-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

يوم القدس وقدس اليوم

عمار يزلي
  • 599
  • 0
يوم القدس وقدس اليوم

دأبت بعض الدول والمجموعات الإسلامية في العديد من الدول الإسلامية على اعتماد اليوم الجمعة الأخير من كل رمضان لإحياء ما يسمَّى “اليوم العالمي للقدس”، وهو تقليدٌ صار اليوم يأخذ زخما كل سنة، وجاء هذه السنة بشكل مختلف ومغاير لعدة عوامل جديدة طرأت على الساحة الإقليمية والعالمية.

جاءت الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المعظَّم لهذه السنة على وقع تزايد الانتهاكات والاعتداءات الصارخة والعدوانية العنصرية، على بيت المقدس وكل المقدَّسات الفلسطينية في أعز شهر لدى المسلمين، من طرف المحتل الصهيوني، لاسيما بعد وصول اليمين المتطرِّف وتحوُّل المستوطنين إلى حكام فعليين بسلطة بوليسية ميليشياوية، لها وزارة في الحكومة.

يأتي الاحتفال هذه السنة لمدة أسبوع بيوم القدس العالمي والمجتمع الإسلامي يستفيق على عالم جديد يتحول ويتشكل من جديد بناء على قواعد جديدة يبدو أنها ترسم معالم غد جديد قوامه الوحدة بين المسلمين لنصرة أقدس المقدسات العربية والإسلامية، ألا وهي قضية القدس وفلسطين المحتلة.

قضية القدس، التي تستدعي أضخم تجمع ووحدة عربيةـ إسلامية من ناحية عدد المسلمين، عربا وغير عرب، مسلمين ومسيحيين، بما يتجاوز وحدة المسلمين وحدهم، في جميع أنحاء العالم. هذه التكتل العربي الإسلامي الذي بدأ يتشكل عبر التقارب الإيراني السعودي، مع ما تحمل المملكة العربية السعودية من ثقل وقيمة ومركز ثقل إسلامي وحدوي، يمكِّنها من استقطاب كل الدول العربية من المحيط إلى الخليج حول راية واحدة دعامتها نصرة فلسطين والقدس.

عودة التقارب الإيراني السعودي، أو لنقل التقارب الشيعي السني، من شأنه أن يقوِّض التغوُّل الصهيوني في المنطقة ويقضَّ مضجعه، ويدقَّ المسمار الأخير في نعش التطبيع، بعد الانتهاكات الأخيرة للكيان المحتل لكل الصفقات والتفاهمات البينية حتى بين السلطة الفلسطينية والكيان والدول المطبِّعة.

ما حدث في القدس قبل أيام من عدوان على المصلين وما يحدث كل يوم من اعتداءات قتل بدم بارد وتهجير قسري وهدم للمنازل ونفي وتهويد واستيطان وتراجع حتى عن التفاهمات السابقة ضمن صفقة أوسلو، بدءا من “أريحا أوَّلا” سنة 1993، يعدُّ انتكاسة، بل خذلانا للدول العربية والإسلامية التي تعجلت التطبيع مع كيان لا يكمن التطبيُع معه بطبعه.

يأتي يوم القدس العالمي هذه السنة والكيان الصهيوني يعاني من التصدُّع الداخلي والتفتُّت الهيكلي، ما يدفع نحو تطرف أكبر لليهود الصهاينة، مما قد يفضى إلى انزلاقات قصوى في الداخل الصهيوني قد تجر المنطقة والساحات الخمس إلى التدخل هذه المرة بقوة، بعد أن أبانت قبل أيام استعداد هذه الساحات الخمس لتتحول إلى تكتل متناسق للرد على أي انتهاكات للمقدسات ضمن ما يسمى “وحدة الساحات”، وضد التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك بين المسلمين واليهود.

القدس اليوم، هي قدس الغد، كما كانت قدس الأمس، وهذا من شأنه أن يعيد للقوى العربية والإسلامية مجتمعة بسُنَّتها وشيعتها، مسلميها ومسيحييها بمذاهبهم كلها، وحدتها تجاه قدس الأقداس، أولى القبلتين وثاني الحرمين، ويعيد للقضية الفلسطينية زخمها بعد أن بدأ الوهن يدبُّ في أوصال الكيان العجوز المحتل وهو يقارب الـ75 سنة من عمر الاحتلال، أكبر وأطول احتلال إلى اليوم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!