نصر حسين داي يحقق الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى
”المدرسة “ تعود.. وتسترجع مكانتها ضمن حظيرة الكبار
بتشكيلة شابة لا يتجاوز معدل سن لاعبيها 22 سنة، وفي انعدام الإمكانيات أو أي دعم مالي، تمكنت “المدرسة” كما يحلو لأبناء حسين داي وصف فريقهم المحبوب، تحقيق الصعود والعودة بسرعة إلى حظيرة الرابطة المحترفة الأولى، بعد موسم واحد فقط قضته في الرابطة الثانية، وهذا أمام دهشة جميع منافسيها.
- نجاح شبان نصر حسين داي في الإختبارات وحصولهم على شهادة الصعود بدرجة جيد جدا، جاء بعد موسم شاق، عرف فيه الفريق مرحلتين، اتسمت الأولى بالتذبذب وتسجيل العديد من التعثرات داخل قواعده، ليعود بعدها بقوة خلال الشطر الثاني من البطولة ويبدأ رحلته بنجاح نحو الصعود، خاصة بعد مجيء المدرب القدير مصطفى هدان الذي تولى قيادة النصريين رفقة طاقم فني شاب، وتمكن بهدوء وثقة من مرافقة الفريق إلى بر الأمان.
- بداية موسم متذبذبة وإنعدام الأموال ومشاكل بالجملة
- لم يكن نصر حسين داي هذا الموسم من بين الفرق المرشحة للصعود أو لعب الأدوار الأولى في بطولة الرابطة المحترفة الثانية، وهذا بالنظر إلى المشاكل الكثيرة التي كان يتخبط فيها، وهي نفس المشاكل التي كانت تسببت في سقوطه من القسم الأول، أهمها إنعدام الأموال وعزوف الممولين عن مساعدة الفريق.
- ولم تتوقف متاعب النصرية في انعدام الأموال، حيث زاد رفض الرابطة إعتماد ملعب زيوي من هموم النصرية، التي افتقدت للإستقرار من هذا الجانب، وأجبر الفريق على استقبال ضيوفه في خمسة ملاعب مختلفة، إلا أن ذلك زاد اللاعبين إصرارا على رفع التحدي بعد ما شعروا بنوع من “الحڤرة”.
- هدان يعيد الروح إلى التشكيلة
- ولا يختلف إثنان في حسين داي، على أن قدوم المدرب مصطفى هدان كان بمثابة المنعرج في مسيرة النصرية لتحقيق الصعود، حيث تمكن من إعادة الهدوء والإستقرار المفقودين للتشكيلة الشابة، التي كانت بحاجة إلى مدرب محنك يعرف من أين تؤكل الكتف.
- الفريق يدخل مرحلة العودة بقوة
- و لحسن حظ أبناء حسين داي، أن مجيء هدان تزامن مع فترة توقف البطولة، وهي الفرصة التي استغلها هدان من أجل شحن بطاريات لاعبيه وإعادة تنظيم صفوف كتيبته، وهو ما مكنه من دخول مرحلة العودة بقوة، وتسجيل سلسلة من الإنتصارت المتتالية، بداية من بتحقيق الفوز في قسنطينة على حساب المولودية المحلية، ثم عودته غانما بعد ذلك من بسكرة، وإلى غاية فوزه على شباب تيموشنت الذي ضمن له الصعود رسميا برصيد 51 نقطة، 14 إنتصارا، 9 تعادلات و6 إنهزامات.
- فرحة الصعود لن تكتمل إلا بإطلاق سراح المناصرين المحبوسين
- وبالرغم من تحقيقه الصعود، يجمع أبناء حسين داي بأن فرحتهم لن تكتمل إلا بعد إطلاق سراح جميع المناصرين المحبوسين، الذي اعتقلوا عقب الأحداث التي عرفتها مباراة النصرية أمام رائد القبة. من جهتهم أهدى اللاعبون تتويجهم بالصعود إلى جميع المناصرين المسجونين، كما تمنوا إطلاق سراحهم في أقرب الآجال.
