الجزائر
توفر‭ ‬يوميا‭ ‬وجبات‭ ‬للمعوزين‭ ‬وعابري‭ ‬السبيل

‮”‬كباريهات‮”‬‭ ‬تطلّق‭ ‬سهرات‭ ‬المجون‭ ‬وتتحوّل‭ ‬إلى‭ ‬مطاعم‭ ‬إفطار‭ ‬بوهران‭ !‬؟

الشروق أونلاين
  • 23624
  • 52

استعاضت بعض الملاهي الليلية المنتشرة عبر مدينة عين الترك الساحلية في وهران خلال شهر رمضان، عن إحياء سهرات المجون، التي لا تخلو من الخمر و”التبراح”…، والتحقت بركب الجمعيات الخيرية التي دأبت على إفطار الصائمين، حيث باتت توفر يوميا وجبات للعائلات المعوزة وعابري‭ ‬السبيل،‭ ‬الذين‭ ‬تقطعت‭ ‬بهم‭ ‬السبل‭ ‬ولم‭ ‬يجدوا‭ ‬من‭ ‬مكان‭ ‬يلجؤون‭ ‬إليه‭ ‬لتناول‭ ‬الإفطار‭.‬

الكباريهات المنتشرة عبر مدينة عين الترك التي كانت تنظم سهرات صاخبة في أيام الفطر يحييها بعض مغنيي الراي ولا تخلو من “التبراح” تحولت من النقيض إلى النقيض، فقد كفّ أصحابها مؤقتا عن اللهث وراء زبائن يدفعون دون حساب، وأداروا البوصلة نحو الأعمال الخيرية، من خلال تلك المطاعم التي هيؤوها خصيصا لتحضير وجبات للصائمين الذين يعانون من حياة الفاقة، ولم يستطيعوا تأمين مصاريف الشهر الفضيل، وأولئك المسافرين والعمال الوافدين من ولايات أخرى الذين لم يكتب لهم الصيام مع الأهل…كلهم يتدفقون يوميا على ملاه ليلية تنشط بكل من حي كافلكون وتروفيل.. ظل اسمها مرتبط بإحياء السهرات والليالي “الملاح”، فالطاولات التي كانت أنواع الخمور سيدتها أضحت تقدم أطباق الحريرة والزيتون ولا تخلو من المقبلات وعلى رأسها الشامية والزلابية…يجتمع حولها معوزون يكابدون ظروف عيش مزرية جعلتهم يقصدون مثل هذه الأماكن التي لم ولن يتسن لهم دخولها في أيام الفطر، ليظفروا بوجبات ساخنة لهم ولذويهم. الملاهي الليلية وحتى تلك الفنادق المشبوهة التي اشتكى مجاوروها من تشجيعها للرذيلة من خلال إيوائها للخلان  جمعت بين المتناقضات، فمن نشاط يوفر سهرات المجون و”التبراح” والخمر في أيام الفطر إلى مطاعم تؤدي وظيفة خيرية خلال الشهر الفضيل، ولكن مع ذلك باتت تستقطب معوزين ولوا وجوههم شطرها بعدما أهدرت كرامتهم ومسح بها الأرض أثناء رحلة البحث عن قفة رمضان في البلديات التي لم توزعها على مستحقيها، وفي أحيان كثيرة لم تكف الحصص الممنوحة لها أمام الكم الهائل من الطلبات…ووصل الاحتجاج على حرمانهم منها إلى حد إشهار السيوف والخناجر بالقطاع الحضري بوعمامة بوهران في مشهد يصور ضنك العيش لدى كثير من العائلات، وإذا كان بعض المواطنين استحسنوا في اتصالهم بالشروق إقدام الكباريهات على تحضير وجبات للفقراء والمساكين في شهر الصيام، فإنه ينبغي التنويه، بأن مثل هذه الأعمال ترتبط فقط بالمناسباتية، في حين تعود “ريما” إلى عادتها القديمة مع حلول عيد الفطر، وهناك بعض الملاهي ما تزال تحيي السهرات الصاخبة في ليالي رمضان، وتجمع زبائنها  على جلسات شاي مصحوبة بالشامية‭ ‬والزلابية‭ ‬بدل‭ ‬الخمور‭.‬

 

 

مقالات ذات صلة