الجزائر
وسط تحذيرات من تزايد حدة الظاهرة

40 ألف طفل متشرد يزرعون الرعب في شوارع الجزائر

الشروق أونلاين
  • 8541
  • 15

كشف آخر تقرير للشبكة الجزائرية للطفولة والمرصد الجزائري للطفل أن شوارع الجزائر تضم أزيد من 20 ألف طفل متشرد و 21 ألف طفل مجهول الهوية بمعدل ثلاثة آلاف مولود جديد كل سنة، بينما خلفت المأساة الوطنية مليون طفل تم التكفل بـ 05 بالمائة منهم فقط، ويتسرب من المدرسة كل عام 500 ألف تلميذ يتلقفهم الشارع، وهذا ما دفع بالمختصين إلى إطلاق تحذيرات لتحول هؤلاء الأطفال إلى قنابل موقوتة ومصدر للرعب والانحراف والجريمة * حذر تقرير المديرية العامة للأمن الوطني الخاص بالسداسي الأول من السنة الجارية من ارتفاع قضايا تورط الأطفال والمراهقين في قضايا الإجرام، حيث تم القبض على قرابة 700 قاصر وحوّلوا على المحاكم والسجون لتورطهم في أبشع أنواع الجرائم المتعلقة بالسرقة والمساس بأمن المواطن، ويأتي ارتفاع معدل تورط القصر في الجرائم تزامنا مع تفشي ظاهرة تشرد الأطفال في الشوارع، حيث أعلنت الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث عن 20 ألف طفل متشرد في شوارع الجزائر و 21 ألف طفل مجهول الهوية، وفي هذا الإطار حذر أطباء ومختصون ينشطون تحت لواء الفورام من تنامي ظاهرة الإعتداءات الجنسية ضد أطفال الشوارع من طرف منحرفين وعصابات التسول، خاصة مع تنامي أعداد الأطفال والمراهقين المشردين، حيث تضم شوارع الجزائر أزيد من 40 ألف طفل مسعف لا يتجاوز سنهم 14 سنة، وهم معرضون يوميا لحالات عنف واستغلال في الإجرام، كما انتقد أعضاء الهيئة وعلى رأسهم البروفسور خياطي ­الفراغ­ القانوني الرهيب الذي تعرفه الجزائر في مجال الطفولة، خاصة مع استفحال ظاهرتي الاختطاف والاعتداءات الجنسية التي فاقت 600 قضية السنة الفارطة، وأكد المتحدث أن المرصد الوطني لحقوق الطفل الذي يضم 300 جمعية طفولية وهو تابع لـ فورام اقترح مبادرة إنشاء الشبكة المغاربية لحقوق الطفل التي ستشرع في العمل مستقبلا، وهي تضم جميع الهيئات والجمعيات الطفولية في دول المغرب العربي، والتي ستعمل في التنسيق فيما بينها لاستحداث استراتيجية موحدة لتفعيل حقوق الأطفال في الواقع، وأضاف خياطي أن المأساة الوطنية خلفت مليون طفل تم التكفل فقط بـ 5 بالمائة منهمومن جهته، أكد رئيس الشبكة الجزائرية للطفولة ندى السيد عبد الرحمان عرعار أن ارتفاع معدل تورط الأطفال في الجريمة يرجع إلى الفراغ القانوني في التكفل بالعديد من الشرائح، خاصة فيما يتعلق بالأطفال مجهولي الهوية الذين يقدر عددهم 300 طفل جديد كل سنة، معظمهم يتوجه للشارع ويمتهن التسول والإنحراف، ودعا المتحدث إلى ضرورة تشجيع عمل دور الشباب والجمعيات الخاصة بالطفولة، بالإضافة إلى سن قوانين جديدة تمكن من الرعاية السهلة بهؤلاء الأطفال، خاصة فيما يتعلق بالتبني، ودور المراكز الخاصة للطفولة المسعفة التي يجب أن تلعب دورا هاما في إدماج هذه الشريحة منذ الصغر وطرح المتحدث مشكل دخول الفتيات في عالم الانحراف، خاصة اللواتي يعانين من التشرد، حيث يتم استغلالهن في شبكات الدعارة، وقال السيد عبد الرحمن عرعار إن القانون الداخلي لمراكز الطفولة المسعفة يلزم الفتيات مغادرة هذه المراكز عند بلوغهن سن 18 مما يجعلهن يتوجهن إلى الشارع وليمتهّن التسول والإنحراف، وهذا مايعتبر فراغا قانونيا رهيبا في التكفل بهذه الشريحة التي تفتقد إلى قانون شامل وجديد يراعي الواقع؟

مقالات ذات صلة