الجزائر
تأخيرات متكررة وغير مبررة والزبائن متذمرون من "الجوية الجزائرية"

3 طائرات في الصيانة.. و15 طيارا يهربون إلى شركة طيران خليجية

الشروق أونلاين
  • 11519
  • 44
الأرشيف

بلغت الأوضاع بالخطوط الجوية الجزائرية درجة التعفن، وأصبحت الاستثناءات عادة، بعد أن دأبت الشركة يوميا على تأخير الرحلات في كل مرة لساعات تتجاوز في بعض الحالات عشر ساعات أو أكثر وتصل إلى يوم كامل في أحيان أخرى، دون أن تحرك إدارة الشركة ساكنا.

ووقفتالشروقعلى عدة عمليات تأخير، آخرها كانت أمس الأول في رحلة غرونوبلقسنطينة، إذ تأخرت لأربع ساعات كاملة، حيث كانت مبرمجة في حدود الساعة السادسة مساء غير أنها تأخرت إلى غاية الساعة الحادية عشرة ليلا، وتأخر وصول الأمتعة لمدة ساعة كاملة، ما خلف انزعاجا واستنكارا لدى الجزائريين الذين كانوا قادمين إلى أرض الوطن لقضاء احتفالية المولد النبوي الشريف رفقة أفراد العائلة، وقبلها ويوم الخميس حيث قضى المعتمرون المتوجهون إلى البقاع المقدسة عشر ساعات كاملة في مطار الحجاج في انتظار الطائرة التي لم تحط بأرضية المطار سوى في حدود الساعة التاسعة ليلا، وكان من المفروض أن يطيروا إلى البقاع المقدسة في حدود الساعة الثالثة مساء، وتسبب تأخير رحلة آخر فوج مبرمج لذات اليوم لأكثر من 12 ساعة مع الخطوط الجوية السعودية إلى ملاسنات وإغماءات وسط المعتمرين الذين عاشوا الأمرين وتحول حلم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم إلى كابوس صنعه التأخير، وكان من المفروض وفي إطار التسيير العقلاني تحويل ركاب العاشرة ليلا في انتظار توفير الطائرة خصوصا وأن الأمر يتعلق بكبار السن والمرضى الذين لم يتحملوا مشقة الانتظار، غير أن ذلك لم يتم لا من قبل المساعدين ممثلين في مستخدمي الجوية الجزائرية ولا من قبل الخطوط السعودية بصفتها المسؤولة عن تأخر الرحلة. 

الشأن ذاته حدث مع زبائن الجوية الجزائرية على الخطوط الداخلية الذين دفعهم التأخير المصحوب بلامبالاة المسيرين إلى ضرب بعض العاملين بالمطار الداخلي، قبل أسبوع، عندما قرر الطيارون إلغاء الرحلات عشوائيا لانتظار جثامين زملائهم من الذين قضوا في سقوط الطائرة الإسبانية المؤجرة للجوية الجزائرية، حيث تركوا العمل والتحقوا جميعا بالمطار لانتظار الجثامين، ضاربين بمصالح الزبائن ووقتهم عرض الحائط وكأن الأمر يتعلق بملكية خاصة ومزية يقدمونها لمن يرغب في التعامل مع هذه الشركة

وقبلها وفي رحلة من العاصمة التونسية نحو الجزائر عرفت الرحلة تأخرا دام ساعتين في رحلتها التي كانت مبرمجة يوم الأحد المنصرم في حدود الساعة السادسة مساء والتي لم تنطلق إلا بعد الثامنة، والأسوأ من ذلك أنه ولدى وصول الركاب إلى أرض الوطن تأخر الهبوط لأكثر من عشرين دقيقة في الطائرة، وتأخر وصول الحافلة معه، وبعده تأخر الحصول على الأمتعة لأكثر من 20 دقيقة.

وعزت مصادر مسؤولة بالخطوط الجوية الجزائرية أسباب التأخير، إلى النقص في عدد الطائرات، فيما تشير معلومات موثوقة إلى وجود ثلاث طائرات في الصيانة، غير أن ذلك لا يمكن أن يؤثر حسب مصادرنا على الرحلات بشكل مباشر ذلك أن الشركة تتوفر على أسطول يضمن هذه الرحلات وإلا لما تمت البرمجة، وتعتقد بأن الحديث عن الأسطول المرتقب استلامه والمتمثل في 16 طائرة لن يقضي على هذه التأخيرات ما لم تغير الشركة سياستها التسييرية التي ما فتئت تنزل بالشركة إلى الحضيض وتضع سمعة البلاد على المحك، خصوصا بعد الفضائح التي سجلت على الصعيد الدولي وكانت آخرها تلك التي اضطرت السلطات البلجيكية إلى الحجز على طائرة للشركة الوطنية بسبب دين مستحق عليها يعود إلى عام 2008، وقبلها خروج عدة طائرات عن المضمار واصطدام أخرى بالسلالم، وغيرها من المشاكل التي سجلتها الشركة.

وأدى التسيير العشوائي للشركة إلىهروب” 15 طيارا نحو شركة خاصة من الخليج، حيث تم إغراؤهم برواتب مهمة وامتيازات لا توفرها هذه الأخيرة. وإن كان وزير القطاع عمار غول، قد أعلن في وقت سابق عن فتح تحقيق في التسيير واتخاذ قرارات بالجملة تسير في إطار تحسين وضعية الشركة، غير أن الأمر مازال على حاله بل وازداد سوءا، خلال الفترة الأخيرة.

مقالات ذات صلة