وفاة مراهق ساجدا في صلاة التراويح بتبسة

شهدت مساء الثلاثاء، مدينة لعوينات بولاية تبسة، وفاة التلميذ في الطور الثانوي عبد القادر بطة البالغ من العمر17 سنة، وهو يؤدي سنة صلاة التراويح، بمسجد الهدى بحي الحمروني.
خبر الوفاة نزل كالصاعقة على أفراد الأسرة، خاصة الأم المتعلقة بفلذة كبدها الأكثر طاعة لها بعد وفاة والده اسماعيل قبل سنوات في شهر رمضان المبارك كذلك، والتي لم تلاحظ اي عارض مرضي أو تعب على ابنها البالغ من العمر 17 سنة، والذي تناول وجبة الإفطار على غرار باقي الأيام، رفقة أخويه الأكبر والأصغر ووالدته، ثم خرج من المنزل، وتوجه مباشرة إلى مسجد الحي، حيث توضأ بسرعة ودخل قاعة الصلاة، وصلى أربع ركعات نافلة، وأخذ المصحف، آملا أن يختم القرآن مع نهاية شهر رمضان، وبعد أذان العشاء أدى صلاة العشاء جماعة، بطريقة عادية جدا، ثم قام لأداء صلاة التراويح، وفي السجدة الثانية من الركعة الأولى، لم يتمكن من الوقوف، حيث حاول من كان بجواره تحريكه، لكنه استلقى على السجاد، ما أجبر من كان بالقرب منه على قطع الصلاة والاعتناء به، حيث تأكد للمصلين، انه فارق الحياة.
ونقل عبد القادر على عجل إلى مستشفى المدينة، حيث أكد الفريق الطبي وفاته، ليتحول المستشفى في زمن قياسي إلى قبلة لعشرات المصلين من المسجد والجيران وأفراد أسرته الذين بكوا وأبكوا الحاضرين على وفاة شاب يشهد له الجميع بالاستقامة وحسن الخلق، والتعلق بكتاب الله ومسجده، وهي الشهادة التي أدلى بها إمام المسجد فور انتشار الخبر، على غرار اصدقائه من طلبة الثانوية التي يدرس بها في السنة الثانية ثانوي، ويكفيه فخرا كما قال أهل المسجد انه مات ساجدا، بعد أيام من الصيام والقيام، نتمنى كما قال إمام المسجد بأن تكون خاتمتنا مثل خاتمة عبد القادر، الذي مات على وضوء بعد صيام، وهو واقف في قيام الليل، وهي أفعال لا تكون نهاية كل شخص، بل هي خاتمة الذين يحبهم ويجلهم الله تعالى.