-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تجار متخصصون وزبائن من نوع خاص على محور تيجلابين الرغاية والأربعاء

يحدث هذا عندنا.. جزائريون يصطادون الحلوف ومحلات تبيعه سرا !

الشروق أونلاين
  • 39440
  • 0
يحدث هذا عندنا.. جزائريون يصطادون الحلوف ومحلات تبيعه سرا !
صورة وكالة الأنباء الفرنسية

المفاجأة مدوية بكل المقاييس، وقد تصدم كثيرين، لحوم الخنازير صارت تستهلك في كثير من الأحيان على مرأى ومسمع من الجزائريين!..

  •  
  • وبالتزامن مع كل ما يفرزه وباء أنفلونزا الخنازير من تفاعلات مثيرة في بلادنا، منذ إعلان وزارة الصحة عن أولى حالة مؤكدة بالفيروس المكسيكي، كان لـ”الشروق” هذا التحقيق الذي اكتشفنا فيه أنّ تجارة لحم الخنزير باتت أمرا واقعا في الجزائر لا سيما في العاصمة، فهناك من صار يجاهر باقتناء لحم “الحلوف” دون حرج أو مراعاة للمشاعر، وفي تحد صريح على الشريعة الإسلامية.
  • استهلاك لحوم الخنازير الحمراء الفاقع لونها، ليس جديدا على الجزائر العاصمة وأماكن أخرى من الوطن، ففي السابق كان عدد المستهلكين للحم الخنزير البري منحصرا على فئة قليلة من الجزائريين، لكن الظاهرة اليوم توسعت بشكل يوحي بأن إقبال بعض الأفراد عليها يتزايد لأسباب هي في الواقع “قراءات” شخصية تتحدث عن “اللذة” والخروج عن المعتاد في الطبخ الجزائري، وعن القوة الناتجة عن استهلاك شريحة لحم خنزير بري مكتنز نظرا لارتباط هذه التفسيرات في نظر هؤلاء المستهلكين بصور ذهنية مفادها أن “”شرائح” لحم الخنزير مضاف لها كؤوس خمر ذات نوعية جيدة تعطي طعما خاصا للجلسة وتضفي عليها نفحة من نفحات الموضة التي توسعت ولم تعد مرتبطة بآخر صيحات “بيار كاردن” في الألبسة الراقية، وهو قول السيد “عمر” الذي حضر جلسات سمر في مطعم من مطاعم “لمدراق” تفنن معدوها في طهي أطباق كان يتوسطها “فيلي” من لحم الخنزير، كانوا قد اصطادوه في ناحية الأربعاء بولاية البليدة عشية هذه المأدبة غير العادية.
  •  
  • أطباق الخنزير على الطريقة الجزائرية!
  • عدد غير مستهان به من الأفراد الذين يشاطرون السيد “نور الدين” رأيه عن استهلاك هذا اللحم المحرم في الإسلام، فنور الدين يعتبر تناول الشرائح فاقعة اللون شيء فيه متعة ولذة ولا ينكر أنه كلما وجد لحم الخنزير تناوله دون عقدة وأكثر من ذلك يحبه مشويا بطريقة جيدة في الفرن، ولكن غلاء أسعاره يجعله يتجه نحو الشطائر التي تحتوي على بعض مكونات الخنزير ويقول “هذا خير من والوا”، فيما يفضل “صالح” لحم الخنزير في طبق الكباب العادي مع فارق يكمن أن الطبق المحضر بهذا اللحم يعد مرقه أبيض بدون طماطم مصبرة، بإضافة البصل والفلفل الأكحل، ومنهم من يضيف إلى لحم الخنزير المشوي كمية بسيطة من الكحول حتى يحصل على الطعم المراد،مثلما يفعل الإيطاليون.
  •  
  • هكذا يتم تسريبه إلى العاصمة
  • أماكن بيع لحم الخنزير سواء في العاصمة أو أماكن أخرى كنقاط بارزة غير موجودة لأسباب منها الخوف من رد الفعل الشعبي المحافظ تجاه ظاهرة حكمها في الدين، لكن ذلك لم يمنع بعض الأشخاص من تسريب الحلوف إلى العاصمة انطلاقا من محور تيجلابين، عين طاية، الأربعاء بالبليدة، البويرة، وقد حاولنا معرفة من أين يأتي لحم الخنزير وأين يسلخ وكيف يورد إلى العاصمة لكن محاولتنا لم تأت إلا بشيء قليل فقط أمام تخوف وتهرب “الجزارين”من مواجهة أسئلتنا بالأسواق الشعبية مثل “بلوزداد، باش جراح، والحراش..” لكن مجهوداتنا المضاعفة كللت بإيجاد أحدهم وهو شخص يقصده الراغبون في استهلاك لحم الخنزير للإبتضاع بالتجزئة في المنطقة المسماة “سيدي يحي” بأعالي حيدرة