-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

4 أمثلة عن نفاق السياسة الغربية!!!

4 أمثلة عن نفاق السياسة الغربية!!!

يبدو أن السياسة الدولية لم تمر بفترة عصيبة كالتي تمر بها اليوم. ليس من السهل معرفة الصديق من العدو، وليس من السهل ربط سياسة طويلة المدى مع هذا أو ذاك. التسارع في التبدل متزايد باستمرار، وحقيقة المواقف قليلا ما نُدركها. وإليكم بعض الأمثلة:

المثال الأول: يقرر الاتحاد الأوروبي الحزمة بعد الحزمة من العقوبات تجاه روسيا زادت عن الثمانية إلى اليوم. ومع ذلك يقر الخميس الماضي ما سماه آلية جديدة “لا تمنع دول الاتحاد من استيراد الغاز الروسي”،( ممثل عن المفوضية الأوروبية نوفوستي)، وفي ذات الوقت تقبل فرنسا إرسال روسيا يوم  2 نوفمبر الماضي نحو ميناء مرسيليا أكبر مغناطيس في العالم  بقطر 9 أمتار ووزن 200 طنا ضروري لتشغيل مفاعلها النووي من نوع  (توكاماك) بمنطقة “سان بول لي دورانس” ضمن  البرنامج الدولي المعروف بـITER (المفاعل الحراري الدولي التجريبي) الذي يهدف إلى إنتاج الطاقة من خلال الانصهار الهيدروجيني كقرص الشمس. وهي الطاقة البديلة التي تسعى فرنسا والاتحاد الأوروبي لتعويض الغاز الطبيعي الروسي بها!!

المثال الثاني: تعترف الولايات المتحدة بوجود جمهورية واحدة للصين هي جمهورية الصين الشعبية من ضمنها تايوان، وفي ذات الوقت تدعم هذه الأخيرة بالسلاح والعتاد والموقف السياسي مدعية أن ليس في ذلك تناقضا مع موقفها مع الصين الواحدة، وتُسَمِّي هذا الموقف بالغموض الاستراتيجي؟!!

المثال الثالث: تعتبر الولايات المتحدة تركيا أحد الأعضاء البارزين في حلف الناتو، باعتبارها قاعدة عسكرية متقدمة باتجاه خصمها الروسي وفي ذات الوقت تدعم الجماعات المسلحة المناهضة لتركيا بالسلاح واللوجستيك اللازم لمواجهة الجيش التركي وإحداث مزيد من الاضطرابات جنوب هذا البلد، فضلا عن دعمها غير المباشر والذي أصبح اليوم معروفا للجماعات الإرهابية بالمنطقة لزعزعة كل من إيران والعراق وسورية والاستمرار في سرقة نفط المنطقة دون أي رقيب.

المثال الرابع: يدعي الاتحاد الأوروبي عدم التعامل مع ما يعتبره أنظمة غير ديمقراطية، وعندما يتعلق الأمر بمصالِحه يتغاضى عن ذلك، بل ويتراجع عن دعم حلفائه التقليديين. المثال الحي هو ذلك التحول المفاجئ من العداء لأذربيجان وتأييد أرمينيا إلى الاعتراف بحق أذربيجان في إقليم ناغورني كاراباخ والوَقْف النهائي للنزاع. المقابل كان أن وافقت أذربيجان على زيادة ما قد يصل مستقبلا إلى 30 بالمائة من الغاز الطبيعي الذي  تضخه نحو تركيا، ليُصبح في متناول الأوروبيين.. بين عشية وضحاها تُصبح أذربيجان دولة صديقة ولا بأس ديمقراطية أيضا.

أمثلة أربعة معروفة، وما خفي أعظم، تُبَيِّن لنا أن الصراع في العالم لم تَعُد تَحكُمه ضوابط يُمكن معرفتها. التحولات المفاجئة هي سيدة الموقف، وكل بلد إنما يسعى لتحقيق مصالحه على حدة مما يوحي بنهاية عصر التكتلات الضخمة، وبداية تفككها التدريجي. وفي المقابل، يزيد من أهمية عنصر الاعتماد على الذات وبخاصة في المجالين الغذائي والتكنولوجي. وهو الأمر الذي ينبغي علينا إدراكه ونحن نتعامل مع ثروتنا البشرية وشبابنا في المقام الأول، ثم ثرواتنا المادية المختلفة بعد ذلك مباشرة.

لا نقول لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة إنما مصالح دائمة، إنما نقول: حتى في جانب المصلحة لا مصالح دائمة إلا مع بلدك وأبناء بلدك، أما الباقي فقد يتغير في أي لحظة وأحيانا من النقيض إلى النقيض… إنه درس اليوم إذا أردنا للأمل أن يبقى…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!