المدرب نور بن زكري ضيف منتدى الشروق:
”المدرب الأجنبي لن يقدم شيئا للمنتخب.. أقترح ماجر.. وبن شيخة ليس ناضجا بعد لقيادة الخضر”
أكد المدرب نور بن زكري أمس أن مشكل الكرة الجزائرية لا يكمن في المدرب ولا في اللاعبين، بل في السياسة الكروية المنتهجة، داعيا المسؤولين الحاليين التفكير باحترافية والاعتراف أن أحسن نتائج المنتخب الوطني كان وراءها مدربون محليون وفي مقدمتهم عبد الحميد كرمالي، رشيد مخلوقي و رابح سعدان.
- المدرب السابق لعديد الأندية الجزائرية قبل أن يبتعد عن الأضواء بسبب محيط الكرة الجزائرية الذي وصفه بالمتعفن، قال لدى نزوله ضيفا على منتدى الشروق أن الشرط الأول الذي يجب أن يتوفر عند أي مدرب لدى قبوله تدريب المنتخب الوطني هو قوة الشخصية والقدرة على مجابهة كل الصعاب والتحديات.
كما اقترح بن زكري من جهة ثانية منح الثقة لرابح ماجر كونه يملك كل المؤهلات لذلك.
وعلى صعيد آخر، قال ضيف منتدى الشروق أنه يجب أيضا منح الثقة للاعب المحلي الذي همش في الوقت الحالي، مقارنة ببقية اللاعبين إلى درجة أنه لم يعد له مكان في المنتخب.
”تحفظت لقرار تعيين بن شيخة.. ولم لا ماجر؟”
يرى نور بن زكري أنه تحفظ كثيرا لتعيين عبد الحق بن شيخة على رأس المنتخب الوطني لكرة القدم، كون المهمة صعبة للغاية وتتطلب أمورا كثيرة جدا، مشيرا أن المدرب المحلي محكوم عليه بالنجاح في مهمته وهو قبل كل شيء ممثلا للمدرب والتقنيين المحليين، وفي حال فشله في المهمة التي أوكلت إليه، فإن ذلك يؤثر كثيرا على موقع قيمة المدرب المحلي في الخارطة الكروية الوطنية، وهي الرسالة التي أراد البعض أن يوصلها لنا بعد هزيمة الخضر في مراكش.
ومن جانب آخر، قال نور بن زكري أنه لا يمانع في تعيين اللاعب السابق رابح ماجر على رأس العارضة الفنية الوطنية، كونه أهلا لذلك، مؤكدا أن الأهم ليس الرجل، بل في الطاقم الفني الذي سيعمل معه.
واستطرد في نفس الاتجاه، قائلا أن لاعب بورتو السابق يستطيع أن يؤثر على بقية اللاعبين بهيبته وصورته كلاعب كبير، فيكون محل احترام الجميع، وهو الذي يملك من المؤهلات الفنية ما يجعله ينجح في قيادة سفينة الخضر، مشيرا إلى الدور الإيجابي جدا الذي قد يلعبه مساعدوه الذين سيعملون معه، وفي نفس الاتجاه لا يمانع بن زكري من تعيين مساعد أوروبي بجانبه.
وخلص بن زكري أن معظم اللاعبين الأجانب الذين تداولوا على تدريب الخضر فشلوا في مهمتهم، والقائمة طويلة جدا.
توقعت الهزيمة أمام المعرب
وعن سؤال يتعلق بموقفه بشأن الهزيمة المذلة التي تكبدتها التشكيلة الوطنية في الرابع جوان المنصرم أمام المغرب بمراكش، قال ضيف الشروق أن تلك الهزيمة كانت عادية بالنسبة له، كون المنتخب الوطني أصيب بنوع من جنون العظمة بعد التأهل للمونديال، وأصبح الرأي السائد لدى عامة الناس أن لدينا منتخبا كبيرا ولاعبين من الطراز العالي، لكن الحقيقة كشفتها الأيام، فالمنتخب ضعيف واللاعبون محدودو المستوى، وأكثر من ذلك قال نور بن زكري أن الجميع في الجزائر نسي التعثر أمام تنزانيا بالبليدة والهزيمة النكراء في بانغي أمام منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى. - دعا الرياضيين للإستثمار في هذا المجال
- بن زكري: ”بطولة احترافية بدون ملاعب لا تعني شيئا”
- أكد نور بن زكري، أن دخول كرة القدم الجزائرية هذا الموسم عالم الإحتراف أمر جيد، لكنه يبقى بدون أي معنى في ظل غياب الملاعب والهياكل الرياضية الضرورية، “الإحتراف أمر رائع، لكن لا معنى له بدون وجود ملاعب وهياكل رياضية” قال بن زكري، مضيفا بأن الإحتراف مثل أي مشروع آخر يتطلب العناية و المتابعة.