حيث أكد لنا -بعد تكتم وتوجس- أن هذا الحيوان يتم اصطياده من منطقة “المرجة وبلدية بن خليل” شمال شرق ولاية البليدة ومنطقة “واد جر” ببلدية مفتاح والمناطق شبه الجبلية الممتدة من الشفة، حتى خميس الخشنة ببومرداس وكما يتم اصطياده بمنطقة “البطاح” بعنابة و”تابلاط” بالمدية وغابة “الريش” بالبويرة، وفي بعض الأحيان يتم اصطياده من الحراش ودار البيضاء وعين طاية عندما تغزو الخنازير هذه المناطق بدافع الجوع، حيث تظهر ليلا وتختبئ بالنهار. ويضيف محدثنا أن بعض الجزارين ينتقلون إلى ولاية تيزي وزو وبالضبط إلى المنطقة المسماة “تيقوبعين” المعروفة ببيع “الحلوف” لشرائه، حيث يستعمل أصحابها أشياء مدببة بالإضافة إلى “السرايفة”المصنوعة من “كوابل”فرامل الدرجات بشكل غير لافت للنظر وهو فخ قاتل لا تنجوا منه الخنازير.
  • وأما عن سلخها يجزم محدثنا أنها تتم في مذابح عادية لكن بطريقة سرية ومن ثم يباع لأشخاص يعتبرون بالدرجة الأولى من “الهاي كلاس” ثم بعض الأفراد المدمنين والمحبين لهذا اللحم، والشيء الذي استنتجناه من خلال دردشتنا مع هذا الجزار هو ارتفاع نسبة الطلب عليه في الآونة الأخيرة بسبب التدفق الكبير للصينيين على الجزائر. هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن العارفين بشؤون جلسات السمر الخاصة يقولون بأن موضة استهلاك لحوم الخنزير أخذت في الإنتشار في أوساط مغلقة بحسب “الشلة” أو الوسط الإيديولوجي الذي يشجع مثل هذه الظاهرة في إشارة إلى بعض اللائكيين وهذا لا ينفي تعلق مواطنين بسطاء “بالحلوف”، وهم من الصنف الذي يشرب الخمر كثيرا وسيان عنده إذا كانت “التحلية” بحبات زيتون أو شريحة لحم حمراء فاقعة اللون.
  •  
  • شحوم الخنازير في المنتوجات الغذائية
  • إذا كان لحم الخنزير يتم بيعه وتناوله بطريقة سرية فإن بعض المنتجات التي تدخل الجزائر في ظل الإنفتاح الإقتصادي على الأسواق العالمية وتحرير التجارة الخارجية تشكل خطرا كبيرا على صحة الأفراد وعلى معتقداتهم أيضا، نظرا لأن بعض المواد المحرمة شرعا في ديننا الإسلامي تدخل ضمن تركيبها وهو ما قد يغفل عنه الكثير من الناس.
  • ففي آخر تقرير أصدرته شركة “ماستروفودر” المصنعة للحلويات المشهورة وعلى رأسها الشكولاطة “مارس، باوتيني، سنيكرس، تويكس وغيرها..” وهي من أكثر الأنواع طلبا واستهلاكا لدى الجزائريين، خصوصا أن أثمانها مناسبة جدا وتتراوح مابين 35 و36 دينارا فإن هذه الأخيرة بدأت في تغيير طريقة انتاجها وذلك باستبدال المواد النباتية بمواد حية تتمثل في شحوم وبقايا الخنازير التي تحتوي على كمية عالية من الدهون.
  • وفي هذا السياق يؤكد الخبير الاقتصادي عبد المالك سراي أن بعض الشركات الغربية تلجأ، إلى حل آخر لتسويق منتجاتها في الدول والبلدان العربية والإسلامية وذلك بإتباع طريقة “التشفير” فدائرة الأغذية يقول محدثنا على مستوى هذه الشركات هي الوحيدة التي تعرف معاني ورموز هذه الشفرات، وهي عادة ما تبدأ بحرف “م” وتدخل في العديد من مكونات المنتجات التي تصل إلى الجزائر مثل الشكولاطة، الحلويات، البسكويت، رقائق الذرة، الأكل المعلب والفاكهة المعلبة.
  • والأكيد أن الجزائريين في عمومهم محصنون ضد هذه اللحوم المحرمة ويكفي أن الشارع يستعمل كلمة “الحلوف” للشتيمة ويصعب عليه رؤية هذا الكائن طبقا مطهيا بين يديه.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • بدون اسم

    تحريم صريح ومباشر دون مواربة ولا يحتاج لشرح أو تفسير في قوله تعالى (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ)، سورة المائدة. فهل ما تزال لا تعرف ما هي المشكلة؟ :)