- مصطفى هدان: ”اللاعبون كانوا رجالا وحققوا الصعود”
- أكد مدرب نصر حسين داي، مصطفى هدان أن الفضل في تحقيق النصرية للصعود يعود بالدرجة الأولى إلى اللاعبين، الذين وصفهم بـ”الرجال”، معتبرا أن ذلك لم يكن أبدا هدفا مسطرا للفريق بعد مجيئه على رأس العارضة الفنية.
- بداية، ماذا يمكن أن تقول لنا عن صعود الفريق إلى حظيرة الرابطة المحترفة الأولى؟
- أول شيء أريد التأكيد عليه، هو شكر اللاعبين الذين كانوا رجالا معي، رفقة أعضاء الطاقم الفني، وهذا بالنظر إلى صبرهم ومثابرتهم في العمل رغم غياب الأموال، لقد قلت لهم أن التاريخ سيشهد بأنكم حققتم الصعود وهو أفضل من الأموال.
- يعتبر الكثير أن صعود النصرية كان مفاجأة، هل تشاطر هذا الرأي؟
- نعم، أشاطرهم الرأي على أن صعودنا كان مفاجأة، وهذا في غياب الإمكانيات والأموال، يمكن القول أننا ”طلعنا باطل”.
- وعلى ماذا كان الإتفاق مع المسيرين في بداية الأمر؟
- الإتفاق مع المسيرين كان على ضمان البقاء ضمن الرابطة الثانية، والعمل على تحضير الفريق للصعود على مدى سنتين أو ثلاث سنوات، ولكن الحمد لله بفضل الجدية، العمل وإرادة اللاعبين حققنا ما لم يكن في الحسبان.
- حسابيا متى بدأتم تشعرون بأن الصعود أصبح ممكنا؟
- على العموم الصعود بالنسبة لنا ترسم خلال الشطر الثاني من البطولة، وبالضبط بعد تمكننا من تسجيل سلسلة إنتصارات متتالية، حوالي خمسة لقاءات، أظن أنها كانت بمثابة المنعرج بالنسبة لنا، خاصة بعد عودتنا بالفوز من قسنطينة على حساب المولودية، حيث تأكدنا بعدها أننا قادرون على تحقيق الصعود، وهي الإنتصارات التي حصدنا فيها 15 نقطة من أصل 18 ممكنة، وهي التي عبدت لنا الطريق بعدها لتحقيق الصعود.
- أهم مشكل عانى منه الفريق هذا الموسم كان الملعب، أليس كذلك؟
- قضية الملعب كانت إحدى أهم المشاكل التي عرفها الفريق هذا الموسم، لقد لعبنا في 5 ملاعب مختلفة في العاصمة، وكنا في كل أسبوع نستقبل ضيوفنا في ملعب مغاير، أظن أن عامل عدم اللعب داخل قواعدنا أثر إيجابيا على اللاعبين، وهذا من أجل بذل مجهودات إضافية في كل مباراة. من جهتي وبحكم تجربتي أحاول دائما التعامل بإيجابية مع جميع المواقف والمشاكل.
- إضافة لمشكل الملعب، فإن غياب الأموال والمحفزات مسألة أخرى سببت الكثير من المشاكل وكادت أن تقضي على حلم الصعود؟
- مثلما سبق وصرحت، الفريق حقق الصعود مجانا، ومازال لحد الآن يعاني من الأزمة المالية التي ينبغي على المسيرين أن يجدوا لها حلا سريعا وإلا فإن الفريق لن يذهب بعيدا، فلا يعقل أن يبقى ثلاثة أشخاص فقط يسيرون الفريق من أموالهم الخاصة، ويتعلق الأمر برئيس الفريق مانع ورئيس الفرع بوضرواية إلى جانب ولد زميرلي، الذين يعود لهم فضل كبير في صعود النصرية إلى الرابطة الأولى.
