يعبثون بمصير الشعب والقضية
لم تكتف قيادتا حركتي فتح وحماس بما أنجزتاه للشعب الفلسطيني من تمزق داخل فلسطين انتهى إلى استشراس المستوطنين في مدن الضفة الغربية وإحكام الحصار على غزة.. فمن اجل المكاسب الحزبية أو بمعنى أصح وأدق المكاسب الشخصية للبعض، أصبح حوار الفلسطينيين الداخلي أكثر صعوبة من حوار العرب مع إسرائيل..
-
في الضفة اعتقالات لكوادر حماس والقسام ومطاردات لهم بين الجبال والقرى، وفي غزة اعتقال لكوادر فتحاويين وزجهم في السجون منذ أمد ليس قصير.. غزة الآن بلا أي وضع قانوني..لا جواز سفر ولا شؤون قنصلية ولا أي مسوغ، فلقد سحبت حكومة فياض المعترف بها إقليميا ودوليا كل أشكال التغطية عن غزة.. ووصل الأمر أخيرا إلى حرمان حجاج غزة من أداء فريضة الحج، لأن كل فريق من المتصارعين يريد أن يزايد على الآخر في ظل عدم اعترافه بالآخر.
في لبنان حيث المشكلة المتفاقمة في جو طائفي مشحون بالتوجس الوجودي يعيش ما يقارب نصف مليون فلسطيني أسوأ حالات الوجود الآدمي، إذ يمنع على الفلسطيني مزاولة مائة مهنة تبدأ من الطبيب وتنتهي بعامل النظافة في البلديات.. ونتيجة لهذا الجو القاهر لجأ عشرات آلاف الفلسطينيين ممن يستطيعون معاركة السفر والغربة إلى الدول الاسكندينافية وأمريكا اللاتينية. وكانت أجهزة الموساد الإسرائيلي والمنظمات اليهودية تشجع الدول الحليفة لإسرائيل على استقبال فلسطينيي لبنان وذلك لأن قضيتهم أكثر إثارة من كل قضايا اللاجئين الفلسطينيين.. في لبنان ومنذ أكثر من ربع قرن تمارس القوى الطائفية على الفلسطينيين كل استعراضات القوى لاسيما مليشيا حركة أمل التي تخشى بحسها الطائفي أي محاولة توطين للفلسطينيين، لأن ذلك من شأنه توسع دائرة النفوذ السني بلبنان.. الأمر الذي جعلهم منبوذين دوما.
في لبنان تم اختراع إقامة سفارة لدولة فلسطين وتم الإعلان أن الفلسطينيين المتواجدين في لبنان هم ضيوف فقط وهم خاضعون للقانون اللبناني وأنهم جالية ستعود إلى دولة فلسطين في حال إقامتها على ارض الضفة الغربية.. لقد كان هذا الكلام ينطوي على مخاطر حقيقية أولها أن يحرم الفلسطينيون من حق الكفاح في اتجاه فلسطين وان يتم عزل فلسطين عن لبنان وهذا هدف صهيوني كبير.. ثم وهذا هو الأخطر ان لا تتبقى مشكلة اللاجئين قائمة إنما هي جالية تعود إلى الضفة.. وهكذا يسقط حق العودة للاجئين الفلسطينيين بلبنان.. وهنا تكتمل حلقة الخسارة.
في لبنان اشتباك بين فتح وحماس في مخيم الميه وميه بالجنوب اللبناني والأمور قد تشهد تصعيدا في الأيام القادمة وسيكون التوسع داخل المخيم للعمل التنظيمي وجلب الأنصار قضية أساسية تعتمد على جوع الناس وحاجتهم.. لن تسلم فتح بالهزيمة ولن تقبل حماس بحجم صغير وهنا ستبدأ المعركة.