رياضة
اللاعب الدولي السابق ڤشير عبد العزيز لـ"الشروق اليومي":

ڤشير عبد العزيز: خليلوزيتش ليس أفضل من سعدان

صالح سعودي
  • 5037
  • 24
ح.م
قشير

أكد اللاعب الدولي السابق عبد العزيز قشير أن مشاكل المنتخب الوطني تتمثل أساسا في نقص الانسجام وقلة التربصات، مؤكدا أن المدرب الحالي، وحيد خاليلوزيتش، ليس أحسن من رابح سعدان، صاحب الإنجازات الكبيرة مع “الخضر”، مضيفا، في حوار خص به “الشروق”، أنه يؤيد فكرة الاستنجاد بالمدربين الأجانب، لكن بشروط أبرزها اعتماد سياسة التكوين والعمل على المدى الطويل. كما تحدث اللاعب السابق لشباب باتنة عن مسيرته الكروية، مشيرا إلى أنه تعرض للظلم والجهوية، متهما في الوقت ذاته الرئيس السابق لـ “الكاب”، بوعبد الله، بحرمانه من الاحتراف، وهضم مستحقاته المالية، بالإضافة إلى أمور أخرى تكتشفونها في هذا الحوار..

أين يتواجد اللاعب الأسبق ڤشير حاليا؟

أنا دائما في محيط كرة القدم، حيث توليت رئاسة فرع كرة القدم لوفاق القل الذي تربيت فيه، وكان سببا في بروزي وإثراء مسيرتي الكروية.

كيف تقارن بين ڤشير حين كان لاعبا وڤشير المسير؟

التسيير صعب للغاية، خاصة في هذا الظرف بالذات في ظل إلحاح الجمهور على النتائج وافتقادهم إلى الصبر، عايشت 3 أجيال كاملة حين كنت لاعبا، ووقفت على الفارق الموجود من ناحية الذهنية بين الماضي والحاضر.

نعرج إلى المنتخب الوطني، كيف تنظر إلى حظوظه في مونديال البرازيل؟

أعتقد أن حظوظه كبيرة للمرور إلى الدور الثاني، لكن العائق الكبير يكمن في نقص التربصات، أغلبهم مغتربون ويلعبون في البطولات الأوروبية وتربطهم عقود مع فرقهم ما يحول دون برمجة عدد كاف من التربصات والمباريات الودية.

ما هي الجوانب التي لازال يشكو منها المنتخب الوطني الحالي في رأيك؟

مشكلته الجوهرية تكمن في نقص مستوى اللعب الجماعي، فجيل الثمانينات بقيادة ماجر، بلومي، عصاد وغيرهم يتميز بمنتخب متكامل، على خلاف ما يحدث حاليا، والسبب واضح هو الاعتماد بشكل شبه كلي على لاعبين محترفين، والإشكال الآخر هو أن المنتخب الحالي ليس لديه لحد الآن ثقافة تكتيكية، بدليل أن اللاعبين لا يطبقون خططا فنية حديثة بقدر ما يعتمدون فوق الميدان على جهودهم الفردية في غياب اللمسة الجماعية.

هل ترى أن المدرب حليلوزيتش لم يصحح الأخطاء التي يعاني منها “الخضر”؟

المشكلة تخص الكرة الجزائرية بشكل عام وليس المنتخب الوطني فقط، المدرب الأجنبي لن يمنح الإضافة في هذا الجانب، تمنيت لو تم توظيف خبرات وكفاءات المدربين الأجانب في التكوين وفق سياسة تطبق على المدى البعيد حتى نلمس ثمارها مستقبلا، أما أن يتم جلب مدربين من خارج الوطن بمبالغ خيالية فهذا لن يضيف شيئا. خاليلوزيتش على الأقل لديه مستوى عالمي، أي بمقدوره أن يشرف على منتخبات افريقية وآسيوية مثلا أو أندية أوروبية، لكن ما أقوله هو أن سعدان أهل المنتخب الوطني  بأقل الإمكانات وأعطى وجها طيبا للمنتخب في “الكان” والمونديال أيضا وفقا للإمكانات المتاحة.

هل أنت ضد خاليلوزيتش أم ضد المدرب الأجنبي في الجزائر؟

أنا ضد سياسة الاستقدام من اجل الاستقدام، لأنها أكدت فشلها، أتعجب للأندية الجزائرية التي تجري وراء المدربين الأجانب مقابل أموال باهظة دون أن تستفيد من خدماتها، والأمثلة كثيرة، أما إذا تحدثنا عن خاليلوزيتش كعينة فأعتقد انه لم يقدم ما كان منتظرا منه قياسا بالإمكانات الموفرة له.