- هل بدأ هدان يفكر في كيفية التحضير للموسم القادم؟
- لا، هذا الأمر سابق لأوانه، بعد الجولة الأخيرة ونهاية الموسم، من المفروض أن يكون هناك إجتماع مع إدارة الفريق للإتفاق أولا على المستحقات السابقة، ثم بعد ذلك نتحدث عن الموسم القادم الذي سيكون جد صعب على الفريق، من جهتي فإن الأولوية تبقى للنصرية.
- كريم زاوي (مساعد المدرب) ”صعودنا كان معجزة”
- اعتبر كريم زاوي، مساعد المدرب هدان أن صعود النصرية إلى حظيرة الرابطة المحترفة الأولى كان بمثابة المعجزة الحقيقية التي تحققت، وهذا بالنظر إلى الظروف التي عاشها الفريق منذ انطلاق الموسم، وعلى رأسها انعدام الإمكانيات.
- وفي هذا الخصوص، أشاد زاوي بالدور الكبير والأساسي الذي لعبه الثلاثي سفيان بوضرواية، ولد زميرلي ورئيس الفريق مانع قنفود الذين كان لهم الفضل في إعادة النصرية إلى حظيرة الكبار.
- من جهة أخرى، أشار المدرب الشاب إلى الإنسجام الكبير الذي ميز عمل الطاقم الفني، خاصة مع مجيء المدرب هدان، حيث تمكن من بث الحرارة والروح القتالية لدى اللاعبين، معتبرا أن الفريق يملك مجموعة قوية ومتكاملة.
- وقال زاوي، الذي يحقق الصعود كمدرب بعدما سبق له تذوق حلاوة ذلك مع النصرية كلاعب، أنه يفتخر بتحقيق الصعود مرة أخرى مع النصرية، مؤكدا: “فرحتي بهذا الصعود لا توصف، فأنا أحد أبناء الفريق. والله قدر لي أن أحقق معه الصعود مرة ثانية كمدرب بعد ما صعدت معه كلاعب ثلاثة أقسام على التوالي من الجهوي إلى غاية القسم الأول مع المدرب مزيان إيغيل” قال زاوي الذي أضاف “سعيد جدا أنني ساهمت في إعادة البسمة إلى أنصارنا الأوفياء الذين أهدي لهم هذا الصعود وإلى جميع أفراد عائلتي والوالدين الكريمين دون أن أنسى أبناء ليفيي وأصدقائي في حي الحياة بجسر قسنطينة”.
- وعلى ذكر الأنصار، أكد زاوي أن فرحة الصعود لن تكتمل بالنسبة لجميع ابناء حسين داي وهذا إلى غاية الإفراج عن جميع المناصرين المحبوسين، وعلى رأسهم المناصر الأول فاروق بوهني.
- الحارس نتاش: ”حققنا إنجازا كبيرا”
- اعتبر الحارس عبد الرؤوف نتاش، بأن تحقيق فريقه نصر حسين داي للصعود يعد إنجازا كبيرا، وهذا بالنظر إلى الظروف الخاصة التي عرفها الفريق مع بداية الموسم، “لقد عرفنا بداية متذبذبة أثرت علينا، لكننا عرفنا كيف نسترجع الأمور ونعود بقوة” قال الحارس الأمين لأبناء حسين داي.
- في ذات النقطة، أضاف الحارس نتاش بأن الفريق عرف تغييرات كثيرة، بداية بالتشكيلة التي تضم لاعبين شبان يفتقد معظمهم للتجربة، وبالرغم من هذه العوامل، فإن إرادة اللاعبين كانت قوية للتألق وتحقيق حلم الأنصار بالعودة بسرعة إلى القسم الأول وإعادة النصرية إلى مكانتها الحقيقية، حيث تمكن الفريق من تحقيق الصعود قبل نهاية البطولة بجولتين كاملتين.
