جواهر

يَومٌ بِلَا “مَاكِيَاجْ”

الشروق أونلاين
  • 3536
  • 16
جواهر الشروق

تقول الإعلامية والفنانة الأمريكية تيرا بانكس “الماكياج هو أول وآخر السبل لمنح المرأة الثقة بالنفس” قبل أن نوجه أي نقد أو تكذيب للمقولة؛ يجب أن نعترف نحن معشر النساء أن الماكياج يتحول بالنسبة للكثيرات إلى إدمان يصعب التخلي عنه. ولعلي لست الوحيدة التي لاحظت أن هناك من يستحيل أن تغادر البيت دون تلوين وجهها حتى لو كلّفها ذلك التأخّر عن موعد عملها أو دراستها أو أي موعد هام آخر.

وبالعودة إلى مقولة تيرا بانكس نجد أنّها تدعم إلى حدّ ما اٍدّعاءات الرجال بأنّ الماكياج حيلة البشعات لإخفاء عيوبهن، غير أن تاريخ ابتكاره والواقع يفنّدان ذلك، فالماكياج تاريخيا ابتكرته واستعملته نساء اشتهرن بالجمال الفائق والكاريزما والثقة بالنفس، كما لا تخلو حقيبة حسناء من حسناوات العالم في عصرنا منه، وتروي بعض المصادر أن الملكة المصرية كليوباترا التي كانت تعدّ أيقونة في الأنوثة والجمال اِستخدمت أحمر شفاه مصنوع من نوع من الخنافس يعطي صبغة حمراء داكنة، فيما تروي مصادر أخرى أنها تناولت الشمندر السّكري ثم نظرت إلى نفسها في المرآة فأعجبها لونه الأحمر على شفتيها، حينها أمرت خادميها بتجفيف كمية منه ثم سحقها، وأصبحت تستخدمها لتلوين شفاهها.

ومن عصر كليوباترا وما قبلها إلى عصرنا ظلّ الماكياج قطبا من ثالوث الزينة الأنثوية المقدّس، إلى جانب الأزياء والعطور، ولا خلاف على أن حبّ الزينة والتجمل فطرة البشر والنساء خاصة، ومضيعة للوقت أن نقول غير ذلك. لكن أن يكون إدمانا، هذا ما أخشاه وأستغربه. ويتحول استغرابي إلى اِستهجان حينما أرى بعض الظواهر الماكياجية المتنامية التي أعتبرها مجزرة في حقّ الجمال، كالعدسات الأرجوانية والرموش الجاموسية، والحواجب الشاردة، والشفاه البهلوانية، وفي خضم هذه الفوضى تنازلت الأرانب عن صدارة المتكاثرين، لصالح الصالونات المتخصصة في تلوين وتهجين وجوه وأجساد النساء. 

ولأن ظاهرة الإدمان على “خدّاع المؤمنين كما يصفه أجدادنا” كغيرها من ظواهر الإدمان، وتحتاج هي الأخرى دراسات سيكولوجية وإجراءات للحدّ أو التخفيف منها أقترح – كأضعف الإيمان- أن نضرب نحن النساء ضربة اِستباقية لتشجيع مدمنات الماكياج على التحرّر من سلطته بتخصيص يوم عالمي بدون ماكياج تيمّنا باليوم العالمي بدون سيجارة أو بدون سيارة…

مقالات ذات صلة