الجزائر
تحتفظ لنفسها بطقوسها الدينية

وعدة أولاد أمحمد بن يحيى بتلمسان.. استمرار “مسيرة الرضا”

الشروق
  • 1501
  • 2
ح.م

” تشهد مسيردة الواقعة بأقصى الحدود الغربية، أو منطقة أولاد أمحمد بن يحيى مع نهاية شهر أوت من كل سنة وبداية شهر سبتمبر تنظيم وعدة أولاد امحمد بن يحيى التي تسهر على إحيائها منذ سنوات زاوية أولاد امحمد بن يحيى، وهي الوعدة التي تبقى تحتفظ لنفسها بطابعها الديني، حيث تتم تلاوة القرآن الكريم ليلا إلى غاية الفاتح سبتمبر والدعاء لأهل المنطقة بالخير والرشاد والدعوة أيضا إلى التسامح والتصالح، وهي الطقوس الدينية التي تعكس علاقة أهل المنطقة وإيمانهم الراسخ بالخالق القهار في ما يشبه حضرة يتعالى فيها ذكر الله وتهفو أرواح الحاضرين من طلبة الزاوية وأهل مسيردة إلى خالقها داعية مترجية في مشهد روحي تملؤه الطمأنينة والسكينة.

يقول أحد أبناء المنطقة في تصريح إلى “الشروق” على هامش إحياء هذا التقليد الديني السنوي، إن ذلك يعود إلى قرنين من الزمن، حيث دأب أهل المنطقة وشيوخها على تنظيم هذه الوعدة التي تخلو من جميع مظاهر الاحتفالات مرتكزة فقط على الاحتفال الديني الذي يقتصر أصلا على قراءة القرآن والتهليل والتسبيح والذكر والدعاء والصلاة على أشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بعيدا عن أي احتفال آخر، معتبرا في سياق حديثه أن وعدة أولاد أحمد بن يحيى هي فرصة للتقرب إلى الله أكثر والانغماس الجماعي في التعبد في ما يشبه حالة من الزهد في حالة روحية تنفتح فيها القلوب وتشخص فيها الأبصار وتخشع فيها الأبدان متذللة للخالق الرحمان، قبل أن يفترق الجمع بكثير من الأيمان راجين القبول من المولى عز وجل.

وعدة أولاد أمحمد بن يحيى بالمسيردة وإن كانت على عكس مختلف هذه العادات والتقاليد التي تعرفها ولاية تلمسان قد تجردت من بعض الممارسات، فذلك فقط حسب محدثنا من أجل التفرغ لعبادة الخالق والدعوة بالخير والصلاح للعباد والبلاد وهو المكون المهم في أي احتفال بالوعدة، وإن كانت العديد من المناطق الأخرى بتلمسان تفضل أيضا عكس هويتها الثقافية والتاريخية من خلال بعض الأنشطة الأخرى مثل الفروسية والفنطازية وإحياء بعض التقاليد المغيبة في الوسط الاجتماعي إلا أن القاسم المشترك بينها جميعا بعث أواصر التواصل الاجتماعي والتضامن ما بين المواطنين التي تعمل التكنولوجيات العصرية على إزالتها من خلال مواقع التفاعل الاجتماعي في شبكة الإنترنت، وهو ما تعمل على مقاومته هذه التظاهرات السنوية التي تقام هنا وهنالك.

وإن كانت وعدة سيدي أمحمد بن يحيى تحتفظ لنفسها بالتركيز على البعد الروحي والديني الذي لا تخلو منه باقي الوعدات بمختلف مناطق الولاية. هذا وتبقى مسيردة أو مسيرة الرضا كما يحلو للكثير من سكانها تلقيبها تحتل موقعا استراتيجيا بجبالها وتضاريسها وساحلها ما يؤهلها لأن تكون قطبا سياحيا بامتياز.

مقالات ذات صلة