-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“وداويني بالتي كانت هي.. الداء”؟

“وداويني بالتي كانت هي.. الداء”؟

مرّة أخرى وجد الجزائريون، أنفسهم، مجبرين، على أن يولّوا أنظارهم وأسماعهم وعقولهم، شطر باريس، منتظرين أخبارا عن صحة رئيسهم الذي سافر لأجل القيام بفحص عادي، ضمن برنامج صحي، ارتآه له الأطباء الفرنسيون، الذين يشرفون على تطبيب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وهم مجبرون أيضا على الاستماع إلى أي نقاش أو تحاليل عن الشأن الجزائري، تأتي من هذا البلد الذي صار مستشفى ومذياع بالنسبة للجزائريين، وعلبة سوداء بقيت مغلقة بالمفاتيح والأقفال.

الذين تحدثوا عن الاستثمارات الفرنسية السابقة والمستقبلية، التي سبقت وتزامنت مع إنتاج سيارة السامبول وابتهجوا بها، لم يتساءلوا عن سبب تركيز فرنسا على منح الجزائريين بعض الكماليات على شاكلة السيارة وأخواتها، وابتعادها الكامل عن الاستثمارات التكنولوجية والعلمية، التي تحرّر الجزائريين فعلا من فرنسا بعد أكثر من نصف قرن عن تحرّرها الجغرافي المعروف، وإذا كانت فرنسا ليست مُجبرة على أن تمنحنا ما دخلت إلى الجزائر عام 1930 من أجل أن تقبره نهائيا، فإن اللوم كلّه على الطرف الجزائري، الذي ارتضى هذا الوضع، وصارت وفاة كل رجل دولة أو مجاهد أو فنان، يكاد يرتبط باسم مستشفى في فرنسا، بالرغم من أن دولا أوروبية وآسيوية كثيرة، تفوقت طبيا على فرنسا، وأي خبر مهمّ يخصنا، يكون السبق فيه دائما لفرنسا، ولن نكشف سرّا أو نغالط التاريخ، عندما نقول أن أحمد بن بلة وهواري بومدين والشاذلي بن جديد، حكموا الجزائر والتحقوا بالرفيق الأعلى، ولم يقدموا في حياتهم حوارا واحدا لوسيلة إعلام جزائرية، بالرغم من أن كل وسائل الإعلام في عهدهم، كانت تابعة للدولة، ولم يحدث أن سلّمواآهاتهملطبيب جزائري أو زاروا مستشفى جزائري، وعندما يصبح الملف الصحي لرجل مهم، في درج مستشفى فرنسي، والسبق الإعلامي لرجل مهم، في محبرة قلم إعلامي فرنسي، فإن الحديث عن تواصل السيطرة الفرنسية على الكثير من المواقع، ليس فيه مبالغة.

حديث الحكومة الجزائرية منذ سنة، عن إنجاز مستشفى عالمي على شاكلةفال دوغراس، في الجزائر العاصمة، أثلج الصدور، وخطرت على البال صور مستقبلية جميلة، كأن يشدّ ما تبقى من مجاهدين ومن رجال الدولة رحالهم إلى مستشفى جزائري، دون الطيران إلى القارة الأخرى، ولكن المشروع بقي حبرا على ورق، كما هي المشاريع الكبرى السيادية، التي بقدر ما يرتفع بنيانها بقدر ما ترفع من معنوياتنا.

 

لقد حاولت يعض وسائل الإعلام الفرنسية خلال اليومين الماضيين، أن تدسّ الشك في كؤوس الجزائريين، الذين يتعاطون إعلامها حدّ الثمالة، وإذا كانت قد نجحت من خلال استنساخ بعض الصحف الجزائرية ما قرأته في الضفة الأخرى، فإن السبب لا يتحمله الفرنسيون وحدهم وربما لا يتحملونه بالكامل، ما دمنا ارتضينا أن نبقى مثل الشاعر ابن نواس، سكارى، نطلب المداواة من التي.. كانت دائما هي الداء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • الساسي العساسي

    يبدو أن صاحب التعليق رقم 1 أصابه دوار لأنه تَداوَى بالتي كانت هي
    الداء كما قال الشاعر الماجن أبو نواس !!
    أظن أن صاحبنا( غريب ) يوجه تعليقه بالفرنسية للمعلق الرياضي
    حفيظ دراجي وليس الأستاذ عبد الناصر هو المعني !!
    آفة القلم التسرع وعدم المراجعة !

  • YAZID -BEZ

    LES MOUDJAHIDINES SONT MORT.

  • GHARIB

    ALLER COMMENTER COMME VOUS FAITE DANS LE SPORT