- هناك فرق تفتقد حتى إلى الكرات
- في نفس السياق، اعتبر ضيف “الفوروم” أنه من الصعب الحديث عن نجاح الإحتراف في الجزائر في ظل المشاكل الجوهرية التي تعاني منها مختلف الأندية الوطنية، وعلى رأسها أبسط الإمكانيات، “هناك فرق من القسم الأول تفتقد حتى إلى الكرات للتدرب” أكد بن زكري، وهذا بالإضافة إلى الملاعب لإجراء التدريبات، التي اصبحت تقسم ما بين عدة فرق.
- من جهة أخرى، دعا نور بن زكري جميع الرياضيين والفاعلين في عالم كرة القدم، خاصة أصحاب رؤوس الأموال إلى تغيير الذهنيات ومواكبة التطور الحاصل، وهذا من خلال الإستثمار في كرة القدم شراء الأراضي وإعادة كرائها للأندية كملاعب لإجراء التدريبات.
- ومن خلال متابعته لأول بطولة إحترافية في الجزائر، يرى المدرب الذي إرتبط إسمه بإنجازات شباب برج منايل وإتحاد العاصمة، بأنه لم يشعر هذا الموسم بإختلاف كبير بعد دخول البطولة الوطنية عالم الإحتراف، مؤكدا بأن النقطة الوحيدة التي يكمن فيها الإختلاف تتمثل في وجود الإطار القانوني وتحول الأندية إلى مؤسسات تجارية، بالإضافة ايضا إلى الميزانيات الضخمة التي أصبحت موجودة.
- وفي ذات الشأن، قال بن زكري التنظيم والإطار القانوني الذي اصبح موجودا يشكل قفزة نوعية لتطوير كرة القدم، كما سيحفظ حقوق اللاعبين والمدربين.
- إلى ذلك، اضاف بن زكري سوء البرمجة الذي يبقى إحدى أهم العقبات التي تواجهها كرة القدم الجزائرية، حيث يؤكد: “لا أستوعب كيف يمكن أن يلعب فريق مثل شبيبة القبائل تسع مباريات في مدة شهر”، قال محدثنا، معتبرا أن لياقة اللاعبين لا تسمح بذلك.
- وبخصوص عدم تجسيد وعود الدولة بالإستفادة من قطع أراض لبناء مراكز تكوين، قال بن زكري أن الإشكال مرتبط بذهنية الأشخاص، الذين يرفضون تطبيق النصوص القانونية، مضيفا: “المشكلة في الأشخاص، لأن رئيس الجمهورية أعطى تعليماته ولن ينزل بنفسه لمنح الأراضي للفرق” أكد نور بن زكري.
- وبالرغم من النقائص والمشاكل التي أشار إليها، أوضح نور بن زكري أن لكل شيء بداية والإحتراف سيكون مفيدا، خاصة من الناحية التنظيمية التي ستتحسن، وهذا في ظل وجود إلزامية إبرام العقود ما بين الفرق واللاعبين.
- قال أن كرة القدم هي كل حياته
- بن زكري: ”إذا وجدت فريقا يملك مشروعا جديا سأعود”
- كشف نور بن زكري أنه من الممكن جدا أن يعود بداية من الموسم القادم إلى الميادين، من خلال الإشراف على أحد الفرق من الرابطة المحترفة الأولى. “أنا دائما قريب من كرة القدم وممكن أن أعود الموسم القادم”، قال بن زكري. وفي هذا الصدد أوضح محدثنا أنه يضع بعض الشروط لعودته من جديد إلى الميدان منها أن يكون لهذا الفريق مشروعا يرتكز على بناء فريق للمستقبل: ”أنا دائما أحبذ العمل مع الشبان” أوضح بن زكري الذي قال أن كرة القدم هي كل حياته.