هناك لاعبون أحسوا بالتهميش في المنتخب الوطني، فهل أنت منهم؟

هذا لا نقاش فيه، فقد عانيت الكثير في المنتخب الوطني وذهبت ضحية قرارات تفوق المدربين الذين تولوا شؤون المنتخب الوطني، وهو ما جعلني أعبر عن غضبي في عدة مناسبات من ذلك رفض دعوة المدرب مهداوي للمشاركة في التربصات الممهدة لنهائيات الكان 98.

وماذا عن دورة “الكان” 96 التي جرت في جنوب إفريقيا؟

في تلك الدورة كنت ضمن التعداد رغم الإصابة التي تعرضت لها، ورغم ذلك فقد طلب مني المدرب فرڤاني المشاركة في لقاء بوركينا فاسوو خاصة بعد المردود الطيب الذي قدمته في الدورة الدولية التي جرت في الغابون، لكن الشيء المؤسف هو أنني تعرضت للتهميش بعد ذلك.

لكن لم تتقبل بعد ذلك تهميشك في لقاء كينيا في إطار تصفيات مونديال 98، لماذا في رأيك؟

تفاجأت لعدم إدراج اسمي تماما بعد ما توقعت أن ألعب أساسيا في اللقاء الفاصل أمام كينيا كصانع العاب، وهو ما اضطرني إلى المغادرة والإحساس بالحڤرة، خاصة أن اغلب زملائي اعترفوا بأحقيتي في المشاركة في تلك المقابلة المصيرية التي تسببت في إقصائنا في الدور التمهيدي.

من هو المدرب الوطني الذي ترى أنه منح لك الفرص الكافية للبروز؟

الجهوية حرمتني من فرض إمكاناتي، حيث أن هناك قرارات تفرض بعيدا عن المعايير الفنية، صحيح أن رابح ماجر له الفضل في توجيه الدعوة لي عام 1994 وواصلت المسيرة مع المنتخب في عهد فرڤاني والمرحوم عبد الوهاب ومع المدرب مهداوي أيضا، لكن الممارسات الخفية أنذاك حالت دون إبراز إمكاناتي اللازمة رغم أنني قدمت وجها طيبا في التربصات والمباريات الودية المبرمجة.

علمنا انك كنت غاضبا أيضا من ماجر بحجة تعرضك للتهميش؟

قد أكون ظلمته بسبب التصريحات التي أدليت بها أنذاك في ظل قلقي من وضعتي في المنتخب الوطني، لكن بعد ذلك أزال المدرب بن ساولة الغموض وأوضح لي اقتناع ماجر بإمكاناتي، لكن ربما هناك أمورا تجاوزته حالت دون الاعتماد علي في المباريات الرسمية.

هل ترى أن التدخل في صلاحيات المدرب المحلي كان أمرا عاديا في تلك الفترة؟

الدليل ما حدث مع المدرب فرڤاني عام 1996 قبل مواجهة العودة أمام كينيا، ففي الوقت الذي كنت من العناصر المعول عليها أثناء المقابلة التطبيقية، لكن المعطيات تغيرت أثناء موعد اللقاء ولم يتم إدراجي حتى في قائمة البدلاء، ما جعلني أغادر غاضبا.

وهل ترى أن المدرب خاليلوزيتش في وضع أفضل من المدرب المحلي؟

يبدو ذلك، إلا أن تصريحاته وخرجاته الإعلامية تكشف أن هناك أمورا تحدث في الخفاء أحيانا، لأنه يملح إلى وجود ضغوط عليه لإقحام لاعب على حساب الآخر، وهو ما يجعله يدلي بتصريحات ساخنة عبر الصحافة.

ما رأيك في طريقة إقالة إيغيل مزيان عام 93 بسبب قضية كعروف؟

هذه المسألة لازالت تطرح علامة استفهام كبيرة، الإقصاء أثر كثيرا في المنتخب الوطني رغم المجهود المقدم في التصفيات حتى أنني لا استبعد أن يكون الإقصاء الإداري مفتعلا، من غير المعقول أن يحرم المنتخب الوطني من حقه في المشاركة في نهائيات “الكان”.

