-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
درس على يد ابن عاشور وتعرف على ابن باديس وابن نبي

وفاة الشيخ المربي علي طيار عن عمر يناهز 100 سنة

صالح سعودي
  • 3188
  • 10
وفاة الشيخ المربي علي طيار عن عمر يناهز 100 سنة
ح.م
الشيخ علي طيار رحمه الله

شيع جثمان الشيخ المربي علي طيار، الأربعاء، والذي وافته المنية عن عمر يناهز 100 سنة، وذلك بعد مرض عضال ألزمه الفراش بمقر سكناه بحي شيخي بوسط مدينة باتنة، وذلك بعد مسيرة طويلة من العطاء في الشق التعليمي والإصلاحي، وفي المجال النضالي والسياسي تحت لواء الحركة الوطنية.

ويعد الشيخ المربي علي طيار من مواليد 1919 بمنطقة الرميلة بخنشلة، تلقى دروس الفقه والتوحيد والنحو والصرف على يد الشيخ درارجة العمري الذي كان له الأثر الكبير في توجيهه إلى جامع الزيتونة بتونس، كان ذلك عام 1938 إثر رحلة طويلة وشاقة، حيث درس هناك على يد عدة مشايخ منهم بن عاشور ومحمد بن شريبة ومختار البجاوي وغيرهم، وقد عايش فترة الحرب العالمية الثانية في تونس في ظروف استثنائية، خاصة أنه كان ناشطا رفقة مجموعة من الطبلة وفق تجمعات وندوات تحت لواء ناد ثقافي تابع لجمعيات تونسية، وقد درس رفقة عدة طلبة جزائريين بارزين منهم الشاذلي المكي والشيخ حامد روابحية وغيرهم..

وقد عانى الشيخ المربي علي طيار من مرارة السجون في عدة مرات، بسبب مواقفه المنادية بالحرية ونبذ المستدمر، واقتناعه بالنشاط السياسي تحت لواء الحركة الوطنية، وتأثره بمضامين بعض المجلات الداعية إلى الحرية، مثل مجلة العروة الوثقى التي كانت تصدر في باريس من طرف الشيخين جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبدة، ومجلة الفتح لمحي الدين الخطيب ومجلة الرسالة، وكذا مجلة الشهاب التي كانت تصدرها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بقيادة الشيخ عبد الحميد بن باديس الذي تعرف عليه علي طيار في تونس، حين دعته جمعية الطلبة الجزائريين إلى إلقاء محاضرة، حيث كان معجبا بأسلوبه وصدق لهجته وإخلاص وطنيته وحماسه الفياض. من جانب آخر، كان للراحل علي طيار علاقات مع بعض مجاهدي وقيادات الثورة التحريرية، وفي مقدمتهم الشهيد عباس لغرور وعاجل عجول وإبراهيم حشاني وعبد المالك بومعيزة وغيرهم.

وموازاة مع نشاطه السياسي، بدليل مشاركته في مؤتمر أحباب البيان عن دائرة قايس عام 1945 بقيادة الدكتور سعدان، ما كلفه دخول سجن الكدية بقسنطينة يوم 8 ماي 45 مع بعض رفقائه، فإن للشيخ علي طيار مسيرة مبكرة مع مهنة التعليم، حيث عُيّن عام 1944 مديرا لمدرسة أم البنين بقايس، التي كانت تابعة لجمعية العلماء المسلمين، كما عمل في مدرسة بلعباس عام 1946، لينتقل إلى مستغانم كمدير لمدرستها الحرة، حيث زارهم المفكر الجزائري مالك بن نبي الذي ألقى محاضرة تناول فيها أفكاره التي يحتويها كتابه الظاهرة القرآنية وسط جمع غفير من أبناء مستغانم، وفي عام 1950 عين مديرا لمدرسة الإرشاد بمدينة البليدة، ثم عمل في مدرسة الرشاد بسكيكدة، ليعود إلى باتنة، حيث عمل في مدرسة حرة ثم انتقل إلى مدرسة النشء الجديد التي كان يديرها الشيخ أحمد السعودي.

