يريدها عاملة للمكوث في البيت ومتبرجة ويلبسها الجلباب

تختلف شروط الزواج من شخص لآخر، حسب المقدرة ومبادئ الشخص وما يريده من الحياة الزوجية، وهو أمر طبيعي، لا يمكن الاختلاف فيه إن لم نقل مسلّمة، لكن الكثير من الشروط وكذا المطالب عند الزواج عند بعض الشباب اليوم، تدخل ضمن خانة الغريبة، بل المتناقضة مع ما هو موجود وما هو مطلوب، على غرار من يطلب فتاة متبرجة، لكن يجب أن تلبس الجلباب بعد الزواج، حتى وإن كانت غير مقتنعة بالأمر، وكذا من يريدها عاملة لكنها تتوقف عن العمل بعد الزواج، وهو ما لا تقبله الكثير من الفتيات، حتى ولو كان على حساب زواجها واستقرارها.

لماذا تتزوج وفق ما تريده لا وفق شروطك التي قد تكون غير مقبولة عند الطرف الآخر؟ هو سؤال افتتحت به سيدة، في العقد الرابع من عمرها، حديثها معنا، واستغربت أن يملي الشاب اليوم شروطه على الفتاة مثلا، ولا يذهب مباشرة إلى ما يريده في زوجته المستقبلية، من أرادها متحجبة يذهب مباشرة للمتحجبة، ومن أراد أن تبقى في بيتها يختار مباشرة الماكثة في البيت، ولا يذهب للعاملة ويطلب منها البقاء في البيت.. وهذا قد لا يتحقق له ويبقى يجري وراء اللحاق بالزواج. على حد تعبيرها.

هي ظاهرة انتشرت بين الشباب اليوم، والغريب، أن الكثير من الفتيات يرفضن هذه الشروط، ويرين بأنها ظلم في حق الفتاة، فبدل البحث عن الفتاة المراد الزواج منها حسب مبادئه، يسعى الكثير من الشباب إلى تغيير طبيعة وأهداف فتاة أخرى، على غرار الدراسة والعمل وحتى الهندام.

أما كمال، شاب أعزب، فيرى بأن هذا نوع من التناقض يقع فيه الكثير من الشباب، فالواجب أن يختار ما تناسبه من البداية، دون السعي إلى إيجاد فتاة تقف في جهة، وهو من يحملها إلى الجهة الأخرى، إن صح القول، على غرار العاملة والماكثة بالبيت.. فمن يريد الماكثة بالبيت يختارها مباشرة دون اللف والدوران، وكذا المتحجبة، فما الهدف يا ترى من أن يختارها ثم يسعى إلى تغييرها.

أما خديجة، وهي طالبة، فترى بأن العديد من الشباب الذين يشترطون هذه الشروط في الغالب يجدون صعوبة في تحقيق هذا الشرط، فليس كل عاملة ترضى بأن تتخلى عن العمل من أجل عيني شاب يريد الزواج منها، وحتى وإن اختارت ذلك، فسوف يكون من أجل نفسها لا لشيء آخر، ومن المفروض أن كل واحد يتزوج ممن يريد مباشرة، دون توسيع المسافة على حد تعبيرها.