العديد اقترح عليك اللعب في العاصمة من اجل البروز مع المنتخب الوطني، كيف ذلك؟

فرڤاني مثلا قال لي لو تلعب مع شبيبة القبائل أو أحد الأندية العاصمية ستكون أفضل لاعب يحمل الرقم 10 في إفريقيا، واقتنعت بأن أي لاعب إذا أراد أن يضمن مكانته في المنتخب الوطني عليه أن يلعب في العاصمة، أما البقاء في باتنة وبقية أندية الشرق فهو من باب تضيع الوقت.

سبق وأن واجهت المنتخب الكاميروني منتصف التسعينيات، فما سر تألقك في ذلك اللقاء؟

لازلت أتذكر تلك المواجهة في إطار الدورة الكروية الودية التي جرت في الغابون وعرفت مشاركة الجزائر، الغابون، الكاميرون إضافة إلى كوت ديفوار، حيث سجلت 3 أهداف في مرمى الكاميرون، دخلت بديلا أمام كوت ديفوار والغابون قبل أن العب أساسيا أمام الكاميرون وتمكنت من إحراز الفوز ووقعت 3 أهداف لازلت اعتز بها كثيرا، حيث تم اختياري أحسن لاعب وأحسن هداف في نفس الوقت، وتأهلنا إلى الدور النهائي وانهزمنا أمام منتخب كوت ديفوار بسبب ركلات الترجيح بعد ما انتهى الوقت الرسمي بالتعادل، صراحة أظهرنا مستوى جيدا لفت انتباه الجميع.

وهل صنع بروزك الحدث على هامش هذه الدورة؟

كان للمدرب علي فرڤاني حديث مع سفير الجزائر بالغابون الذي أعجب بإمكاناتي الفنية وأكد له فرڤاني أن ڤشير يستحق اللعب مع المنتخب الوطني منذ عام 1990، إلا أنه همش بطريقة غير رياضية، وحصلت لي لقطة طريفة أيضا مع لاعب من كوت ديفوار (يحمل الرقم 6) وكلف بمراقبتي، وكان يلعب في أوروبا أنذاك، حيث كان يعتقد أنني محترف في فريق أوروبي، وتفاجأ حين أكدت له أنني أنشط في البطولة الجزائرية، لم يصدق الخبر بناء على المردود الذي قدمته في هذه الدورة.

نفهم من كلامك أن وجود فرڤاني كان السبب في تواجدك في “الخضر”؟

فرڤاني قال الحقيقة ووقف إلى جانبي رغم التهميش الذي عانيت منه، الجميع اعترف بإمكاناتي، لكن هناك إجماعا أنني لن تتاح لي فرصة اللعب في “الخضر” مادمت لست عاصميا أو لا ألعب لفريق عاصمي.

لهذه الأسباب فكرت في تغيير الأجواء، أليس كذلك؟

وصلت إلى قناعة بضرورة تغيير الوجهة، خاصة وأنني أديت ما علي تجاه شباب باتنة إلا أن أمنيتي لم تتحقق مع الأسف بسبب العراقيل التي مورست ضدي من قبل رئيس الفريق رشيد بوعبد الله الذي أخرجني من الباب الضيق وحتم علي التوقف مؤقتا عن ممارسة الكرة.

ألا ترى أن بوعبد الله قام بمراعاة مصلحة فريقه أنذاك، لذلك رفض تسريحك؟

أنا أيضا راعيت مصلحة شباب باتنة لأكثر من 7 مواسم، وكان عليه أن يفكر في مستقبلي الكروي بعد ما وصلتني عروض مغرية من أندية جزائرية كبيرة وأخرى من خارج الوطن.

كنت من العناصر التي لفتت انتباه المدرب روغوف في النصف الثاني من الثمانينيات، هل تؤكد الخبر؟

هذا صحيح، حيث كنت ألعب بانتظام في المنتخب الوطني أواسط، وفي إحدى المناسبات تابعنا المدرب القدير روغوف، وتحدث مع مدرب الآمال أنذاك حسن لالماس إضافة إلى مدربي الأواسط زيتون وبلعابد وكشفوا لي عن رغبة روغوف في إدراجي ضمن قائمة منتخب الأكابر، لكن مع الأسف القرار تأخر من عام 88 إلى غاية 1994 في عهد رابح ماجر.

متى وجهت لك الدعوة لأول مرة؟

في لقاء شباب باتنة أمام شباب قسنطينة لحساب الجولة الأخيرة من موسم 92 – 93، وهو الموسم الذي عرف صعود “الكاب” إلى القسم الأول، وتزامن اللقاء مع تنظيم حفل اعتزال الساسي حاوزماني.

