"الثورات العربية مجرد تقليد، ومسلسلات رمضان مضيعة للوقت"
”جباري أحسن رئيس عملت معه، ولا زلت متأسفا على عدم احترافي في مونبلييه”
فتح لاعب الفريق الوطني ومولودية وهران سابقا حدو مولاي قلبه لـ “الشروق” وتحدث من خلال هذا الحوار عن العديد من الأمور التي تتعلق بيومياته وكذا القضايا السياسية الراهنة، بالإضافة إلى العديد من الجوانب الفنية والدينية التي يحبها حدو مولاي أو يمارسها بصفة دائمة.
- - نحن الآن في موسم الاصطياف والجميع شد الرحال نحو الشواطئ، كيف يقضي حدو عطلته الصيفية؟
- * في الحقيقة أنا متعود على قضاء عطلتي الصيفية بشكل جد عادي مثلما يفعل جميع الوهرانيين، فأتنقل رفقة عائلتي إلى الشواطئ للهروب من الحرارة الفصلية المرتفعة وقضاء أوقات مميزة رفقة أبنائي، وهذا بالنسبة لي أفضل ما في هذا الفصل، إلا أنني بعد يومين سأتجه لقضاء باقي مدة العطلة خارج الوطن على أن أعود قبل حلول شهر رمضان الذي لا يفصلنا عنه سوى أيام قليلة.
- - على ذكر شهر رمضان، ما هي أهم المحطات التي تميز أيامك في هذا الشهر الكريم؟
- * شهر رمضان يجعلني مرتاحا للغاية، فهو بحلوله ينشر نكهة خاصة قلما تجدها في سائر شهور السنة، وأنا متشوق فعلا لقدومه، أما عن أيامي في رمضان فمن طبيعتي أن لا استيقظ باكرا إلا بحلول منتصف النهار، وبعدها أحب التواجد في المسجد لأداء صلاة الظهر ثم أتوجه إلى البيت مرة أخرى وأبقى مع أطفالي إلى غاية الساعة الخامسة مساء أين اخرج للقاء الأصدقاء وشراء بعض الحلويات والمقبلات، وبعد الإفطار لدي في كل مرة برنامج خاص، فمرة أفضل البقاء في البيت مع الوالدين الكريمين وأخي وأطفالي، وفي بعض الأحيان نخرج لنتنزه قليلا ونروح عن أنفسنا، كما أن للأصدقاء أيضا نصيبا من الوقت، فسهرات الأحباب جميلة جدا وأحرص على التواجد فيها بصفة دائمة طبعا بعد قضاء صلاة التراويح.
- - لكن هناك من يقضي معظم الأوقات أمام شاشة التلفزيون لمتابعة أهم الأعمال الدرامية، هل أنت ممن يحبون متابعة المسلسلات؟
- * بصراحة أنا لا أشاهد التلفزيون في رمضان عادة، ولا أتابع أي عمل درامي مهما كان وزنه، واهتمام المشاهدين به، لكل عاداته وطباعه، وبالنسبة لي متابعة المسلسلات مجرد عبث لا غير، ومن الأفضل استثمار الوقت إما في العبادة والتقرب إلى الله أو استغلال اللحظات و”اللمة” العائلية إلى أقصى الدرجات، لأن الأيام تمضي وقد لا تعود حسب اعتقادي.
- - تشهد المنطقة العربية ثورات متتالية، خاصة بعد سقوط نظام بن علي، ما رأيك في هذه التحركات التي يشهدها العالم العربي؟
- * في اعتقادي الخاص، باستثناء تونس التي صنعت ثورة حقيقية قائمة على أسس صحيحة، باقي الثورات التي تلتها تصنف في خانة التقليد لا غير، ما نشاهده من فوضى خير دليل، فحسب معرفتي فإن الثورات تصنع التغيير ولا تخلق الفوضى مثلما نشاهده يوميا في سوريا واليمن ومصر وغيرها من الأقطار العربية، وهذا من وجهة نظري افرغ الكثير من الثورات الشعبية من محتواها وأهدافها، فالتكسير والقتل وتدمير بلد بأكمله لأجل التغيير وفقط لا يجلب إلا الضعف للأمة العربية.
- - نأخذ ليبيا كمثال، لو كنت رئيسا للجمهورية وطلب منك التدخل لإيجاد حل للأزمة الليبية، ماذا كنت ستفعل؟
- * إنه أمر صعب للغاية، فليبيا بلد شقيق وأمنه هو من أمن الجزائر، ولكن لو كنت رئيسا للجمهورية لتوسطت بكل ما أتيت من قوة لإحلال السلام بين أبناء الشعب الواحد، فحسب رأيي فإن التوصل لاتفاق بين القذافي والمعارضة لبناء جماهيرية ليبية أقوى من السابق وفق منظور وقوانين جديدة هي أفضل طريقة لإنهاء النزاع.
- - لو عاد بك الزمن إلى الوراء قليلا، ما هو الشيء الذي تأسفت وتريد تحقيقه؟
- * لم أتأسف كثيرا على حياتي السابقة، والشيء الوحيد الذي لا زال يحز في نفسي هو أنني لم أخض تجربة احترافية رغم أن كل أبواب الاحتراف كانت مفتوحة في وجهي من لوهافر إلى مرسيليا وكذا مونبلييه، هذا الأخير كنت سأوقع له بنسبة 99 بالمائة، إلا أن المناجرة سامحهم الله وقفوا حائلا بيني وبين تحقيق حلم أي لاعب كرة قدم محلي، لكنني أقول إنني لم أتوقف عند هذا كثيرا وراض كل الرضا عن مشواري سواء مع الأندية التي لعبت لها أو المنتخب الوطني.
- - من خلال مشوارك الطويل في الملاعب، من هو أفضل رئيس ناد تعاملت معه؟
- * كلهم كانوا في المستوى، سواء جباري أو بليمام رحمه الله وكذا عليق فلم أواجه معهم أي مشاكل تذكر، وفضلهم علي كبير لكن أحسنهم كان جباري، فرغم اعتقاد البعض بأن جباري سبب مشاكل الفريق فإنه قدم الكثير للمولودية، وكنت مقربا جدا منه، فلهذا أحس بأنه الأفضل على الإطلاق.
- - تم تعيين حاليلوزيتش بدل بن شيخة لتدريب الخضر، ماذا كنت ستختار لو كنت مكان روراوة؟
- * من بين الذين وضعوا سيرهم الذاتية لدى الفاف، كنت سأختار حاليلوزيتش أيضا، فبطاقته الفنية غنية وكنت من المعجبين به لما كان مدربا في فرنسا واستطاع بفضل ذكائه وكفاءته في قيادة باريس سان جيرمان بكل اقتدار، وتمكن من صنع فريق قوي خلال فترة إشرافه على ليل، وأعتقد أن الاختيار كان صائبا.