الجزائر
إشهارات كاذبة تغزو الفايسبوك

وصفات هندية وصينية مجهولة في الأسواق لعلاج السمنة

آمال عيساوي
  • 1528
  • 3
ح.م

تتهافت الكثير من الفتيات والمراهقات وحتى المتزوجات، على مختلف محلات بيع الأعشاب الطبية وخلطات ووصفات السمنة والنحافة وغيرها من الخلطات، بحثا عن وصفات سريعة للتخلص وحرق الشحوم وعلاج النحافة وغيرها..

وانتشرت موضة هذه الخلطات بقوة خلال الفترة الأخيرة، بعدما روّج لها أصحاب المحلات عبر الفايسبوك، من خلال عرض أجسام قبل وبعض تناول تلك الخلطات التي تباع بأسعار تتراوح ما بين 500 ألف إلى 12000 دينار وأحيانا أكثر، حيث إنّ هناك من يعرض دواء من الهند مكتوبا باللغة الهندية وحتى وصفة المكونات مدونة باللغة الهندية، التي لا يفهمها الجزائريون ولا يفقهون فيها شيئا، وبالتالي فهم يتناولون هذا الدواء من دون معرفة حقيقة مكوناته، والأمر نفسه بالنسبة إلى دواء آخر يدعى “جينسينغ” وهو دواء صيني في شكل حبوب مكوناته مدونة باللغة الصينية، وهي حال الكثير من الأدوية والخلطات والوصفات التي يتم اقتناؤها بأسعار باهظة وتتناولها الكثير من الشابات رغم أنها مجهولة المصدر والمكونات، وإن ذُكرت الأخيرة فهي بلغة غير مفهومة بتاتا.. وفي جولة استطلاعية قادتنا إلى بعض محلات بيع خلطات ووصفات علاج السمنة والنحافة لاحظنا التهافت الكبير من قبل الجنس اللّطيف عليها، حيث هناك من تبحث عن خلطات للتخلص من البطن والدهون الزائدة، وهناك من كانت تشتري بعض الخلطات التي تزيد الوزن كالمسمنة الأمريكية والمسمنة السورية ومُسمنة الأحلام وغيرها من الخلطات، التي قرأنا مكوناتها وتجمع بين مكسرات وحلبة رومانية وسمسم ومكونات أخرى غير معروفة، والغريب في هذه الخلطات، أنها تحدد الفترة التي يتحصل فيها مستخدمها على النتيجة المرغوب فيها سواء ما تعلق بالسمنة أم بالنحافة، فهناك من تحدد فترة 15 يوما وهناك من تقول إنها تؤدي إلى النحافة في ظرف أسبوع، لكن يبقى اللغز المحير حول حقيقة المكونات المضافة إلى هذه الخلطات التي تحقق في بضعة أيام قليلة ما تستطيع الرياضة التي ينصح بها الأطباء لعلاج مثل هذه الأمور المتعلقة بالسمنة والنحافة تحقيقه في ظرف العديد من الشهور أو السنوات، التي لا يتم ذكرها لأنها تسبب أضرارا وخيمة لمن يتناول هذه الخلطات..

بن آشنهوا: احذروا هذه الوصفات فهي قاتلة

وللاستفسار أكثر عن هذه الخلطات اتصلنا بالدكتور فتحي بن أشنهو المختص في الصحة العمومية، الذي صرّح في حديثه مع “الشروق”، بأنّ الدولة تُعطي الملايير لأشخاص غير مؤهلين لممارسة الطب بطرق غير شرعية، وأكد بن أشنهو أن بعض الأدوية والخلطات تكون ضارة أكثر من نافعة ومع ذلك يتم بيعها بطريقة عادية في ظل غياب الرقابة القانونية التي هي من مسؤولية كما جاء على لسانه، المعهد الوطني والمديرية الولائية للصحة العمومية، الذي قال إنهما غائبان تماما ولا يؤديان دوريهما في مراقبة مختلف الأدوية والخلطات التي تعرضها هذه المحلات، على أكمل وجه، مضيفا، أنه من المفروض ألا يسمح ببيع أي دواء مكوناته مدونة بلغة غير العربية أو الفرنسية، حيث استغرب أمر السماح ببيع أدوية وخلطات مكوناتها مدونة بلغة هندية أو صينية أو غير ذلك، كما استنكر محدثنا أمر بيع الكثير من الخلطات من دون ذكر المكونات الكيميائية أو حتى مكان استيرادها بالإضافة إلى دلائلها العلمية، قائلا إنّ “هناك قاموسا دوليا حول المواد الكيميائية”، وأي مكون خارج هذا القاموس يعتبر خطرا على الصحة العمومية”، وشدّد الدكتور على أن هناك فوضى كبيرة في ما يتعلق بهذا الشأن، الأمر الذي خلق الكثير من الأمراض التي لم تكن منتشرة في السابق، واقترح في سياق ذي صلة، ضرورة اتباع الطريقة الأمريكية في تسيير مثل هذه الأمور، من خلال إخضاع أي مادة كيميائية على رئاسة الجمهورية قبل استخدامها في الطب وغيره من الأمور.

مقالات ذات صلة