50 بالمائة من الكفاءات الجزائرية عالية التأهيل هاجرت إلى الخارج

كشف أمس خبراء جزائريون يعملون في كبرى الشركات العالمية في أمريكا الشمالية وأوروبا، أن الظروف المعيشية الحالية والمناخ السياسي والاجتماعي، غير مشجعة إطلاقا على عودة “الدياسبورا” الجزائرية التي هاجرت إلى الخارج خلال العقود الأخيرة.

• وأكد هؤلاء خلال اليوم الثاني لأشغال المنتدى الدولي السابع لنادي الامتياز والتسيير الذي عرف مشاركة دولية مكثفة جدا، أن عودة الكفاءات الجزائرية العاملة في كبرى الشركات ومراكز البحث في أمريكا وكندا وبلدان الإتحاد الأوروبي تتطلب مبادرة من الحكومة وبشكل سريع، بإدراج تحسين ظروف العمل وتحسين الإطار المعيشي للجامعيين الجزائريين والباحثين، ضمن سلة المزايا المقارنة للوجهة الجزائرية التي تعمل الدولة على إبرازها في إطار سياسة جلب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
• وأضاف هؤلاء أن 50 من الإطارات الجزائرية عالية التأهيل تعمل في الخارج، وأن الحل الوحيد لإعادة هؤلاء أو إقناعهم بالمشاركة في تطوير الاقتصاد الوطني وممارسة “لوبيينغ” فعال لصالح الجزائر على الصعيد العالمي، هو تيسير ورص الاستثمارات في القطاعات الحيوية والواعدة في الجزائر وعلى الصعيد الدولي مثل تكنولوجيات الإعلام والاتصال، وإعطاء دفع قوي لأقطاب الامتياز في قطاعات تنافسية جدا مثل الإلكترونيك والإعلام الآلي.
• وكشف الخبير الجزائري المقيم بالولايات المتحدة والباحث السابق في “سيلكون فالي” أكبر مركز للبحث في التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، أن الجزائر تتوفر على فرصة كبيرة جدا لتطوير هذا القطاع بسبب وجود كفاءات هائلة في القطاع، مشيرا إلى 1000 جزائري يعملون في “سيلكون فالي” بالولايات المتحدة، كما أن برنامج الحكومة لتطوير القطاع في الجزائر وردم الهوة الرقمية تشجع جدا على الاستثمار بكثافة في المجال.
• وأضاف محسن تومي، أن تطوير أقطاب الامتياز يجب إدراجه ضمن إستراتيجية متكاملة حتى لا تصبح هذه الأقطاب مجرد أهداف في حد ذاتها مما سيحول مدينة علمية مثل سيدي عبد الله الى مجرد فضاء للترقية العقارية، مشيرا إلى أن الكفاءات المتواجدة في الخارج يمكنها أن تلعب دور السفراء للجزائر داخل الشركات التي يعملون داخلها.
• وأكد رجل الأعمال ورئيس هولدينغ “سيفتال”، يسعد ربراب، أن الجزائر تتوفر على كفاءات متميزة تسمح بالرفع من تنافسية الاقتصاد الجزائري محليا وعلى الصعيد الدولي، مضيفا أن فرع الصناعات الغذائية التابع للهولدينغ الذي يسيره أصبح بالفعل قطب الامتياز الأول في مجال الصناعات الغذائية، مشيرا إلى أن رقم أعمال الهولدينغ بلغ السنة الفارطة 1.6 مليار دولار وهو مرشح لبلوغ 5 ملايير دولار سنة 2012.
• وأشار يسعد ربراب إلى أن تنفيذ المجمع الضخم لكاب جنات سينطلق مع بداية السنة القادمة في حال موافقة الحكومة على منح الأرضية اللازمة لإقامة المشروع الذي يضم مركبا للحديد والصلب ومركبا للألومنيوم، ومحطة لإنتاج الكهرباء، ومركبا لصناعة السفن وآخر لصناعة 350 ألف سيارة في السنة، وحوالي 1000 مؤسسة صغيرة ومتوسطة وسيوفر 1 مليون منصب شغل.