- حاليلودزيتش كان مهاجما كبيرا.. لكنه مدرب عادي
- المدرب المحلي ”استعمروه”.. وصاحب الشخصية القوية لا يعمل في المنتخب
- دافع نور بن زكري أمس خلال نزوله ضيفا على منتدى الشروق عن المدرب المحلي ورفض تحميله مسؤولية إخفاقات المنتخب الوطني الأخيرة، مشيرا إلى أن أحسن نتائج الجزائر سجلت في عهد المدربين المحليين، على غرار كرمالي وسعدان، في حين استبعد بن زكري أن يكون خيار المدرب الأجنبي الحل الأمثل للمنتخب الوطني، خاصة أن التجارب السابقة أثبتت فشل هذا الخيار، على حد تعبيره.
- وقال بن زكري ردا على سؤال يتعلق باقتناع الفاف بفشل الخيار المحلي “انجازات كرة القدم الجزائرية تحققت مع المحليين، مع كرمالي وسعدان.. لم نحقق شيئا مع المدرب الأجنبي، والمدرب المحلي “استعمروه” ويتعرض لضغوط كبيرة جدا، في حين أن المدربين الذين يملكون شخصية قوية لا يتم استدعاؤهم أبدا للإشراف على المنتخب الوطني..” قال مدرب اتحاد الجزائر السابق.
- البعض يحاول ”حرق” ورقة المدرب المحلي
- وفي سياق ذي صلة، أكد بن زكري أن بعض الأطراف تسعى للإنقاص من قيمة المدرب المحلي والتقليل من شأنه رغم أنه كان دائما في خدمة كرة القدم الجزائرية، وقال ضيف “الشروق”: “البعض يحاول حرق ورقة المدرب المحلي، لكن ذلك لن يحدث، لأن المدرب المحلي أثبت عبر تاريخ الجزائر الكروي أنه كان دائما وراء إنجازات الكرة الجزائرية”.
- كوت ديفوار خسرت أمام الجزائر بسبب حاليودزيتش
- من جهة أخرى اعتبر بن زكري خيار المدرب الأجنبي بمثابة حل مؤقت فقط، مستغربا في السياق ذاته الحديث عن جلب المدرب وحيد حاليلودزيتش رغم أن سيرته الذاتية ليست في المستوى، “حاليلودزيتش ليس مدربا كبيرا.. لقد كان مهاجما كبيرا في نانت فقط.. فلا تنسوا أن كوت ديفوار خسرت أمام الجزائر في كأس إفريقيا بأنغولا بسببه، لقد شاهدت المباراة وحاليلودزيتش ارتكب أخطاء تكتيكية سمحت لنا بالفوز، فكيف سيكون مدربا لمنتخبنا إذن..؟”.
- قال إن سياسة الاعتماد على المحترفين ستدمر الكرة الجزائرية
- بن زكري: لا يمكن بناء منتخب بلاعبين غير معروفين أعطيناهم أكثر من حقهم
- أكد نور بن زكري أن السياسة الحالية للاتحاد الجزائري لكرة القدم، المتضمنة الاعتماد المطلق على اللاعبين المحترفين ستدمر كرة القدم الجزائرية، مضيفا أن إقصاء اللاعب المحلي من المنتخب الوطني لن يخدم البطولة واللاعب في حد ذاته، خاصة بعد أن فقد المحليون الثقة في أنفسهم، “السياسة الحالية وإقصاء اللاعبين المحليين ستدمر كرة القدم الجزائرية، لأن فقدان الثقة في المحليين ستترتب عنه عدة أشياء أبرزها هجرة الملاعب، ولا يمكن ممارسة كرة القدم بدون جمهور..” قال بن زكري، الذي اعترف أن هناك عدة لاعبين محليين قادرون على اللعب في المنتخب الوطني، ذاكر على سبيل المثال لموشية، حشود وجديات.
- إلى ذلك اعترف مدرب ///شبيبة القبائل السابق/// باستحالة تكوين منتخب كبير بلاعبين غير معروفين، في إشارة ضمنية إلى اللاعبين المحترفين، “لا يمكن تكوين لاعبين منتخب كبير بلاعبين غير معروفين، لقد أعطينا اللاعبين الحاليين أكثر من حقهم، وهذا ما تسبب في التراجع الذي حدث بعد المونديال.. لأنهم لاعبون عاديون لم يقدروا على تحمل الضغط..” صرح بن زكري، الذي أكد أن استعادة اللاعبين للثقة في إمكاناتهم لن تمر عبر عودة الثقة في المدرب المحلي.