعد طلوع الفجر، ثم يجتمع الناس رفقة أبنائهم في مكان يفصل المنطقة العمرانية بالواحة القديمة يدعى “إينورار” ليشهدوا استعراضات كشفية، تعالج مواضيع محلية ووطنية، بأسلوب مبدع وحضاري، بعدها يتناول الجميع التمر والحليب كرمز لأغلى وجبة متكاملة لأهالي الصحراء، وينتهي الاحتفال بإقامة وجبات تقليدية بحضور العائلة الكبيرة في البساتين، وسط أجواء جميلة لفصل الربيع.