الشروق العربي
الأمير هاري يهرب من سلطانه

وشيوخ عندنا في السبعين يفضلون الموت في أحضانه

صالح عزوز
  • 3637
  • 15
ح.م

كان لقرار هاري وزوجته ميغان، التخلي عن دورهما كعضوين بالأسرة المالكة والاستقلال المادي وإدارة نشاط خيري خاص بهما، تأثير واضح على الأسرة المالكة، وضربة موجعة إلى النظام في بريطانيا، بالرغم من أن الملكة “إليزابيت” عبرت عن سعادتها بهذا القرار، وسوف يبقى حفيدها وزوجته محبوبين داخل الأسرة المالكة، على حد قولها، وترتبت على هذا القرار اتفاقيات كثيرة، منها فقدان الأمير هاري وزوجته الدوقة ميغان لقب “السمو الملكي”، والحفاظ على لقب دوق ودوق ساسكس فقط، كما يصبحان بهذا القرار، خارج أي مهمة أو دور داخل الأسرة المالكة، مع قطع المزايا المالية.. وليس هذا فحسب، فهما مجبران على إعادة ما يعادل ثلاثة ملايين دولار أمريكي، كانا قد صرفاها على تجديد منزلهما بالقرب من قلعة ويندسور، على أن يدخل القرار حيز التنفيذ قريبا.

بالعودة إلى هذا القرار، الذي اعتبره الكثير هروبا من الأضواء والبحث عن البساطة من طرف هاري رفقة زوجته، والانفتاح على عالم آخر، بعيد عن بلاط القصر والملوك، وبالرغم من كون القرار كانت نتائجه قاسية جدا، بفقدان المال والسلطان، إلا أنهما اختارا ما اقتنعا به على ما هما عليه من سمو ورفعة.. حين تقرأ مثل هذه الأخبار، التي نعتبرها تضحيات من أجل البساطة، ونقارنها بما يحدث عندنا، تود لو تشق الأرض من حولنا، فعباد المال والسلطان في وطننا، لا يزالون يتطلعون إلى شباب في سن السبعين، وسلطان لا يفنى، وهم على حافة القبور، يعضون أناملهم لمجرد ذكر مراجعة امتيازاتهم المالية، بل منهم من يرجو المناصب بالرشوة والخضوع، فلماذا أصبح الغرب مثالا لنا، في الرفعة والسمو في الأخلاق والمبادئ؟

مقالات ذات صلة