-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

وشهد أهمُّ شاهد من أهلها

وشهد أهمُّ شاهد من أهلها
أـرشيف
الوزير المغربي السابق محمد زيان

لا يوجد مسجونٌ في إفريقيا يمكنه أن يرث عذاب السجن من المناضل الإفريقي الراحل نيلسون مانديلا، مثل الوزير المغربي السابق محمد زيان، الذي لم تشفع له سنواته الثمانين، ولا مرضه، ليلقى الرحمة من النظام الملكي، وذنبه الوحيد أنه قال كلمة حق يؤمن بها كل المغاربة، في حضرة حاكم جائر، بل إنه قال نصيحة لا يحلم بها النظام المغربي، المحاط بشلة من المغاربة والأجانب، المزمّرين والمطبّلين والمشيعين، في صورة لا تختلف عن مسرحية “الزعيم” التي كتبها الروائي فاروق صبري.

نصح الوزير السابق لحقوق الإنسان في المغرب الأستاذ محمد زيان، الملك محمد السادس بالتنحي عن الحكم، بسبب غيابه الدائم بين فرنسا والغابون، وتوريث الحكم لابنه، لأجل مصلحة المملكة المغربية، حتى لا تبقى مُسيَّرة من طرف أياد خفية، كما هو حالها الآن، وكما يعلم المغاربة وكل العالم، ثم حذّر من أن تصبح المغرب بسبب سيطرة المخابرات على الحياة العامّة في المغرب، خطرا على شعوب المنطقة، وهو ما نحن فيه حاليا، عندما تجرّأت على الاستعانة بالنظام الصهيوني المنبوذ والظالم، فكان جزاء هذا الناصح مزيدا من التغييب، حتى صار من أكبر المسجونين السياسيين سنا، وأوهنهم بدنا على وجه الأرض، ويشهد العالم بأن الرجل وهو شاهدٌ على عصر المملكة، لم يتجاوز قطّ حدود النصيحة، في الوقت الذي لم يتلقَّ الملك السادس نصيحة واحدة منذ أن توفي والده الحسن الثاني.

مشكلة المملكة المغربية أن صوت الطبول فيها أقوى من صوت المؤذنين بالحق، ولا نظن أن أنور السادات في “عز” كامب ديفيد، وجد من بحث له عن أعذار، بالرغم من أن الرجل نال “الأرض” مقابل “السلام”، وبالرغم من أنه كان أشبه بالحاكم بأمر الله الفاطمي، أو كافور الأخشيدي حاكم مصر في العصر العباسي، في جبروته وساديته، ومع ذلك وجد من رفاق دربه، من انتقده مثل محمد حسنين هيكل، إلى حدّ القطيعة، ومن هاجمه مثل سعد الدين الشاذلي، إلى حدّ مغادرة البلاد، بل ووجد من حكم عليه بالموت من الإخوان المسلمين وكانوا من أنصاره، بينما يجد الملك محمد السادس من يبارك طيشه في شوارع باريس و”هجرته” إلى مصايف الغابون وردّته بمنحه العصمة للصهاينة، إلى درجة أن صاروا ملوكا على أرضه، وهم الذين لم يملكوا في تاريخهم شيئا ولن يملكوا.

نعود إلى نصيحة الوزير المغربي السابق محمد زيان، فقد قال ما يجب أن يعيه المغاربة وكل أهل المنطقة، فما يقوم به النظامُ المغربي في الفترة الأخيرة، لا يمكن أن يصدر من أناس في حالتهم العقلية السويّة، ولا يمكن أن يبقى تأثيرُه بعيدا عن أهل المنطقة، في أغرب فقدان للعقل، ولا حجْرَ له.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!