الجزائر
الشروق تسأل الذين عايشوا " الإحتجاجات " زمانا ومكانا بقسنطينة

“‬تخفيض أسعار الزيت والسكر لا يكفي .. نريد حلولا اجتماعية غير ترقيعية “

الشروق أونلاين
  • 4988
  • 13

عودة الهدوء أعاد للعائلات في ولاية قسنطينة الطمأنينة، حيث دبت الحركة نهار الإثنين بشكل عادي، خاصة في البلديات والأحياء الأكثر تضررا من قوة الاحتجاج الذي تحول مع مرور الوقت إلى شغب أضر بمصالح المواطنين الذين وجدناهم زوال أمس مازالوا غير هاضمين للأحداث التي وقعت، وكانت أشد الأماكن سخونة هي بلدية عين اسمارة التي كانت تسمى سويسرا عاصمة الشرق بعد أن كانت بلدة آمنة حتى في زمن الأزمة الأمنية، ليتفاجأ سكانها بتخريب مؤسسات عامة وحرق حافلات خاصة في منظر تحول إلى شبه مزار. الشروق اليومي اقتربت من أهالي هذه البلدية وسألتهم عن الماضي القريب وحاضر التخريب وما يأملوه في أقرب الآجال، فكانت إجاباتهم مختلفة ولكنهم أجمعوا أن تبشيرهم بنزول سعر السكر والزيت لا يكفي إطلاقا، لأن الأزمة في الجزائر أكبر من ذلك، وقال عمي عيسى وهو شاهد على التخريب “لقد رأيت أطفالا دون سن 16 سنة يقتحمون مؤسسة سونلغاز ويخرجون بأيادي مليئة بأجهزة لا يعلمون أصلا ما هي، ولا أظن أن هؤلاء تعنيهم أسعار السكر والحليب، بلادنا فقيرة في منشآت التثقيف والترفيه”، وهنا تدخل شاب آخر وقاطعه وهو يقول “أيعقل أن ولاية مثل قسنطينة يقطنها أزيد من مليون نسمة ويزورها يوميا نصف هذا العدد لا تمتلك حديقة تسلية واحدة يمكن للأطفال أن يقضوا فيها بعضا من الوقت، بدل التسكع في الشوارع الذي أنجب ما حدث خلال نهاية الأسبوع”.. الجميع اتفق على أن التخريب غير مقبول، لأنه يطال الشعب وليس المسؤولين، ولكنهم طلبوا من الدولة تفهم ثورة البسطاء وأن تتحمل مسؤولياتها. فالذين وصفوا المحتجين كما قال السيد ناصري كامل بعديمي التربية لم يلعبوا دورهم في التربية، والذين وصفوهم بقليلي الوطنية لم يقوموا بدورهم في ضخ الوازع الوطني فيهم، وحتى الأئمة الذين اقتصر دورهم على المساجد فشلت كل سبل تربية النشء التي انتهجوها لأنهم اقتصروا على التنظير فقط، الجديد هذه المرة أن كل المواطنين حمّلوا الدولة والشعب معا المسؤولية، فهي تقاعست حسبهم عن أداء دورها، والشباب تاه بطريقة جعلت احتجاجه غريبا للجوئه إلى التخريب وفتح الأبواب على مصراعيها للصوص وقطاع الطرق، ليعيثوا سرقة وفسادا في مختلف الأماكن .

 

مقالات ذات صلة