- من جهة أخرى، أكد الحارس نتاش على الدور الكبير الذي لعبه اللاعب رقم 12 في الفريق، وهم الأنصار الذين ساندوا فريقهم وتنقلوا معه أينما ذهب، كما وقفوا بجانب اللاعبين خلال الأوقات الصعبة، وكان لهم الفضل، حسب نتاش في الإنتصارات العديدة التي عاد بها الفريق خارج قواعده. “أنصارنا يعطيهم الصحة على وقوفهم بجانبنا وتشجيعهم لنا، لقد رافقونا إلى كل مكان، إنهم يستحقون أن نهدي لهم هذا الصعود” قال نتاش الذي اضاف: “لا ننسى أنصارنا المسجونين الذين ندعو الله أن يطلق سراحهم”.
- وبخصوص وجهته الموسم القادم، كشف الحارس المتألق للنصرية، بأنه لم يقرر في مستقبله الكروي، لكنه يؤكد أن الأولوية بالنسبة له ستكون لفريقه النصرية.
- حفيظ (هداف الفريق): ”أهدي الصعود لكل أبناء حسين داي”
- “أنا سعيد جدا بتحقيق الصعود مع النصرية، وهذا بعد موسم شاق تعبنا خلاله كثيرا، والحمد لله اننا حققنا في النهاية الهدف. أظن أننا تمكنا من العودة بقوة خلال الشطر الثاني من البطولة، وهذا بعد انطلاقتنا السيئة في بداية الموسم ومرحلة الذهاب عموما، حيث حصدنا أكبر عدد ممكن من النقاط خلال هذه الفترة. أهدي هذا الصعود إلى كل ابناء حسين داي وحي ليفيي، كما اتمنى إطلاق سراح جميع المناصرين المحبوسين”.
- اسماعيل ڤانا: ”أفضل مغادرة النصرية من الباب الواسع”
- كشف قائد الفريق ڤانا اسماعيل أنه قرر مغادرة فريقه نصر حسين داي، وهذا بعد ما تمكن من تحقيق الصعود معه وإعادته مجددا إلى القسم الأول. وأوضح ڤانا صاحب الـ 33 سنة انه يفضل الخروج من النصرية الآن من الباب الواسع ومغادرتها في ظروف رائعة كالتي تمر بها حاليا، على أن يجبر فيما بعد على ترك الفريق في ظروف لا أحد يعرفها.
- من جهة أخرى، نفى المدافع القوي للنصرية وضع حد لمشواره الكروي، معتبرا أنه مايزال قادرا على العطاء لمواسم أخرى. وحول وجهته المستقبلية، أكد ڤانا أنه سيترك ذلك إلى المكتوب، مؤكدا عدم اتخاذ أي قرار في هذا الشأن.
- صالح كمال (مدرب الحراس): ”تعبنا كثيرا من أجل هذا الصعود”
- قال صالح كمال، مدرب حراس المرمى أن صعود النصرية لم يكن سهلا مثلما قد يعتقد البعض، ولكنه كان صعبا ومتعبا للغاية، معتبرا بأنه كان ثمرة عمل ومجهودات جبارة من طرف اللاعبين، الذين أدوا موسما كبيرا، و ةهذا بالرغم من انعدام الإمكانيات والتحفيزات.
- وأبدى المدرب رضاه الكامل على حارسه رؤوف نتاش على المردود الذي قدمه طيلة الموسم، ومساهمته الكبيرة في تحقيق الصعود. وفي هذا الصدد، أكد صالح كمال: “بالنسبة لي، فإن الحارس نتاش بمثابة 70 بالمائة من الفريق، لقد كان في المستوى، خاصة في اللقاءات الهامة”، ليضيف: “أشكر اللاعبين على مجهوداتهم وصبرهم معنا” قال صالح كمال.
-