الرأي

200 دينار في النار!

عمار يزلي
  • 2937
  • 7

لست أدري كيف سيكون الحال في نهاية 2015 ـ ونحن لازلنا في البداية ـ مع مشكلة النفط وانهيار سوق العملة الوطنية والعمايل غير الوطنية في حق الاقتصاد والشعب والدين والأخلاق والناس!: تصوروا أننا لم نتمكن لحد الآن من تبديل ورقة 200 دينار (التي تكاد تعقل على ثورة الزعاطشة!)، ولم نتمكن حتى من تسيير مرحلة سحبها من التداول (بسبب عدم قابليتها للتداول فما بالك بالتدويل!).الباعة والتجار يقاطعونها، والأفراد أيضا لا يقبلون بها، والوزارات المعنية تصر على أن التاجر الذي لا يقبل بها، يحاكم! وهي من أحق أن تحاكم! دولة لا تعرف كيف تسير أزمة ورقة، كيف لها أن تعرف كيفية تسيير أوراق الأزمة..؟!.التجار يقولون إن البريد يرفض هذه الأوراق (والبريد، بريد جزائري..على الورق!)، وآخرون يقولون إن البنك هو الآخر يرفضها وإن عليكم الذهاب بها إلى البنك المركزي، والبنك المركزي لا يقبل إلا الكميات الكبيرة! ولهذا، فالمقاطعة وعدم التعامل بها، هي أحسن سبيل، مادام أن الدولة لم تأخذ قرارا بسحبها بإعطاء الأمر لمؤسساتها المالية كلها بقبولها ولو كانت ورقة واحدة!

وجدت نفسي إزاء هذا الأمر الهين والمهين، أنام، ليتني ما عدت إلى أرض الوطن بعده، وسافرت من تمة لهيه!:وجدت نفسي في سويسرا، وقد أخرجت من جيبي كومة من أوراق مالية من فئة 200 دينار! “قشور الحوت وريحته تعطعط منها! باين أن آخر متداول كان بائع سمك!” عندما أخرجتها لأدفع ثمن وجبة خفيفة بالسردين، رأيت الناس يخرجون ويتركون طاولاتهم كأنهم شموا رائحةالسبردين“! النساء فتحن أفواههن وأغلقن أنوفهن! والنادل أغلق منخاريه وهويخربفي الأوراق ويتفحصها كباحث في القمامة! كان يبحث فيما يبدو عن ورقة أورو أو حتى عن عملة صعبة أجنبية أو ورقة بالفرنك السويسري، خاصة أنه عرف أني لست سويسريا، بل سائحا من القرن الماضي! قلت له بالفرنسية بأني لا أملك عملة صعبة وأن هذه الكومة التي يمكن حملها في بورسة كبيرة، تعادل ثمن الوجبة، رفض أن يقبلها، قلت له: حتى أنتم هنا ترفضون ورقةالفامبيل؟.لم يفهم! بل أنا الذي لم أفهم! بدا لي وكأني في وهران. قلت له: “تقبلها بالسيف على أمك! وإلا راني نفوت جدك الراسة نتاع بوك في الشرع وتخلص الخطية والحبس سورسي، ويبلعولك البوتيكة شهر ونص، المطعم فرغ من الزبائن بسبب رائحة السمك، حتى صاحب المحل، خرجيستعون قليلافقط أنا الذي بقيت طويلا.. قبل أن أخرج سريعا عندما وصلت سيارة المطافئ والإسعاف..مسرعة تلبية لطلب نجدة.

نظرت للأمير على ورقة واحدة، فوجدته قد أغلق منخاريه هو الآخر ويبكي..

لم أفقدخت.. 

مقالات ذات صلة