الشروق العربي
الافتتاحية

يا عام 2019.. رجاء ارحمنا

ياسين فضيل
  • 488
  • 3

لم يمر عام 2018 بردا وسلاما على الجزائريين.. فعلى الرغم من انتعاش سعر النفط في الأسواق العالمية، إلا أن الشعب لم يشعر بتحسن حاله، ولا بقرب تحسن مآله.. إذ بقي هو هو.. وأضيف إليه تقشف آخر لسنة أخرى. ومع ارتفاع الأسعار في كل شيء، يقابله ضعف القدرة الشرائية لأغلب الأسر التي استغنت عن فواكه الموائد.. واكتفت بشرب الماء فقط.. فلا يمكن أن ينسى المواطن ما حصل له خلال صائفة 2018، بإصابة العديد منهم بمرض الكوليرا، الذي هزم دولة بأكملها.. واستطاع وباء الكوليرا أن ينتشر بين الناس كلمح البصر أو أقرب.. ووصلت هذه الحالة أسماع أوروبا، التي سارعت وقتها إلى إصدار تعليمة في مطاراتها بضرورة إجبار المسافرين القادمين من الجزائر، على إظهار وثيقة طبية تثبت سلامتهم من مرض الكوليرا المعدي.. وهي بهدلة أخرى لكل جزائري يسافر إلى الخارج، خاصة أن هذا الوباء تزامن مع عطلة الصيف والتجوال للعائلات.. الأمر لم يتوقف عند هذا الحد .. فخرجة وزير الصحة بأن مصالحة ستقضي على الوباء في ثلاثة أيام، زادت من متاعب الممرضين والأطباء.. وأثبتت الأيام أن تصريح الوزير لا وزن له.. بل إن وفاة دكتورة بلسعة عقرب في الجنوب أجبرت الوزير على الخروج من صمته ووصف الحالة بالفردية وأن العقرب “طيب” gentil لا يلسع إلا إذا شعر بالخطر.. معنى هذا الكلام أن الدكتورة المتوفاة رحمها الله.. كانت خطرا على العقرب!!!
لم ينته عام 2018 حتى خرج علينا نواب البرلمان بخرجة لا تحدث إلا عندنا، وقاموا بغلق باب مدخل البرلمان “بالكادنات” لمنع السعيد بوحجة من الدخول، والإسراع إلى اعتبار شغور منصبه..

وكان لهم ما أرادوا، واختاروا معاذ بوشارب رئيسا للنواب.. ولم تمض أسابيع حتى أبرقت وكالة الأنباء الجزائرية ومعها التلفزيون العمومي بإعلان استقالة جمال ولد عباس من رئاسة الأفلان، بسبب متاعب صحية ألمت به.. ثلاثة أيام فقط، يخرج بيان من دون إمضاء من مكتب الأفلان، يقول إن ولد عباس لا يزال في منصبه، وهو من بيته يسير الأفلان..؟؟؟

الشعب بأكمله لم يفهم ما حدث بالضبط.. وظل متابعا للمشهد السياسي بعينيه فقط..

الآن، وقد مر عام 2018.. بكل أحداثه على الجزائريين.. لا نعلم ما سيكون في عام 2019، وما يخبئه لنا من وقائع وحقائق، إلا بدعوة خير من شيوخ وعجائز، أن يلطف الله بنا في قضائه وقدره.. فلا راد لقضائه..

مقالات ذات صلة