حلّ بالجزائر قادما من ليبيا بمبادرة منه وفي مهمة "سري للغاية"
وفد الإتحاد الإفريقي يلتقي بوتفليقة ويُغادر في صمت
أحاطت السلطات الجزائرية زيارة وفد لجنة الإتحاد الإفريقي حول ليبيا، للجزائر، بتكتم شديد، وحرص القائمون على الزيارة على عدم تسريب أية معلومات عن فحوى ما دار بين الرئيس بوتفليقية وضيوفه الأفارقة، خلف الجدران المغلقة لقصر الرئاسة.
- وقالت مصادر مطلعة لـ”الشروق”، إن لقاءات المسؤولين الجزائريين بوفد لجنة الاتحاد الإفريقي، اقتصرت على رئيس الجمهورية ووزير الخارجية مراد مدلسي، فيما لوحظ غياب الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية، المكلف بالشؤون الإفريقية والعربية، عبد القادر مساهل، وهو ما يؤكد الحرص الكبير الذي أولته السلطات الجزائرية لسرية ما دار بعيدا عن الأنظار.
- وذكرت المصادر أن زيارة وفد لجنة الاتحاد الإفريقي لم تكن بدعوة من الجزائر، وإنما كانت بمبادرة من الوفد الإفريقي، اعترافا منه بثقل الدور الذي يمكن أن تلعبه الجزائر في حل الأزمة الليبية، غير أنها (الجزائر) تفضل لعب دور المراقب ودعم مساعي وقف القتال عن بعد، نظرا لحساسية القضية، وكذا الشكوك التي تبديها المعارضة الليبية إزاء الموقف الجزائري.
- واقتصر ما تسرب عبر وكالة الأنباء الجزائرية، بخصوص زيارة الوفد الإفريقي، الذي غادر الجزائر أمس بعد زيارة دامت يومين، على برقيات تؤكد وصول ومغادرة القادة الأفارقة، في مشهد يؤكد غياب النية لدى السلطات في الرفع من أداء الإعلام المؤسساتي للدولة.
- وقالت الوكالة إن بوتفليقة ودّع بمطار هواري بومدين الدولي، وفد لجنة الإتحاد الإفريقي حول ليبيا، المتكون من رئيس جمهورية الكونغو دنيس ساسو نغيسو ورئيس جمهورية موريتانيا الإسلامية محمد ولد عبد العزيز ورئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي جان بينغ والوزير الأوغندي للشؤون الخارجية هنري أوريام أوكيلو، في أعقاب زيارة دامت يومين أجرى خلالها محادثات مع رئيس الجمهورية.
- ولم يرشح من فعاليات هذه الزيارة أي تصريح لمسؤول جزائري، ما دفع بالرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز لمحاولة ملء هذا الفراغ الإعلامي، عندما قال إن “زيارة الوفد الإفريقي إلى الجزائر تندرج في إطار تبادل الآراء حول الأزمة الليبية”، مضيفا “نحن ملتزمون بورقة الطريق التي طرحها مجلس السلم والأمن الإفريقي لحل هذه الأزمة”.
- وأكد ولد عبد العزيز بعد لقاء الوفد بالرئيس بوتفليقة، أن الاتحاد الإفريقي يعمل من أجل إرساء وقف إطلاق النار في ليبيا “صيانة للمصلحة العليا للشعب الليبي”، وتمكينه من الخروج من الوضعية المأساوية التي يعيشها، وأضاف: “نحن عازمون ومصممون على تحقيق هذا المبتغى صيانة للمصلحة العليا للشعب الليبي”.
- الجزائر ترد على رئيس المجلس الانتقالي الليبي المعارض
- وبينما كان الرأي العام المحلي والدولي ينتظر بيانات وتوضيحات رسمية بشأن زيارة وفد الاتحاد الإفريقي للجزائر، جاء بيان لوزارة الشؤون الخارجية، يستهجن التصريحات الصادرة عن رئيس المجلس الوطني الانتقالي، مصطفى عبد الجليل، على خلفية اتهامه للجزائر بالضلوع في نقل مرتزقة إلى ليبيا لدعم نظام العقيد معمر القذافي.
- واعتبر البيان ما صدر عن مسؤول المجلس الانتقالي المعارض “إصرار غير مسؤول في العمل من أجل إقحام الجزائر بكل الوسائل، في الشؤون الداخلية لليبيا”، وأكد البيان أن الجزائر ترفض المؤامرة التي تحاك ضد ليبيا، كما ترفض استعمال القوة غير المتكافئة، وحذر من تسلل عناصر الجماعات الإرهابية إلى المنطقة.
- وذكر البيان أن الجزائر تلفت أنظار المجموعة الدولية إلى ضرورة الحرص على تأمين استقرار المنطقة، المهددة بأن تتحول إلى محضن لتفريخ الإرهابيين، في ظل الانتشار الكبير للسلاح بعيدا عن أية رقابة. ومن هذا المنطلق ترى الجزائر بأن البحث عن حل سياسي للأزمة الليبية، عن طريق حوار يجمع الفرقاء على طاولة واحدة، هو الكفيل بأن يحمي الوحدة الترابية لليبيا من التقسيم.