الرأي

ورشاتُ بلماضي

ياسين معلومي
  • 689
  • 0

بعد أن ضمن المنتخب الجزائري التأهُّل إلى الدور الفاصل للمشاركة في المونديال التاريخي، على حد تعبير الناخب الوطني جمال بلماضي، والمقرر نهاية سنة 2022 بقطر، تأكد للجميع من محللين ونقاد ومتابعين وحتى أبسط المناصرين أن مردود لاعبي المنتخب في تراجع محيِّر، خاصة في اللقاء الحاسم أمام بوركينا فاسو في إطار الجولة الأخيرة لمرحلة المجموعات من تصفيات كأس العالم، فباستثناء بلايلي وسليماني وفغُّولي وبن ناصر ومبولحي، فإن بقيّة اللاعبين كانوا خارج الإطار وبعيدين كل البُعد عن مستواهم المعهود لأسباب متعددة أهمها: الضغط الكبير الذي عاشه اللاعبون قبل المباراة خوفا من الإقصاء، وسوء أرضية الميدان التي أعاقت أداءهم، ونقص المنافسة للاعبي الخط الخلفي، إضافة إلى جزئيات أخرى سجّلها الناخب الوطني في “كناشه”.

المدرِّبُ الوطني وجد سريعا الإجابات لهذه الأسئلة، مؤكدا أن مثل هذه اللقاءات الحاسمة والفاصلة “لا تُلعب بل تُربح”، مثل ما حدث في نهائي كأس أمم إفريقيا 2019، حين سجَّل بونجاح هدف التتويج في الدقائق الأولى، رغم أن الأداء يومها لم يكن مُقنعا طيلة المباراة، لأن التاريخ الكروي لا يحتفظ سوى بالمنتخبات المتوَّجة بالألقاب، وليس بالتي تصنع الفرجة وتخرج صفر اليدين في آخر المطاف، وحلول أخرى لن يكشف عنها علنا حتى يحافظ على سرِّية وخصوصيات المنتخب، لكنه ناقشها مع كامل التعداد لتجاوزها والعودة السريعة إلى قمَّة العطاء، قبل أقل من شهرين من الدفاع عن التاج الإفريقي بالكاميرون.

أغلب النقاد والمحللين دعوا إلى إعادة النظر في بعض الورشات، أهمها خط الدفاع الذي تراجع بنسبة كبيرة، وخاصة جمال بلعمري الذي أصبح بعيدا عن مستواه المعهود، ما جعله يطلب العفو من الأنصار في تغريدة على حسابه، مؤكدا أنه سيتدارك ذلك مستقبلا، وكذلك زميله عيسى ماندي الذي يعاني من نقص المنافسة ولا يلعب كثيرا في فريقه الاسباني، وهو الأمر الذي جعله يرتكب هفواتٍ كادت أن تُخرجنا من سباق التأهُّل إلى المونديال القطري، وحتى الجهة اليمنى أصبحت هاجسا لكل المتتبِّعين، لاسيما بعد غياب يوسف عطال الذي ترك فراغا كبيرا، إذ لم يتمكن بن عيادة وحلايمية من سدِّه، أما بن سبعيني العائد من إصابة طويلة فإنه لم يعُد بعد إلى مستواه المعهود، وحتى المهاجم بونجاح المرشح للتنقل إلى برشلونة مع مدرِّبه تشافي ابتعد عن مستواه المعهود وهو ما جعل بلماضي يستبدله مع انطلاق الشوط الثاني من مباراة بوركينا فاسو، وهي رسالة مباشرة موجهة لكل اللاعبين مفادها أن الأماكن غالية في المنتخب والعودة للمستوى المعهود شرط أساسي لتقمص قميص الخضر.

الأمر الذي يخيف بلماضي في اللقاءات القادمة للمنتخب ليس أداء اللاعبين، لأنه متيقنٌ أن اللعب فوق أرضية جميلة تسمح لهم بالعودة إلى مستواهم المعهود، ولكن التحكيم الذي اشتكى منه كثيرا في الآونة الأخيرة، فحكامُ القارة السمراء غالبا ما يتسبَّبون في إقصاء منتخبات بضربات جزاء خيالية، مثل ما حدث في مباراتي غانا وجنوب إفريقيا والكونغو الديمقراطية والبينين، مما جعل الاتحاد الدولي لكرة القدم يفتح تحقيقاتٍ قد تعيد النظر في نتائج هذه المباريات، وتجبر الاتحاد الإفريقي على تطبيق تقنية الفيديو في لقاءات السد لإيقاف المهازل التحكيمية.

المؤكد أننا نملك أحسن منتخب في إفريقيا، ويضمّ لاعبين ينشطون في أحسن الأندية الأوروبية ونسير بخطى ثابتة نحو تحطيم الرقم القياسي في عدد المباريات من دون هزيمة، ولنا أحسن هداف في تصفيات كأس العالم، لكننا لا نملك من يدافع عنَّا في الهيئات الكروية، فكل دول شمال إفريقيا لهم أعضاء نافذون قاريا ودوليا ماعدا أبناء وطننا الذين يفضِّلون مصالحهم الشخصية على خدمة الوطن.

مقالات ذات صلة