ويسألون ممن تريد أن تتحرر المرأة !!!

يتساءل الرجال أحيانا – ممن تريد أن تتحرر المرأة في المجتمع الجزائري بصفة عامة والمجتمع العربي بصفة خاصة ولم يكلف هؤلاء الرجال عقولهم جهد التفكير في سبب نشأة هدا المصطلح طالما كنت من الواضعات سوط العتاب على الرجال محملة إياهم سبب انسلاخ المرأة عن فطرتها السليمة وذلك لأنني أفضل البحث عن أصول الدوافع لأكون منصفة.

رغم ذلك لا تكون تلك الدوافع شفيعا مطلقا في سقوط أحكام الشرع ليعلم الرجال من خلال هده القصة بعض الأسباب التي تجعلني من أولى المناصرات لنظرية تحرر المرأة بيد أن التحرر الذي اقصده غير ذلك التحرر الذي يرسمه الرجال في مخيلتهم بسطحية تحليلهم للأمور وإصدارهم للأحكام: تقطن بالقرب من بيتنا جارة عاملة في سلك التعليم يتيمة الوالدين متزوجة من رجل مند اثني عشرة سنة وبعد زواجها وبمجرد انقضاء الأشهر الأولى وبعدما أصبحت حاملا منه اظهر لها وجهه الحقيقي وطالبها بكل وقاحة بإعانته في مصروف البيت نفذت طلبه بكل سرور ثم ما لبث طويلا ليفتعل لها المشاكل ويعاملها بقسوة وإذا ما سألته عن سبب تغيره اتجاهها اخبرها بوقاحة تفوق سابقتها بأنه هو رجل البيت وعليها أن تضع راتبها الشهري في يده وهو الذي يتصرف فيه كيفما شاء فعرفت حينها أن ذلك الرجل الذي سال عنه إخوانها وقيل لهم انه ابن حلال ولم يروا منه إلا كل الخير ما هو إلا نذل جشع لكنها احتسبت صبرا لكونها حبلى منه وكون المجتمع لن يصدق بتاتا ما تقوله وكونها خلوقة دينة تقية تأبى الشكوى لغير الله بعد أشهر أنجبت منه بنت ثم شاءت الأقدار أن تصاب بمرض أدى إلى عقمها حيث أكد لها الأطباء باستحالة الإنجاب مرة أخرى وأيضا استحالة اللجوء إلى التلقيح الاصطناعي وهنا وصلت المسكينة إلى أوج مصيبتها حيث أصبح هذا الزوج يتفنن في إهانتها وضربها وشتمها على مسمع ومرأى من الجيران ناعتا إياها بأبشع المواصفات حتى تمل هي وتطلب منه الطلاق او بالأحرى تخلعه فتعطي له مبلغا يكون مهرا يدفعه للثانية وتلك المسكينة لا تستطيع ان تطلب منه الطلاق لانها يتيمة ولا تملك بيتا تلجأ له هي وابنتها حتى إخوانها الذكور كلما لجأت إليهم طلبوا منها الصبر وحذروها من طلب الطلاق وأخبروها مسبقا برفضهم لاستقبالها في بيوتهم إن حدث وتطلقت حتى الإيجار ولم تجد من يؤجرها لأنها شابة ولن يتركها المجتمع في حالها إلا وطالتها ألسن الناس أما القضاء فلأنها ابنة حلال وتخشى من إغضاب إخوانها الرجال فلم تتجرا على اللجوء إليه – فما رأي الرجال الآن أليس هذا قيد من قيود الرجال على المرأة تستحق المرأة التحرر منه ؟؟؟ أليس دافعا لان تنسلخ المرأة عن أنوثتها وينفذ صبرها وتفقد صوابها مع ذلك لست من مناصرات الانسلاخ بقدر ما أنا من مناصرات تحرير العقول ونفض الغبار عن تعاليم الدين الإسلامي العظيم لكي لا نصل إلى المطالبة بدستور متحيز للمرأة وانسلاخ علني للمرأة وتفاقم عقدتها لدرجة استعراضها لعضلاتها وشعورها الواهم بقدرتها على القيام بما يقوم به الرجل فرفقا رفقا رفقا بالقوارير يا رجال.