الرأي

وسيعلم الذين ظلموا…

عمار يزلي
  • 2797
  • 0

لم نعهد في تاريخنا “العارـ بي” الحديث أن سمعنا باعتداء دولة عربية على دولة شقيقة مجاورة إلا منذ نحو 15 سنة مع احتلال العراق للجار الكويت (وقبل 42 سنة لحدودنا الجنوبية الغربية بعد الاستقلال). وقع ما وقع، ووقف من وقف ضد أو مع من وقف أو قعد. الكثير كان ضد، والكثير أيضا كان ضد التحالف العربي والدولي من أجل ضرب العراق واحتلاله على النحو الذي سيقع فيما بعد. والنتيجة اليوم بادية للأعيان: الاقتتال الشيعي السني الطائفي، ونموّ “داعش” كما نمت “القاعدة” قبلها وتربت في أحضان أمريكا، حتى سوريا حافظ الأسد، راهنت على إسقاط صدام، وتحالفت على إسقاط بغداد ودخول “الصفويين” بقوة في المعادلة.

 كانت هذه أول حرب دولية بإرادة عربية (لم يكن فيها عراق صدام حسين بريئا على أي حال)، والتي ستفتح الشهية أمام تدخلات عربية عربية بدعوىالحرب الاستباقيةالتي دشنتها أمريكا في المنطقة والعالم، غير أن التدخلات السافرة القادمة، ستكون ألعن وأشد، فتدخل نظامالانكلابفي ليبيا، من أجل دعم طرف على حساب أطراف أخرى وقصف ليبيا، على ويلات الحرب الأهلية فيها، هي ألعن وأذل وأخذل وأمرّ وأحقر من باقي التدخلات الأخرى (وأقصد التدخل السعودي الخليجي في اليمن)؛ فالخليجيون ساندوا الانقلاب ضد الشرعية الشعبية في مصر، وجيّشواإيلاف قريشلضرب الحوثيين في اليمن لأنهم انقلبوا على الشرعية، وفي الحالتين، كان هناك انقلاب.. مع ذلك نتحدث عن موقف أمريكا فيما يسمى بالكيل بمكيالين، نحن نكيل بثلاثة مكاييل، ونطبق المثل الدارجشكون تغلب؟ نغلب طاطا أختي!”. ولأن العرب لم يتمكنوا حتى من فتح الفم أمام العنجهية الإسرائيلية، فقد حولوا فوهات مدافعهم وطائراتهم الأمريكية الفرنسية البريطانية الروسية إلى إخوتهم الفقراء العرب في ليبيا واليمن، وهذا ألعن ما في العرب مننعل“!

نمت لأجد نفسي وسط عائلتي وقد دخل علينا ثلاثة سراق غلاظ شداد مسلحون بكل أنواع الأسلحة البيضاء والسوداء، ولما لم أستطع أن أفتح فمي أو أرفع يدي خوفا، رحت أكيل الصفعة لابني الأصغر الذي حمل عليهم بـمانش آباليوزادت زوجتي معه بنعالها البلاستيكية وراحت تصفع أحدهم وتقول له: “تيري إذا أنت راجل تيري!” وأنا أقول لهم: لعنداكم.. هاهي الدار، اديوا اللي بغيتو..! قالوا لي: بلّع فمك، أنت شكون أداها فيك؟! شد مرتك وبزّك خير مارانا نجيبوك دودة! وين راه الذهب والدراهم؟ قلت لهم: راه عندها فيالكفر“.. هاهو هنا مخبي وهاو المفتاح. ثم رحت أخرج لهم ألبسة زوجتي وبناتي النفيسة: خذوا.. هذه ألبسة داخلية من دبي.. وهذه أيضا من مصر.. تزيدوا؟ وهذه نتاع العمرة.. واش يخصكم ثاني؟.. (ما كانش باقي شيء كثير.. كنا رايحين نوصلواللمسقي“!)

وأفيق وأنا أرجف حنقاً من شدةالرخسالعربي!

مقالات ذات صلة