بعد الاستقلال، ساهم في تأطير المدرسة الجزائرية، من خلال تكوين الدفعات الأولى من المعلمين، بحكم منصبه كمستشار، ليواصل عمله مفتشا جهويا إلى غاية إحالته على التقاعد.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • طاع الله عوني

    لا يفوتني أن أشكر صحافي الشروق صالح سعودي على خلاصته التي كتبها عن مسيرة صهري المرحوم الحاج علي طيار

  • طاع الله عوني

    اعجبني تعبير ابنتي رحمة فيما رثته من قلبها بعد سماعها خبر وفاته وهي راجعة من باريس الى بسكرة فباتنة وعلمت انها كتبت هذه الكلمات وهي في السماء
    لا تستطيع أن اضيف شي على ما قالته ابنتي العزيزه ذات الاختصاص العلمي لا الادبي
    رحم الله صهري وحفظ الله ابنتي واهلي وشكرا لكل من تقاسم معي هذا وعلى رأسهم سكان ومسؤولي سلطات ولاية اليزي الإدارية والقضائية والأمنية
    رحم الله شهداء الجزائر وحفظ الله بلادنا من كل سوء
    ع.طاع الله

  • Rahma

    إيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية
    جدي هذا فراق الحياة بيننا 100 سنة جمال و اناقة حب وعطاء حنان و قوة عدالة وتواضع كرامة وعزة جهاد و موطنية أصول و شهامة شعر ولغة كتاب وجريدة قلم وعنوان قميص و سجادة مدرسة...
    جدي علمتنا مواجهة الزمان بالضمير الحي علمتنا المثابرة الاجتهاد الحرية و المسؤولية ...
    جدي شخصيتك هيأتك كيانك هيبتك صمودك ألهامك تميزك يجعلنا نهتف باسمك "علي طيار" رافعات الرأس خاشعات القلب مبتسمات الفم دامعات العين
    جدي أنت فخرنا فرحمة الله عليك أين كنت و أين تكون. لقاءنا أكيد فلا تخف أنت بين أيد آمنة فمثواك الجنة .
    حفيدتك رحمة

  • Laid

    من كان حي كان مشتاق امرأة وبعد مامات نال عرجون لم نكن نسمع به أبداً نسمع عن المغنيين والشطاحين لماذا لم تكن حصة خاصة أسبوعية تبحث عن منافب الشيوخ والمربيين وجزاكم الله كل خير

  • محمد التونسي

    الله يرحمه ويصبر أهله آمين. هؤلاء رجال أفنوا أعمارهم بين رفعة راية العلم وتكريس مبدا العمل الصالح. رجال من هذه الطينة باتوا قليلين مع الأسف. إيه.

  • سليم خيراني - أستاذ جامعي

    اللهم اغفر له وارحمه وارحم كل موتى المسلمين، نتأسف على هذه القامة والقيمة العلمية التي رحلت ولم تستفد منه الجزائر، فلماذا لم يتم التعريف بهذه الشخصية لكل الجزائريين ؟ ولماذا السلطات تهتم بمن لا قيمة له في المجتمع الجزائري مثل مغنيي الملاهي ؟ نحن في زمن الرداءة كما قال مهري رحمه الله، أطلب من السلطات المعنية أن تنشر كتبه وعلمه المتروك لتكفر عن ذنبها المشئوم ( تجاهل العلماء وهم أحياء ) " اللهم لا تحاسبنا بما فعل السفهاء منا " آمين

  • عبد الرحيم خارج الوطن

    اللهم ارحمه و ارحم المومنين و المومنات الاحياء منهم و اموات و اهدنا و استر علينا و لا تعذبنا...كل يوم ترحل بقية من الصالحين لا نزكيهم على الله لكن نحسبهم كذلك...اللهم اهدنا و استرنا و ارحمنا جميعا و ردنا الى الاسلام ردا جميلا.

  • الشيخ عقبة

    لم ألتق به سوى في السنواة الأخيرة ورغم سنه ومرضه إلى أن طيبته وكرمه وأخلاقه وروحه الوطنية قائمة بقيت كما هي ، ربي يرحمو ويسكنه فسيح جنانه ويرزق ذويه الصبر والسلوان .

  • حشاني ابراهيم الصادق

    رحم الله فقيد العلم والعروبة والاسلام الشيخ علي طيار والهم اهله وذويه الصبر والسلوان: انا لله وانا اليه راجعون واشير ان الشيخ ابراهيم حشاني-رحمه الله- لم يكن في المستوى العلمي للشيخ الطيار ولكنه كان عصاميا يقرا ويكتب وينظم الشعر العربي الفصيح وقد كتب كتابا عن ابنه المجاهد الشهيد ابو بكر الصديق حشاني الذي استشهد دفاعا عن وطنه الجزائر اثناء حرب الرمال(بين المغرب والجزائر) وهذا الشهيد من الضباط الجزائريين المعربين الوطنيين وقد اشار له اللواء خالد نزار في مذكراته ولكنه خاف ان يذكره باسمه الكامل: الملازم الاول ابو بكر الصديق حشاني وهو شقيق الشيخ المغتال عبد القادر حشاني احد اركان الفيس.الرحمة.

  • جزايري

    الله يرحمو ويوسع عليه
    وين راحو الناس لي دارو ضجة على المغني منار ودافعو عليه ماناش نشوفوهم