جواهر
مدونات

21 يوم حول مصر

إسراء أبو زيد
  • 549
  • 5
ح.م

اسمى إسراء أبو زيد كاتبة مصرية من محافظة كفر الشيخ وهي من محافظات شمال مصر، تم اختياري يوما ما لأكون مشاركة ضمن برنامج نظمه الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية، بعنوان «شمال وجنوب».

23/2/2015

تاريخ التدوين الساعة 9 صباحا متجهين للقاهرة من الإسكندرية

البداية..

أجلس بغرفتي بتاريخ 14 يناير 2015 الأربعاء الواحدة ظهرا، أتابع عملي كصحفية بموقع بوابة المرأة المصرية التابع للمجلس القومي للمرأة.. أمام الحاسوب الشخصي أجري حوارا خاصا مع الرائد أحمد العماوي المدير الإعلامي بمديريه أمن كفر الشيخ آنذاك، إلا أن قاطعنا جرس هاتفي. فأجبت أخذتني المكالمة لعالم آخر..

كان المتحدث حينها هو الأستاذ محمود الصغير من فريق برنامج شمال وجنوب يبلغني خبر اختياري ببرنامج مدته 21 يوم حول مصر من الشمال إلى الجنوب..

تحمست وارتعبت أفكاري قليلا.. كيف سأغيب عن أمي و إخوتي كل هذه المدة.. استأذنته أن يدع لي فرصه للتفكير وسأبلغه بردى لاحقا.. وعلى الرغم من إنها رحلة العمر إلا أني قررت ألا أشارك!

أبلغت أمي فشجعتني كثيرا وكذلك إخوتى، فأصبح حديث عقلي لم لا؟؟

اتصلت به مرة أخرى وأخبرته بموافقتي.. هناك عقد اتفاق بيننا سيرسله لي لأمضيه حيث أنهم يريدون الالتزام من الجميع.

وطلبت منه أن يرسل لي خطاب للكلية حيث كنت أنذاك أدرس بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية وكنت أيضا أدرس بمؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية.

كم ستربك هذه الرحلة جدول أيامي.. وماذا عن عملي الآخر بموقع المرأة المصرية أعتقد أني سأتدبر أمره.

*******

أصبحت عصبية بدون أسباب واضحة.. كيف سأتدبر أمري بعيدا عن أمي؟ كيف سأتغيب عن بيتي وإخوتي؟؟

الاستعداد للرحلة كان مرهقا وطويل.. عملت على إنهاء كل أعمالي قبل السفر وكأني لن أعود مرة أخرى.. لا أدري سبب هذا الشعور.

كان لي الكثير من التعليقات حول العقد الخاص بهم ولم نكن متفاهمين وكذلك تأخر خطاب الجامعة.

ولأسباب أجهلها تلقيت اتصالا هاتفيا من الأستاذة شروق مسؤولة أخرى بالبرنامج تنبهني إلى أن الأستاذ محمود الصغير يشتكي مني لكثرة الضغوط عليه من الآخرين فلست وحدي من يهتمون بأمرها!

كنت بهذه الساعة أستخرج بطاقتي الشخصية من مبنى مديرية الأمن.. فأخبرتها بكل بساطة بأني لا أريد المشاركة بهذا البرنامج، ولكن كان للأستاذة شروق رأي آخر: لماذا لم تخبرينا قبل ذلك؟ أصبح لا وقت لدينا لذلك وعلى الجميع الالتزام . يبدوا أنها رحله لن تكون طيبة ولكني نظرت للجانب المشرق أنها 21 يوم حول مصر من شمالها وجنوبها.

وانتهت المكالمة.. واشكرها أنها لم تستجب لرغبتي..

مرت الأيام أسرع مما تخيلت.

*******

ظهر الخميس 19 فبراير 2015

حقيقة ولا أخجل من ذكر ذلك، لم يكن معي أي نقود للرحلة ولا حتى مواصلاتي للإسكندرية وكنت أفكر بعدم السفر، وفجأة هاتفني أحدهم راجيا أن أذهب مكانه لمحاضرة تنموية بنقابة المهندسين فورا مقابل 200 جنية، ولم أكن مستعدة لكني ذهبت، وحصلت على الـ 200 جنية المنشودة وظلت هي كل ما أملك من نقود على مدار الـ21 يوما.

*******

ليله 19 من شتاء فبراير 2015 القارس، يوم الخميس تحديدا.. لم تغفو جفوني لحظة.. الحماس والقلق والخوف ولم أكف عن التفكير أيضا، ولم أحصل على نومة كافية حقيقية حتى عدت لمنزلي وغرفتي وسريري مرة أخرى.

يتُبع …

مقالات ذات صلة