اسم ڤشير لازال راسخا في أذهان أسرة “الكاب”، فكيف تفسر ذلك؟

تركت مكاني نظيفا رغم الشائعات التي حاول البعض الترويج لها، وحتى أكون صريحا فان جمهور شباب باتنة من ذهب، لأنه كان وفيا لفريقه ووقف إلى جانبنا في الأوقات الصعبة.

ماذا تقصد بالشائعات التي حاولت استهدافك؟

الجميع يعلم أننا كنا نلعب في ذلك الوقت بمبالغ زهيدة، إلا أن البعض أطلق إشاعات تشير بأنني حصلت على الأموال إضافة إلى قطعة أرض وغيرها من الكلام، الجهات التي وقفت وراء ذلك سعت إلى تحطيمي وإخراجي من الباب الضيق.

الكثير لم يفهم الطريقة التي غادرت بها الفريق نهاية التسعينيات، فهلا ذكرت لنا الأسباب؟

السبب الرئيسي تسبب فيه رئيس الفريق أنذاك رشيد بوعبد الله الذي حرمني من الاحتراف والتفاوض مع مجمل الفرق التي أرادت الاستفادة من خدماتي، كما هضم مستحقاتي المالية التي وصلت أنذاك حوالي 80 مليونا، ولك أن تقف على قيمتها في ذلك الوقت.

من هي الفرق التي اتصلت بك ورفض بوعبد الله تسريحك إليها؟

أبرز الفرق الجزائرية شبيبة القبائل، مولودية الجزائر، إضافة إلى بقية الأندية الناشطة في القسمين الأول والثاني، وتلقيت عروضا من فرق تنشط في الخارج مثل تونس والإمارات، وتنقلت شخصيا إلى الإمارات، حيث تدربت هناك حوالي 45 يوما، إلا أن إصرار بوعبد الله على عدم تسريحي أرغمني على العودة إلى أرض الوطن وفوت بذلك فرصة لا تعوض للاحتراف.

تتميز بلعبك الذكي والاستعراضي، فما السر في ذلك؟

كانت لنا فرصة اللعب في السنوات الأخيرة لفترة الإصلاحات وهو ما جعلنا نلتحق إلى حد ما بعهد بلومي، ماجر، فرڤاني، عصاد، وغيرهم، ما جعلني أميل إلى اللعب النظيف والمبدع الذي كانت تتصف به الكرة الجزائرية أنذاك قبل أن تنقلب المعطيات بعد ذلك حينما طغى الجانب المادي على ذهنية اللاعبين.

ما هي أحسن الذكريات التي تحتفظ بها مع شباب باتنة؟

تحقيق الصعود إلى القسم الأول وبالضبط عام 1993، فرغم أن الكثير لم يرشح “الكاب” للصعود إلا أن تضافر جهود الجميع سمح لنا بقلب الموازين وحققنا مشوارا مشرفا بأتم معنى الكلمة.

ما هي الجوانب التي اكتسبتها بعد إشراف المدرب عامر جميل واحتكاكك مع اللاعبين العراقيين شرار حيدر وسعد قيس؟

المدرب العراقي عامر جميل لا أحد ينكر فضله والإضافة التي قدمها، خاصة من الناحية التكتيكية، أما اللاعبين سعد قيس وشرار حيدر فقد لعبا موسما واحدا فقط، إلا أن تجربتهما كانت مميزة، خاصة وأننا كنا نشكل جميعا عائلة واحدة يسودها التفاهم والانضباط في العمل.

هل حدث لك مشكل مع المدرب عامر جميل المعروف بعدم تفاهمه مع اللاعبين النجوم؟

كان يريد تقييد لعبي، لكن بمرور الوقت طلب مني أن ألعب بكل حرية، وهو ما سمح لي بالمساهمة في عدة انتصارات بفضل عدة تمريرات حاسمة مثل ما حدث في لقاء شبيبة القبائل، حينها تقدم مني عامر جميل واعترف بإمكاناتي.

هل لازلت حاقدا على الرئيس الأسبق لـ”الكاب” بوعبد الله؟

ليس إلى هذه الدرجة، لكن أتأسف على حرماني من تجربة احترافية في الإمارات أو مع فرق أخرى كبيرة، أعتقد أنني قدمت الكثير لـ”الكاب”، لكن للأسف لم يتم مراعاة هذا الجانب.

مقالات ذات صلة