جواهر
رجال يطلقون زوجاتهن وهن في المستشفيات وآخرون يعددون سرا

ورقة الطلاق تقتل المصابات بالسرطان أكثر من المرض

كريمة خلاص
  • 10656
  • 30
ح.م
هل هذه رجولة؟

يتخلى بعض الأزواج عن زوجاتهم المصابات بأمراض مستعصية، لاسيما مريضات سرطان الثدي وعنق الرحم والقصور الكلوي وغيرها من الأمراض المزمنة التي تؤثر على صحة المرأة ويومياتها العادية، ويستند هؤلاء في موقفهم هذا إلى فتاوى أئمة أحلوا لهم التطليق أو التعدد.
ويبدو أن هؤلاء ما صدّقوا افتكاك رخصة شرعية لفعلتهم، حيث سرعان ما تركوا زوجاتهم يصارعن المرض لوحدهن وهو ما عمّق معاناتهن الجسدية والنفسية.
وتروي بعض النساء ورئيسات جمعيات رعاية مرضى السرطان قصصا أليمة لمريضات تخلى عنهن أزواجهن في بداية مرضهن ورفضوا أن يرافقوهن في رحلة علاجهن، رغم أن المرض غير معد ويمكن لصاحبته الشفاء منه بعد تلقي العلاج كاملا، حيث أكدت السيدة قاسمي سامية رئيسة جمعية نور الضحى لرعاية مرضى السرطان مرافقة جمعيتها لبعض الحالات التي انتكست وساءت حالتها النفسية بعد رفض الزوج تقبل مرض زوجته، ولم تجد هؤلاء المريضات من مأوى لهن سوى الجمعية التي فتحت لهن الأبواب وأخذت بأيديهن لتلقي العلاج كاملا.
وفي السياق، تأسف البروفيسور ديلام المختص في علاج سرطان الثدي بمركز بيار وماري كوري بالعاصمة لمصير هذه النسوة ناصحا الأزواج بالصبر على زوجاتهم إلى حين استكمال العلاج.
وانتقد المختص بشدّة هذه الفتاوى التي تبيح لزوج التخلي عن زوجته وتركها في منتصف الطريق تصارع المرض من جهة وتصارع التوتر والقلق النفسي من جهة أخرى.
من جهته، أوضح البروفيسور أوكال محمد رئيس مصلحة الأورام بمستشفى بني مسوس أن كثيرا من الأزواج يتخلون عن زوجاتهم المريضات بعد اكتشاف الإصابة بسرطان الثدي ولا ينتظرن طويلا في ذلك موضحا أن العكس تماما يحدث عندما يصاب الرجل بالسرطان حيث تبقى الزوجة إلى جانبه مهما كانت درجة الإصابة وخطورتها.
وقال أوكال إنّ هؤلاء الأزواج لا يرافقون زوجاتهم إلى المستشفى وإلا لقامت الفرق الطبية والمختصون النفسانيون بتوعية الزوج بأهمية وقوفه إلى جانب زوجته والرفع من حظوظها في الشفاء موكلين بذلك الأمر إلى العائلة سواء الأخ أو الأب أو الأخت، واستشهد بحالات نوعية استطاعت فيها المرأة مقاومة المرض الخبيث لمجرد وقوف شريك حياتها إلى جانبها.
وفي السياق، أوضح الشيخ أبو عبد السلام إمام وإطار بوزارة الشؤون الدينية أن هذا الأمر لا يقبله الله تعالى ولا يرضى به لأن العلاقة الزوجية مبنية على الرحمة والمودة ولا يجوز فكها دونما أسباب مقنعة.
وأضاف أن المرض عارض يستدعي الوقوف بجانب شريك الحياة والأخذ بيده ومن يفتي بغير هذا فهو يسيء فهم النص الشرعي.
من جهته، أوضح الإمام سليم محمدي أنّه يفترض أن العلاقة الزوجية أبدية مبدؤها التعاون على السراء والضراء، وفي حالة المرض فإنه أحوج ما يكون إليه أحدهما إلى الآخر، ومن يفتي بغير هذا فهو متجاوز للحدود وبعيد عن المزاوجة بين النص والتوصيف الواقعي.
وعاد الإمام ليؤكد أن الحالة الوحيدة التي يجوز فيها للزوج التخلي عن زوجته هو وجود مرض قديم قبل عقد القران دون التصريح به جيث يباح لمن يكتشفه بعد الزواج إن أثر على علاقتهما الزوجية طلب التطليق.
وفصّل الإمام محمّدي أكثر عندما قال إنّ العاهة أو الفاصل الذي يمنع استمرار العلاقة الزوجية السليمة هو ما يبيح للزوج التعدد ولكن يسعى إلى ذلك بشكل توافقي إن أثر الأمر على العلاقة الزوجية السليمة، دون تحسيس الزوجة بأن ذلك عقوبة لها وإنما يحاول إفهامها بأنه يخشى ألا يقيم حدود الله، وفي حال عارضت الزوجة المريضة رغبة الزوج في التعدد فإن الطلاق يبقى أبغض الحلول…
ودعا الإمام في الأخير إلى تقوى الله وإحسان الزوجين إلى بعضهما البعض.

“خيانة زوجية” من نوع آخر..
قصص مأساوية لمريضات تخلى عنهن أزواجهن في عز المرض

نساء دمّرهن السرطان وحطّمهن أزو اجن بعد تطليقهن بمجرد تلقيهم خبر إصابتهن بالسرطان رغم أن العلاقة الزوجية طويلة وأثمرت إنجاب أطفال في عمر الزهور في كثير من الأحيان، لكن هذا لم يكن النهاية لهن، حيث حرصن على استجماع قوتهن لمواصلة مشوار تربيتهن لأبنائهن.
وفي السياق، تروي السيدة “سامية.ك” من بلكور قصّة طلاقها المريرة، حيث أن زوجها كان في كل مرة يرسل إليها رسائل مشفرة ويحكي عن فلان وعلان الذين طلقوا زوجاتهم بسبب مرضهن إلى أن أتى يوم وصارحها بنيته في إعادة الزواج وتطليقها، لأن زوجته الثانية لا تقبل لها شريكة، فقبلت الزوجة المريضة بشكل ودي حسب ما أكدت حفاظا على أولادها الذين حرصت على تربيتهم وحاربت مرضها للسهر على رعايتهم، وبالفعل ها هي اليوم تعيش حياة عادية، تتابع فحوصاتها من حين لآخر.
أمّا “فتيحة.ق” فتقول أنها كانت تعيش مشاكل زوجية وعلاقة متوترة قبل إصابتها بداء سرطان الثدي إلى أن اكتشفت إصابتها بالمرض وكأن زوجها لم يصدق الخبر ليجده حجة يطلب لأجلها الطلاق رغم أن المرض كان في بدايته واستطاعت الشفاء منه.
حالة أخرى تعكس قلّة شهامة الزوج الذي ترك زوجته “خديجة.ع” في مركز بيار وماري كوري بمستشفى مصطفى باشا بالعاصمة تصارع المرض وراح يحضر لزفافه مع أخرى من سن بناته، فبعد أن بدأت زياراته لها تقل وسلوكه يتغير، اكتشفت من نبرة حديثه تغير مشاعره، غير أن أبناءه رفضوا إخبارها بالأمر خوفا من ان تسوء حالتها وفضلوا ان يبقى أمر تطليقها سرا، لاسيما وأن الأطباء صارحوهم بأنها تعيش أيامها الأخيرة.

مقالات ذات صلة