وكالات تستبدل حجاجها بحجاج يدفعون أكثر وبلخادم يذكّر أعضاء البعثة أن نفقاتهم من أموال الحجاج

توعد وزير الشؤون الدينية والأوقاف الوكالات السياحية التي تلاعبت بالحجاج وأرجعت جوازات سفرهم وأموالهم وردتهم خائبين لحساب من يدفع أكثر، بالعقاب والشطب النهائي في المواسم القادمة، وبالمقابل دعا الوكالات التي لم تفلح في جمع نصابها من الحجاج إلى التقرب من الجوية الجزائرية للإتمام حصتها من أصحاب جوازات الحج.

• وأكد بوعبد الله غلام الله انه تلقى عددا من الشكاوى من مواطنين تبلغه بأن بعض الوكالات التي أوكلت لها مهمة نقل الحجاج بجواز دولي، تخلت عنهم وأرجعت وثائقهم وأموالهم بعدما ضمنوا أماكنهم في وقت سابق، وذلك بسبب المضاربة على أسعار الحج.
• وحسب الوزير، فإن بعض الوكالات التي تبلغ حصتها 500 حاج للواحدة من الجواز الدولي، خيبت الحجاج بعدما وجدت من يدفع أكثر في سعر الحج، وهذه “ستشطب من المشاركة في المواسم القادمة لعدم التزامها بالحجاج الذين أؤتمنت عليهم“.
• بالمقابل دعا الوكالات التي فازت بصفقة جواز الحج ولم تتمكن لحد الآن من جمع كفايتها من الحجاج (250 حاج) للتقرب من الخطوط الجوية الجزائرية لضبط المسألة، وأرجع الأمر إلى نقص الاحتراف “كيف تحجز تلك الوكالات رحلات في بداية الموسم، بينما لم يجهز كل الجوازات الخاصة بالحجاج النظاميين ولا تأشيراتهم”.
• فالأحسن بالنسبة لتلك الوكالات أن تحجز آخر الرحلات، حيث تكون كل وثائق الحجاج حاضرة وبالتالي يتم توجيههم إلى تلك الرحلات التي تكون من نصيب الوكالات الخاصة.
• ومن الناحية العملية يظهر أن الوكالات التي حازت على حصة 250 حاج بجواز نظامي تعاني مشكلا حقيقيا في جمع حجاجها، باعتبار أن كل واحدة منها أعدت برنامجا يميزها عن البقية، وصيغا، حسب المقاس، لحجاجها، انطلاقا من العقود والاتفاقيات التي أبرمتها مع المتعاملين السعوديين، وإذا فعلت، كما أوصى الوزير، بانتظار الرحلات الأخيرة للجوية الجزائرية، فإن كل تلك الصيغ ستسقط في الماء، ويبقى هدف الوكالة الوحيد هو جمع عدد الحجاج بنفس الأسعار والخدمات التي تقدمها البعثة الرسمية مع أن الاتفاق يسمح لها بعرض خدمات مميزة في حال قبل بها الحاج.
• وقد أثارت صيغة نقل الحجاج النظاميين حفيظة الوكالات الفائزة في المناقصة منذ الإعلان عنها، بسبب صعوبة جمع الحجاج، الذين لا يثقون إلا في البعثة ما دام معهم جواز حج. أما صيغة الحج بجواز دولي، فلقيت منذ الإعلان عنها في السنة الماضية إقبالا كبيرا من قبل الجزائريين، والدليل أسعارها التي بلغت حد الخيال، ورغم ذلك لازالت في غير متناول الجميع بسبب تحديد الحصص.
• طار الفوج الأول من البعثة الجزائرية للحج المتكون من 228 عضو باتجاه البقاع المقدسة مساء الخميس، بعد حضور الندوة التي عقدت لهم بنزل الشيراطون صباحا، حيث أخذوا التعليمات الأخيرة من وزير الشؤون الدينية ومدير ديوان الحج والعمرة وممثل رئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم الذي ذكرهم بأنهم في خدمة الحجاج ما دام الحجاج هم من ينفقون على تلك المهمة.
• قال بلخادم وزير الدولة لأعضاء البعثة الجزائرية للحج الذين اجتمعوا في نزل الشيراطون صباح الخميس، “نفقاتكم من مال الحجاج، فزيادة على خدمة الحاج تؤدون مهمة ينفق عليها الحجاج، فأدوا الأمانة التي أوكلت إليكم”، مشددا على أن مهمة هؤلاء ليست مثل كل المهمات ودعا الأعضاء إلى التكثيف من العمل أيام الحج الأكبر “من كان يشتغل 10 ساعات في بقية الأيام يعمل 20 ساعة في منى وعرفات”.
• من جهته، حث وزير الشؤون الدينية على ضرورة أن ينسى كل واحد في البعثة مركزه ودرجته المهنية ويلتزم بخدمة الحجاج وفق الانتداب الذي أوكل إليه من القطاع الذي يعمل فيه، ودعا الى اليقظة والبقاء إلى جانب الحجاج.